بقلم - حماده عوضين :
استدعى ابنه الكبير مع أشقائه قال لهم : سئمت النفاق المنتشر في هذه المدينة دعونا نعود معاً إلى قريتى بالريف...!!
واصل كلامه وسط إنصات عميق منهم : أرى أصدقاء طفولتي وصباي وأرى أمهاتنا وهى تجلس أمام الفرن البلدى وتأخذ الخبز من على المقارص بعد أن يكون قد إختمر من الشمس وتضعه على المطرحة.
أرانا ونحن جميعا نذاكر وسط الحقول الزراعية...ثم نفتح ﻣﻨﺪﻳﻞ الطعام ونتقاسم كسرات الخبز والسريس والجلاوين الذي نقطفه من وسط البرسيم.
كم كانت الحياة قاسية حين ذاك لكنها كانت الأفضل ...كانت تتسم بالحب والتراحم.
كنا سبعة اشقاء نعيش فى عرفة واحدة ونحن سعداء بذلك... لم يكن لوالدَي مورد مالي.
كنا نعيش في فترة ظلام لم تكن الكهرباء قد دخلت قريتنا... رغم كل ذلك تربيتنا وتعلمنا بجد وكفاح والدى البسيط.
عشت أنا وأشقائي يجمعنا الحب والآخاء ..والتراحم والسلام ..حتى رحلوا جميعا.
ارتفع صوته بصعوبة بالغة... أما أنتم فقد عشتم حياة رغدة مرفهة وتتقاتلون الأن من أجل الميراث ذبلت عيناه كثيراً...سكت فجأه وسط الكلام.
أرتبك الأبناء صاح احدهم يا دكتور... عقب إجراء الكشف قال الدكتور البقاء لله ثم أبلغ إدارة المستشفى لإتخاذ جميع الإجراءات.
إرسال تعليق