Home » » سميرالبحيري يكتب : الإخوان(البقرة الحلوب)..؟!

سميرالبحيري يكتب : الإخوان(البقرة الحلوب)..؟!

رئيس التحرير : Unknown on الخميس، 10 أكتوبر 2013 | 6:38 ص

سميرالبحيري

نحن أمام حالة تصنيف رهيبة تزهق بسببها أرواح الأبرياء تحت حجج واهية ودعاوى باطلة،وكأن مصر تحولت بين ليلة وضحاها لتسير فى اتجاه واحد وجرت حالة اندماج فورى بين عدة ايدولوجيات مختلفة واجنحة متعددة من ساسة لهم توجهاتهم وأفكارهم المختلفة وكان التلاقي بينها في السابق أمراً صعباً،ليتجمع كل هؤلاء ضد شيء واحد فقط اسمه(الإخوان) وهو ما يكشف زيف وادعاء كل هذه الفصائل مجتمعة،لأنهم لم يقدموا مشاريع حقيقية تؤكد للشعب أنهم بالفعل عامل فاعل في صناعة السياسة المصرية واستراتيجية دولة، تسعى للقفز باقتصادها من حالة العدم إلى حالة الانتعاش الحقيقي الذي يعطينا تصور دولة حديثة بكل ثقلها وإرثها الثقافي والحضاري،وهو ما سبقتنا إليه كثير من الدول الأقل منا عراقةً وتاريخاً فنحن في حاجة لقراءة للمستقبل بما يطمئن الأجيال المتعاقبة أو على الأقل ما يشعل حماس أبناء هذا البلد ليكونوا أداة فاعلة بالعمل الذي ينعكس على اقتصاد الوطن الذي نريده قوياً متعافياً،ليكون المدخل الحقيقي لأمة تستحق أن تقف بثبات وشموخ بين الأمم الآخرى، فليس من المعقول أن يبقى الإخوان هم (البقرة الحلوب) التي تتعايش عليها كل مصر بمختلف أطيافها ومؤسساتها ـ كالنبات الطفيلي الذي يتغذى دون عناء على نبات آخر يضرب جذوره في الأرض ــ وهو ما يعد بالشيء المضحك، لأن المقاومة المستمرة لهذا الكائن الإخواني بمثابة الضمان لهذه الأجنحة وبقائها على الساحة والتفاف البعض حولها، دون البحث عن مشروع حقيقي يضم مجموعة حلول لكل مشاكلنا وهي كثيرة،وبدا الإخوان كالبقرة الحلوب التي تدر لبنها لهؤلاء، كلما أرادوا أن يبرهنوا للشعب أنهم موجودون على الساحة يسارعون بحلبها،فما نراه الآن سبق وفعلته الأنظمة الأخرى والطريف أنها كانت جميعها من خريجي المدرسة العسكرية،آخرها بالطبع نظام مبارك الذي جعل من (البقرة الإخوانية بقرة مقدسة..!)،وكان دائم الدعوة لأهل مصر بألا يقربوها لأنها تعد رجساً من عمل الشيطان، ونجح بالفعل في العيش على لبنها متطفلا طيلة العقود الثلاثة، مما أكسبهم شعبية كبيرة بتعاطف الأغلبية معهم..وكانت النتيجة انتخاب الدكتور مرسي ليتصدر المشهد، كوضع طبيعي لصعود نجم الإخوان المستمر باكتساب شعبية من كافة أطياف الشعب، صدرتها الأنظمة الحاكمة بفعل سياسة التجريف التي اتبعتها والضرب المستمر على وتر خطورة الجماعة،وغاب المشروع الذي يمكن معه اقتلاع الاخوان من جذورهم كبديل حقيقي لهم وهو ما صب في مصلحتهم بالتأكيد،وهو مالم تنتبه له النخب السياسية والاحزاب التي كانت تعيش على ذكريات الماضي يتقدمها حزب الوفد،ولم يلتفت هؤلاء إلى أن غياب المشروع المنقذ هو من دفع بالشعب لينفض من حولهم ويلتف حول الإخوان،لينتهزوا الفرصة طوال السنة التي ترأس فيها الرئيس مرسي مصر،واتحدوا جميعاً وهم المختلفون في السابق،ليقدموا للشعب أسوأ نموذج معارضة في العالم، فبدلاً من التقويم وهو مهمة المعارضة الأولى باحترام ارادة الشعب واختياراته التي جاءت بالاقتراع،راحوا يشوهون صورة البقرة الحلوب، والسعي الحثيث لاقتلاعها من جذورها وقتلها، ووجدوا ضالتهم في جيش مصر ليقوم به بهذا الدور،لنجد أبرز الكتاب السياسيين والنخب ( هيكل كمثالاً)،والأحزاب يتوسلون أن يتدخل الجيش لينقذهم من حكم الإخوان،وهم الذين سبق لهم قبلها بشهور الهتاف بسقوط حكم العسكر إبان الفترة الإنتقالية التي تحمل فيها المجلس العسكري بقيادة طنطاوي الكثير،وأسرعوا بتشكيل جبهة الإنقاذ والتي عملت منذ بيانها الأول على إسقاط مرسي،تلتها تمرد ودروها المشبوه، لتندمج جميع الأطراف سوياً وانضم إليهم رموز الحزب الوطني من وراء ستار وبدأ العمل على قتل أول تجربة ديمقراطية تشهدها مصر عبر تاريخها وبالفعل نجحوا في اغتيالها وسط حفاوة وحشد وتأييد ممن صدقوا هذه النخب،ليقع الانقلاب الذي سعوا اليه من البداية، وتشبث قادته على الفور بشيء واحد فقط بأنهم حافظوا على الإرادة الشعبية،وهو قول يراد به باطل،لأن الارادة الشعبية سبق وخسرها كل هؤلاء عندما احتكمت جميع الاطراف للصندوق، فوضح مدى حجمهم الحقيقي، الذي كان دافعاً للبحث عن دور على الساحة وإلا كانوا جميعاً سيحرقون،ولم يسألوا أنفسهم ما الهدف من السقوط وما هو المشروع الذي سيقدمونه للشعب..؟!، وبقيت مصر بعد الانقلاب تعيش في تيه واضح وكلما "انزنقت" النخبة والانقلابيون، تتعالى أصوات العزف على وتر بقرةالإخوان المقدسة،وسط مشاكل تتفاقم واقتصاد ينهار وأحوال تسوء وغلاء يقهر الأسر البسيطة ويأكل بطونهم،وهو ما يؤكد اننا نعيش أزمة حقيقية ليس الإخوان وحدهم من صنعوها ..بل يصنعها من يتطفل على وجودهم، ويرى في ذلك لعبة الاستمرار على الساحة وصنع نجومية زائفة،ولابد أن يسأل الجميع نفسه هنا ما هو مشروع الفريق السيسي الذي يقدمه للشعب، فالحكومات هي صاحبة المشروع الذي تقدمه لشعوبها وليس العسكريون فمهمتهم الحفاظ على حدود الوطن، لكن في حالة مصر غاب المشروع ولم يسأل عنه أحد..هل رأيتم أحداً في برامج التوك شو أو أي مسؤول حكومي يقدم لكم حلولاً ممكنة لمشاكلنا.؟!، بالطبع لا، ويبقى السؤال( إذا ذهبت بقرة الإخوان المقدسة فعلى ماذا سيعيش هؤلاء الطفيليون.؟!).

إنشر هذا الخبر :

+ التعليقات + 1 التعليقات

10 أكتوبر 2013 في 4:00 م

سنسقط أنقلاب العار العسكرى
وسنسترد حريتنا وشرعيتنا
وسيعود رئيس جمهوريتنا
دكتور محمد مرسى

إرسال تعليق