بقلم: مكرم محمد أحمد
يمكن ان نتفهم نوازع الغضب الإنساني من غياب معايير العدالة الاجتماعية,وفقدان اليقين بمستقبل أفضل,والانهيار المتزايد لمنظومة القيم الصحيحة,في ظل التكدس والزحام البشري,وزيادة حدة الفقر وارتفاع معدلات البطالة,لكن كل هذه الامراض لا تبرر العنف المخيف الذي رأينا مثاله القبيح في إضرابات طلاب جامعة الازهر التي جاوزت كل الحدود,عندما اقتحمت جموعهم مبني إدارة الجامعة يؤازرهم مجموعات متسللة من الدهماء والخارجين عن القانون,يحطمون الاثاث والمكاتب,ويلقون بأوراق الجامعة وأدواتها من الأدوار العليا, ويدمرون النوافذ والشرفات, ويحطمون كل مايجدونه امامهم في فعل إجرامي مجنون يصعب فهم دوافعه!
وما يزيد من غرابة الموقف إصرار الطلاب علي تدمير معهد علمي ضخم,يضم أكثر من نصف مليون طالب جامعي,يعلمهم الفقه والهندسة والطب والزراعة وعلوم القرآن والحديث,يتعلمون بالمجان ويسكنون بالمجان ويأكلون بالمجان ويعالجون بالمجان, وتؤكد لهم الدولة كل يوم التزامها بمعاونتهم علي صنع مستقبل أفضل..,لماذا يحطم طالب جامعي معهده العلمي دفاعا عن حكم متخلف لم يحقق اي انجاز!,ولم يخلف وراءه سوي الحسرة والندامة, قسم البلاد وأشعل فيها نارالفتنة,واقتطع اجزاء من ارضها علي الحدود لمصلحة اصدقائه! !
وكشف عن نياته الحقيقية في إعلان دستوري فاسد,أعطي للرئيس المعزول سلطات إلهية تفوق سلطات أكثر طغاة التاريخ عتوا وظلما! يمكن ان نحمل جماعة الإخوان المسلمين جزءا كبيرا من مسئولية هذه التربية الفاشية لشبابها التي انتجت هذا السلوك الفظ المشحون بالحقد والسواد والكراهية,في غيبة الدولة التي يتحتم عليها أن تراقب انشطة المؤسسات الحزبية في تربية شبابها كي يصبح اكثر إيمانا بالديمقرطية والرأي الآخر, بدلا من هذ السلوك الفظ الذي يلجأ إلي التدمير والتخريب دون مسوغ,لكن ثمة مسئولية آخري لاولياء امور هؤلاء الطلاب تجعلنا نسأل لماذا غاب دور الآباء!؟
الاهرام
إرسال تعليق