الاستفتاء والإخوان

بقلم: صلاح منتصر

أكدت النتائج التي أعلنتها اللجنة العليا مقاطعة الاخوان الاستفتاء علي الدستور‏,‏بدليل أن الذين قالوا لا كانوا في حدود‏381‏ ألفا‏,‏ كما لم تظهر سيدة منقبة في لجان المرأة‏.‏

النتائج النهائية للإستفتاء وهي بشهادة الذين اشتركوا فيها ورأوا بعيونهم, تؤكد أنها نتائج حقيقية, بل لعل كثيرين قدروا أن تزيد نسبة الحضور علي الـ38.6% التي أعلنها المستشار نبيل صليب رئيس لجنة الإنتخابات. وقد برر هو نفسه ذلك بأن تلازم مواعيد امتحانات الجامعة مع يومي الإستفتاء ترك أثره علي نسبة مشاركة الشباب. في المقابل فقد كانت تأكيدات صحيفة( هجايص الإخوان) أن عدد المشاركين لم يتجاوز8% وأن90% من الناخبين قاطعوا الإستفتاء( صحيفة الشعب عدد الجمعة17 يناير). إلا أنه بالقراءة التحليلية للنتائج المعلنة نجد مايلي:

1 ـ أن الـ20 مليونا الذين قالوا نعم للدستور والذين في الواقع كانوا يقصدون نعم لثورة يونيو ولنهاية حكم الإخوان, يمثلون نحو ضعف الذين قالوا نعم لدستور مرسي البالغ عددهم10.6 مليون الذين يمثلون أتباع التيارات الدينية إلي جانب عدد كبير من المواطنين حسني النية.

2- أيضا يزيد الـ20 مليون الذين قالوا نعم للدستور ـ وهم كتلة خالية من الإخوان ـ6.7 مليون علي الذين انتخبوا محمد مرسي في انتخابات الرئاسة في يونيو.2012 وكانت هذه الانتخابات الرئاسية قد سجلت أكبر نسبة حضور في تاريخ الانتخابات والاستفتاءات الحقيقية إذ شارك فيها26.4 مليون بنسبة51.85%.

3 ـ حتي اليوم مازالت نسبة الحضور في الإستفتاءات أقل من الحضور في الانتخابات. وقد جرت بعد ثورة يناير2011 ثلاثة إستفتاءات أولها يوم19 مارس علي الإعلان الدستوري الذي أدار حكم البلاد في ظل المجلس العسكري, وقد حضره18.5 مليون بنسبة41% من المقيدين الذين كان عددهم45 مليونا, وفي الإستفتاء علي دستور مرسي بلغ الحاضرون17 مليونا بنسبة32.8% من المقيدين, بينما حضر الإستفتاء الأخير20.3 مليون ناخب وهو أكبر عدد إشترك في أي إستفتاء إلا أن زيادة عدد المقيدين إلي53.4 مليون ناخب جعلت نسبة الحاضرين38.6%.
 الاهرام