عالم الطفولة ليس عالم وردي مليء بالورود كما يعتقد البعض منا ، بل قد يكون عالم مليء بالألم والمعاناة والوحدة . وحين يكون هذا العالم مغلق على ذات الطفل تكون معاناته أشد وطأة من معاناة الكبار لأنه يقع ضحية لضعفه ولحاجته للآخرين مع عدم قدرته على الدفاع عن نفسه أو إيجاد مخارج ولو مؤقتة لمعاناته مثل أي بالغ منا قد يتعرض لمعاناةٍ ما .
والكتاب صدر عن دار الهلال بالقاهرة، ويتناول 53 حالة أو معاناة للأطفال وفي كل حالة يتحدث الطفل بلغته هو البسيطة والعميقة ومقابل كل معاناة لطفل تمت كتابة مقوله فكرية تتناسب مع هذه المعاناة. يتناول الكتاب مشاكل متعدد ومعاصرة لأن المجتمع العصري أفرز مشكلات جديدة لم تكن معروفة لمجتمعنا العربي وتكاد تتشابه بل تتطابق مع معاناة الطفل في العالم الغربي ، منها العنف ، الإدمان بكافة أنواعه ، الإهمال ، إنسحاب الأم من دورها الأمومي ، الحقد ، إنتقام الآباء على حساب الأبناء ، الوحدة، أضرار الإفراط بإستعمال الشاشات الإلكترونية ، التباعد المتسارع بين مؤسسة التدريس والتربية وأمور أخرى يتطرق لها الكتاب .
من أجواء الكتاب :
" الأمومة ليست علاقة مقدسة بحكم الطبيعة ، بل بحكم حرص الأم على كرامة وشعور وتفكير أولادها ، وحين تتخلى الأم عن قدسية هذه العلاقة لا تكون الأمومة سوى رابط مهتريء أول من يمزقه دون صعوبة هم الأبناء ."
" البيوت التي تزرع الخوف في قلوب ابناءها ، تزرع مع الخوف التوق إلى الهروب بأي لحظة وبأي وقت طال أو قصُر. وحين يغادرون هروباً لا يجب السؤال لماذا لا يعودون."
" من رحمة الله بالضعفاء أن يرسل لهم رقيقي القلوب ولطفاء الأرواح حتى ولو لم يكونوا ذوي قربى ، لكي يستطيعوا أن يستمروا في الحياة رغم جهل القساة وتكبر الظُلمة."
" أبشع الجرائم انسحاب أم من أمومتها بسبب خطأ زوجها."
قراءة وعرض:
محمود سلامة الهايشة
إرسال تعليق