رأى الشيخ نافذ عزام عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي اليوم الاثنين انه لا جدوى من الرسالة التي ينوي الرئيس محمود عباس توجيهها الى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال عزام في كلمة امام حشد من ذوي الاسرى امام مقر الصليب الاحمر بغزة: "نخاطب الرئيس أنه لا جدوى من الرسائل التي يتم توجيهها الى قادة العدو"، مضيفا ان "العالم كله يعرف اسرائيل".
وتابع: "نتمى من الرئيس ان يعلن مواقف صريحة وواضحة وقاطعة بالتخلي عن نهج التفاوض".
من ناحية اخرى قال مسؤول في حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاثنين إن جهود تحقيق المصالحة الداخلية مع حركة "حماس" مجمدة لحين انتهاء الأخيرة من انتخاباتها الداخلية.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس وفدها للحوار الوطني عزام الأحمد للإذاعة الفلسطينية الرسمية إن "المصالحة وإنهاء الانقسام مجمد منذ أن طلبت حماس تأجيل موضوع تشكيل الحكومة بسبب الصراعات داخل قادتها".
وأضاف أن "حماس أجلت أمور المصالحة لحسم أوضاعها الداخلية وهي في مرحلة الإعداد للانتخابات التي بدأت لعدة أيام وستستمر طيلة هذا الشهر، على أن يعقد اجتماع للمكتب السياسي الجديد للحركة الشهر المقبل، وبالتالي طيلة الفترة الحالية لقاءات المصالحة مجمدة".
وأشار إلى أن عباس أبلغ نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق في القاهرة قبل أيام أنه من دون بدء عمل لجنة الانتخابات عملها في قطاع غزة لا داعي لبحث أي موضوع له علاقة بتشكيل حكومة التوافق وتحقيق المصالحة.
ونفى الأحمد أن يكون التعديل الذي أعلن عنه عباس على حكومة تصريف الأعمال برئاسة سلام فياض له علاقة بتعثر جهود تحقيق المصالحة، لافتا إلى أن الأمر مرتبط بالشواغر التي تعانيها الحكومة.
وكانت حركة حماس انتقدت الإعلان عن تعديل وشيك على حكومة فياض واعتبرته "بمثابة هروب من استحقاقات المصالحة".
ووقع عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل اتفاقا في السادس من شباط/ فبراير الماضي برعاية قطرية يقضي بتشكيل حكومة توافق برئاسة عباس للإعداد للانتخابات العامة إلا أن استمرار الخلافات بين الجانبين لم يؤد إلى بدء تنفيذ الاتفاق.
وسبق وان اتهمت حركة فنح حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بالحصول على دعم مالي ايراني مقابل عدم تنفيذ اتفاق المصالحة الذي يقضي بتشكيل حكومة انتقالية برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للاعداد لانتخابات رئاسية وتشريعة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال احمد عساف المتحدث باسم حركة فتح ان طهران استأنفت في الاونة الاخيرة الدعم المالي لحماس الذي كانت اوقفته قبل ستة اشهر بسبب عدم تأييد الحركة للرئيس السوري بشار الاسد في حملته على المحتجين.
واضاف عساف "الزهار وهنية قبضا الثمن من ايران خلال زياراتهما الاخيرة لايران... نحن نعلم ان ايران دفعت لقيادات حماس في غزة عشرات الملايين من الدولارات... قيادة حماس في غزة هي من قتلت المصالحة وأخدت ثمن هده الجريمة من ايران"، مشيرا الى قياديي حماس محمود الزهار الذي زار طهران الاسبوع الماضي واسماعيل هنية الذي زارها الشهر الماضي.
وكان عساف يرد على تصريحات للزهار قال فيها ان المصالحة الان مجمدة. واضاف عساف "المصالحة في الثلاجة لأن الذي ادخلها الثلاجة هو قيادة حماس في غزة وعلى رأسهم الزهار وهنية وقبضا الثمن من ايران".
ورفضت حماس اتهامات حركة فتح وقال طاهر النونو المتحدث باسم حكومة حماس في قطاع غزة "فتح وحكومتها لم تنفذ أيا من التزاماتها وتفضل المال الاميركي على حساب الاتفاقات الوطنية".
ووقع عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل اتفاق المصالحة في الدوحة في فبراير/ شباط لكن الاتفاق الذي يهدف الى وضع نهاية لانقسام دام خمس سنوات سرعان ما واجه عدة عقبات جعلت تطبيقه مستحيلا ومنها عدم سماح حماس في غزة للجنة الانتخابات بالعمل لتحديث السجل الانتخابي الامر الذي ربطه عباس بتشكيل الحكومة الجديدة.
ولاقى الاتفاق تنديدا من بعض الزعماء الذين قالوا ان مشعل قدم تنازلات غير ضرورية لفتح في وقت تصعد فيه التيارات الاسلامية في المنطقة.
وقال عساف ان الهدف من زيارة مسؤولي حماس في غزة لايران ارسال رسالتين هامتين الأولى لمشعل ومفادها انهم هم من يحكم غزة والثانية لايران وتفيد بأنهم جاهزون للتنسيق المباشر معها.
وقال "ايران معنية باستمرار الانقسام... ايران تسعى للتحكم بالقضية الفلسطينية من خلال دورها بغزة ومن خلال استمرار الانقسام وهي تدرك ان تحقيق المصالحة ووجود قيادة شرعية مثل منظمة التحرير أو أي قيادة وطنية منتخبة سينهي دورها لأن قيادة شرعية وطنية لن تسمح لايران بالتحكم بالقضية الفلسطينية".
ويتبادل مسؤولون من فتح وحماس الاتهام بالمسؤولية عن عرقلة تنفيذ اتفاق المصالحة وفي الوقت نفسه لا يتخذ أي من الجانبين خطوات ملموسة لوضع حد للانقسام.
ويقول محللون ان الجانبين كليهما وخصوصا مع الانقسام الداخلي في حماس بشأن الاتفاق لا يحرصان على المصالحة حرصا حقيقيا يجعلها تتحقق.
ويرى المحلل السياسي هاني حبيب من قطاع غزة انه "لا يوجد أي فرصة للمصالحة لغياب الارادة الحقيقية لدى الطرفين وخصوصا حركة حماس".
وقال المحلل السياسي هاني المصري في الضفة الغربية "المصالحة معلقة حتى اشعار اخر لان اعلان الدوحة المكتب السياسي للحركة وضع استدراكات تجعل تطبيقه مستحيلا وحتى الان لم يتم البحث في كيفية تذليل هذه العقبات".
واضاف "عمليا تم تجميد الاتفاق وباقي ان يتم اعلان وفاته الا اذا حصلت معجزة ربانية لانقاذه".
وحذرت منظمة التحرير الفلسطينية من تأثير عدم انهاء الانقسام على القضية الفلسطينية وقال صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية في المنظمة "لا دولة فلسطينية دون قطاع غزة وهذه حقيقة يدركها الجميع وبالتالي المصالحة الفلسطينية مصلحة فلسطينية عليا".
واضاف في حديث لاذاعة صوت فلسطين "اذا اردنا كفلسطينيين ان نحصن انفسنا لما تخطط له اسرائيل... علينا تحقيق المصالحة لتحصين انفسنا وعلينا ممارسة اقصى درجات ضبط النفس لتحقيق المصالحة التي ارجو ان يعتبرها الجميع اكبر مصلحة فلسطينية".
إرسال تعليق