اعتدال الإسلام وهمجية إسرائيل وألاعيب الصهيونية الحمقاء

وبينما تسعى الدول الاسلامية الى تعزيز وتعميق الحوار مع الدول والحضارات الاخرى من اجل تهيئة افضل السبل لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وعلى امتداد العالم ايضا، وباستخدام كل الادوات المناسبة في ذلك، سواء كانت مؤتمرات وانشطة ثقافية وعلمية وغيرها، او انشطة وفعاليات وتحركات سياسية ودبلوماسية، فانه لم يكن غريبا ولا مفاجئا ان تعمد حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الى تصعيد اساليبها الهمجية في التعامل مع الشعب الفلسطيني الاعزل ومع المقدسات الاسلامية في الاراضي الفلسطينية المحتلة، وفي مقدمتها المسجد الاقصى المبارك، وذلك بمحاولات تدنيسه من جانب عشرات المستوطنين الاسرائيليين والمتطرفين الذين يحاولون بين وقت وآخر اقتحام باحات المسجد الاقصى.

ومع الوضع في الاعتبار ما يبدو من تزامن بين التصعيد الاسرائيلي لعمليات التهويد والاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، وفي القدس الشرقية بشكل اخص من ناحية، وبين عودة القس الامريكي " جونز " الى ترهاته وهجماته العنصرية ضد الاسلام والمسلمين والتي قام بها امام احد مساجد ميتشجان من ناحية ثانية، بالاضافة الى التنشيط المتعمد ايضا ضد الاسلام والمسلمين في بعض الدول الاوروبية لاسباب انتخابية واضحة من ناحية ثالثة، الا انه من المؤكد ان كل تلك المحاولات لن تنال على اي نحو من الاسلام والمسلمين طالما كان هناك ادراك لدوافع تلك الحملات من جانب، وتمسك حقيقي من جانب المسلمين ومؤسساتهم المختلفة بالاعتدال والابتعاد عن التشدد والتعامل بصحيح الدين من جانب آخر، خاصة وانه معروف ان الدين الاسلامي الحنيف هو دين يسر يستهدف صالح الانسان والمجتمع ويحثه على العمل والبذل والعطاء من اجل تحقيق خيره وتقدمه وازدهاره.

وفي حين تستطيع الدول والشعوب والمؤسسات الاسلامية مواجهة كل تلك الحملات والمحاولات المكشوفة، فانه من المهم والضروري ان تلتقي كل الجهود المخلصة من اجل مساندة ودعم النضال الفلسطيني من اجل استعادة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، بما في ذلك اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في حدود الرابع من يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية، ولن تستطيع اسرائيل الحيلولة دون ذلك لسبب بسيط هو ان استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه هو السبيل للسلام والاستقرار والازدهار ايضا في هذه المنطقة الحيوية ولعلماء المسلمين دور مهم ومؤثر ايضا في هذا المجال"البيان"