باريس - ا ف ب
أفاد مصدر قضائي ان جمعية قدمت شكوى امام النيابة العامة في باريس ضد مجلة شارلي ايبدو بتهمة "الحض على الكراهية" بعد قيامها الاربعاء بنشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد.
وأضاف المصدر نفسه ان النيابة العامة فتحت من جهة ثانية تحقيقا حول تعرض موقع المجلة على الانترنت للقرصنة ما ادى الى عدم التمكن من الدخول اليه.
وكان مدير مجلة شارلي ايبدو الفرنسية الساخرة التي نشرت رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي الاربعاء قد أعلن ان موقع المجلة الالكتروني تعرض "لعملية قرصنة منعت الدخول اليه".
وقال الرسام ستيفان شاربونييه الشهير بـ"شارب" للصحفيين في مقر الاسبوعية في باريس "الموقع حجب لانه تعرض لقرصنة. ويبدو انه هجوم اوسع من ذلك الذي تعرض له عام 2011"، عندما نشرت شارلي ايبدو ايضا رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد.
وتتعرض شارلي ايبدو منذ الاربعاء لانتقادات من ممثلي الهيئات الدينية والسياسية.
ودعا شارب رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايرولت الى "دعم حرية الصحافة، والجمهورية بدلا من التاثر بعصابة من المهرجين السخفاء الذين يتظاهرون امام سفارة الولايات المتحدة".
وكان شارب يشير بذلك الى تظاهرة جرت السبت الماضي بالقرب من مبنى السفارة الامريكية في باريس تخللتها احداث عنف وانتهت باعتقال 150 شخصا.
وصباح الاربعاء اعلن رئيس الوزراء رفض الحكومة السماح بتظاهرة جديدة السبت معتبرا انه في ضوء "السياق" الحالي تقع "المسؤولية على من يديرون هذه المجلة (شارلي ايبدو) في تقرير ما ينبغى فعله او عدم فعله".
وقال شارب "اذا كان علينا مراعاة السياق فان السياق العالمي لن يسمح ابدا بالسخرية من الاسلام المتشدد او من الديانات بصفة عامة واذا راعينا السياق لن نتكلم ابدا عن اي شيء وسيكون قد قضى على الصحافة الساخرة وانتهى الامر".
وأوضح أيضا أنه لم يتلق اي تهديد "حتى الان"، وقال "منذ عام ونحن في حماية الشرطة بعد الحريق الذي شب في مكاتبنا، واذا كان هذا هو الشرط للتعبير بحرية في فرنسا فاننا سنكون في حماية الشرطة كما تحمي الشرطة حرية الفرنسيين"، موضحا انه يحظى بحماية اثنين من عناصر الشرطة.
وكانت المجلة الاسبوعية الساخرة نشرت في تشرين الثاني/نوفمبر 2011 عددا خاصا بعنوان "شريعة ايبدو" اعلنت فيه النبي محمد "رئيس تحريرها"، ما اثار موجة احتجاجات واحرقت مكاتبها وتعرض موقعها على الانترنت الى القرصنة.
وعلى فيسبوك وتويتر، نشر المعارضون والداعمون مئات التعليقات حول الصفحة الاولى وبعضها بعبارات عنيفة جدا.
وشدد العديد من المعلقين على الظروف المتوترة جدا حاليا حيث اثار الفيلم المسيء للاسلام "براءة المسلمين" الذي انتج في الولايات المتحدة تظاهرات مناهضة للامريكيين في العديد من دول العالم الاسلامي اسفرت عن سقوط اكثر من ثلاثين قتيلا.
إرسال تعليق