Home » » الفصل الأول ! " المشهد الثالث " (3) من رواية... الغُرفة (308) !...للأديب أشرف صالح

الفصل الأول ! " المشهد الثالث " (3) من رواية... الغُرفة (308) !...للأديب أشرف صالح

رئيس التحرير : Unknown on الاثنين، 7 يناير 2013 | 10:45 م


طأطأ رأسه التي قد أعلنت صراحة عن إطاحتها فأمسك بها بكفيه ،أسودت الدنيا في عينُه وأخذته التمتمات إلى ما هو أبعد من الفاجعة ، تدور برأسه أسئلة عجز أن يجد لها إجابات :

- كيف لنا العيش بعد موت والدي ؟

- نحن ستة أطفال كلنا في مراحل التعليم ؟

- من يحمينا الآن ونحن سابحين في بحر الحياة؟

- من يمد يداه ينقذنا إن أشرفنا على الغرق ؟

كيف ومن ومن وكيف غرق في بحر من الأسئلة وعجز بأن يلقى إجابة واحدة عن إحداها ، توسلت إليه دمعة بأن يأذن لها بالفرار ولكنه أبى الصدمة شلت كل حواسه وكأنه تجمد ، فجأة تمتد يدًا حانية تلمس رأسه وتداعب شعره وصوت خافت مختنق يقول : البقاء لله يا حبيبي ، يرفع رأسه ببطء ، هي عمته وكان معها أبنُها الأكبر ، يقف يرتمي في حضنها ، وتسأله :

عمته : أين والدتك ؟

صابر : لقد اتجهت إلى الشركة كي تستكمل إجراءات الدفن .

عمته : وأين أخوتك أسامه ومنى ؟

صابر : معها . 

عمته : انتظرني هنا سوف أعود حالاً ، وتخطوا إلى داخل المشفى 

يترجل هو ويتخطى ما تبقي من سُلم الألم ويقرر أن يعبُر إلى الاتجاه الآخر يُشاركهُ ظل الشرود ، يصل بصعوبة إلى الرصيف الآخر ، ارتمى فوقه وكأنه حُضن أم ، عدل نفسه بصعوبة وجلس فوق الرصيف يشكي له فاجعتُه كان قد شُل تفكيره ولم يستطع التصرف ولا اتخاذ أي قرار ، أحد المارة يقف أمامه ويسأل ؟

كم الساعة لو سمحت ؟

صابر : لم يعيره أي انتباه .

يكرر عليه عدة مرات نفس السؤال ؟

صابر : يخلع ساعته من يده ويقذف بها تحت قدم السائل ، فتتفجر إلى فُتات .

ينسحب السائل من أمامه في هدوء دون إبداء أي اعتراض وكأنه دب بقلبه زلزال خوف بعد إلقاء نظرة تحمل استغراب شديد من ردة فعله وكأن لسان حاله يقول ما هذا الشخص المجنون. 

بعدها يتماسك صابر قليلاً ويقرر بأن يذهب إلى الشركة كي يلحق بوالدته وأخوتُه ليواكب الحدث ، يصل إلى الشركة يقابله المسئول ويتقدم له بالعزاء وتبدأ الأسئلة

صابر : أين أمي وإخوتي ؟

المسئول : لقد أنهينا إجراءات الدفن سريعاً ولقد اتجهوا إلى المشفى بصحبة مندوب الشركة .

صابر : أشكرك سيدي ويقرر بأن يعود إلى نقطة البداية من جديد ، يلملم أشلائه ويرتب على قلبه المحترق ويذهب إلى المجهول .................... ؟

( يُتبع ) ألقاكم في المشهد الرابع غداً إن شاء رب العالمين .


الفصل الأول ! " المشهد الثالث " (3) من رواية... الغُرفة (308) !...للأديب أشرف صالح

ا
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق