تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم الأربعاء عددا من الموضوعات المهمة، ففي مقاله "رسالة على العنوان الغلط" بصحيفة "الشروق"، قال الكاتب الصحفي فهمي هويدي،"ليس مفهوماً لماذا يغلق معبر رفح لمدة ستة أيام؟ حتى الآن، رغم الإعلان الرسمي على لسان المتحدث العسكري المصري بأن قطاع غزة ليس طرفا في أزمة اختطاف الجنود السبعة، وإن المشكلة سيناوية بالكامل، ما فهمته هو أن جنود الأمن المركزي غضبوا لاختطاف زملائهم وتظاهروا احتجاجا على ما حدث لهم".
وأضاف "لكنني لم أجد تفسيرا لاعتصامهم أمام بوابة معبر رفح بعد إغلاقه بالسلاسل الحديدية، وأغلب الظن أنهم سارعوا إلى ذلك بعد انتشار خبر اختطاف زملائهم، فتحركوا تلقائيا صوب المعبر وأغلقوه، تأثرا بالتعبئة التقليدية التي دأبت على تحميل حماس وفلسطينيي غزة المسؤولية عن أي حادث يقع في سيناء، وأحيانا في مصر كلها.
وتابع: "قال لي أحد المعنيين بالموضوع: إنه خاطب مسئولا أمنيا كبيرا حول المسألة، فكان رده أن جنود الأمن المركزي أغلقوا باب المعبر بالجنازير، وكان ذلك ردا مضحكا لا تفسير له سوى أن بين المسئولين الأمنيين من لا يزال يفكر بعقلية وسياسة النظام السابق، الذي لم يحمل ودا للفلسطينيين، وظل يعتبر قطاع غزة خطرا يهدد الأمن المصري".
وقال هويدي "السؤال الذي يطرحه ذلك المشهد العبثي، هو: أين السياسة في الموضوع؟ أقول ذلك رغم أن الموضوع من البساطة بحيث لا يحتاج إلى ذكاء سياسي أو غير سياسي، لأنه ليس هناك منطق أو عقل سويٍ يقبل بمعاقبة شعب بكامله على جريمة لا علاقة له بها، وكل الوزر الذي ارتكبه ويحاسب عليه".
وصايا مهاتير
أما في عموده هوامش حرة بصحيفة "الأهرام"، قال فاروق جويدة، إن رئيس وزراء ماليزيا السابق مهاتير محمد، زار مصر أكثر من مرة وألقى أكثر من محاضرة وقدم الكثير من الوصايا للنظام السابق ولم يعمل بها أحد، وأمام قيادات الإخوان المسلمين أعاد الرجل الكثير من نصائحه وتوجيهاته لأول تجربة لحكم إسلامي في مصر.
وأضاف أن مهاتير قال "عليكم أن تقدموا تجربة مصرية خالصة وألا تنقلوا تجارب الآخرين لأن لكل مجتمع خصوصياته الثقافية والحضارية، في ماليزيا سائح لكل مواطن وأصبح عدد السياح الآن 26 مليون سائح وكان دخل الفرد 350 دولارا وأصبح الآن 8 آلاف دولار".
وأشار إلى أن مهاتير أوصى حكومة مصر بالا تتبع نصائح صندوق النقد الدولي وأكد أنها في أحيان كثيرة تتعارض مع مصالح الشعوب وان ماليزيا تصدر الآن 80% من إنتاج شعبها، وشدد على ضرورة الوفاق الوطني خاصة في مجتمعات تتعدد فيها الديانات والعقائد ما بين الإسلام والمسيحية.
وأوضح جويدة أن مهاتير محمد طالب الشعب بالعمل وتوحيد إرادته نحو البناء وان البطالة أسوأ الأمراض الاجتماعية لأنها أساس الصراعات الاجتماعية والجرائم وان المواطن لابد وان يشعر انه صاحب حق فى وطنه بالعمل والإنتاج والحياة الكريمة وعلى المواطنين أن يتخلصوا من الخلافات السياسية والصراعات من أجل إعادة البناء وان الديمقراطية هي الطريق الوحيد للصراع السياسي والفكري وان الصكوك فيها شبهة الربا ولذلك رفضناها.
وتابع: "هذا الكلام قاله مهاتير محمد أكثر من مرة لرموز النظام السابق ولم يعملوا به، والآن جاء الرجل ليؤكد أن الحل في العمل والإنتاج، والسياحة والاستثمار والتعليم والتصدير ورفع مستوى المعيشة وإيجاد فرص عمل للشباب حتى لا يخرجون للشوارع ما بين المظاهرات والاحتجاجات".
وتساءل جويدة:هل يمكن أن تغير نصائح مهاتير محمد من سياسة الحكومة المصرية وهى تعتمد على الديون الخارجية. ولا تؤمن كثيرا بالسياحة ويعتبرها البعض حراما في حرام.
وهل تؤمن حكومتنا الرشيدة بأن الحل ان نعمل ونفكر معا وننتج معا وان الفرق كبير جدا بين فكر يفتح كل ابواب الحوار والاجتهاد والمشاركة وفكر أخر لا يؤمن إلا بالانغلاق والإقصاء ورفض الآخر. ليتنا نستفيد من نصائح مهاتير محمد هذه المرة؟.
إرسال تعليق