كتب / محمد حلمي السلاب
لم أستشعر وجود خطر حقيقي يهدد مصر مثلما استشعره هذه الأيام وخوفي علي مصر بالدرجة الأولي من أبنائها وليس من غيرهم . علي سبيل المثال استمعت منذ قليل لحديث مرشد الإخوان السابق مهدي عاكف وهو يتحدث مع طالبتين بكلية الإعلام يعدان مشروع تحرجهما وقد وفقا في اختيار الشخصية حيث يتميز خطاب الرجل بقدر من العجرفة الغير لائقة حيث أصاب العديد من الشخصيات ببعض الألفاظ التي لا أحب أن أعيدها مرة أخري وجاء هذا الكلام في سياق الحديث عن سد النهضة الأثيوبي والذي تقف وراءه اسرائيل بقوة وندعو الله أن يخيب مساعيهم ويكدر صفوهم قبل أن ينالوا مصر والمصريين بأذي . حالة عامة من الإحباط أصابت مصر والمصريين وسط نشاط وهمة حملة تمرد في جمع التوقيعات لاسقاط حكم مرسي الإخوان . وأعود وأكرر ليس من قبيل المبالغة التحذير بأن مصر في خطر ، وأن مستقبل البلاد يتهدده الخطر ولابد من إطفاء الحرائق والعودة عن دفع البلاد باتجاه الفوضي والعمل سواء بحسن نية أو بسوء نيتدبير وحماقة علي تحقيق أشد مؤامرات أعداء مصر خسة ودناءة بتفجير الصراعات والتناحر بعيدا عن العقل والمنطق . وفي هذه اللحظة الدقيقة من تاريخ مصر فإن العقل يحتم أن ترتفع النخبة المصرية فوق خلافاتها الحزبية الضيقة ، ومصالحها الشخصية الأنانية وغرورها الكبير من أجل إعلاء المصالح العليا للوطن . فالأحوال المصرية لا تحتمل هذا القدر من ضيق الأفق وتصفية ثارات قديمة أو تسجيل نقاط هنا أو هناك علي حساب حرق الأخضر واليابس واغتيال الثورة الوليدة وحلم الديقراطية والحرية .
إن النخبة المصرية لا تغامر بمستقبل وطن يرنو إلي الحرية وتداول السلطة والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية فقط ، بل للأسف الشديد فإنها تخاطر بمستقبل الشعوب العربية التي تتطلع إلي مصر بوصفها النتموذج الذي يتعين السير علي دربه . والمفارقة الدامية أن الثأر والمواجهات العنيفة التي تتفجر من حين لأخر هي ما بين رفاق الميدان والذين جمعتهم مقاومة الطغيان ، وهدف الإزاحة بالنظام الديكتاتوري السابق ، إلا أنهم وللأسف قد فرقتهم الأن الرغبة المحمومة في الاستحواذ بكعكة السلطة والعودة إلي الممارسات القبيحة من اقصاء وتكفير وتخوين في الرأي والاحساس المرضي بأن من ليس معنا فهو ضدنا . وهذا بالتأكيد وصفة للخراب والطريق الأكيد للذهاب إلي الهاوية . ولذا فإن الأمانة الوطنية والضمير يحتمان مناشدة الأطراف المصرية جميعا التوقف عن العبث ، وإدراك الواجب الوطني والأخلاقي الذي يحتم العمل علي التوافق وإنقاذ أمة في خطر . لذا مت يعلم السيد عكف أن في صمته والصيام عن الكلام خير كبير لمصر والاسلام فليس من أخلاق المسلم أن يسب الأخرين ويصفهم بكلمات تضعه تحت طائلة القانون . والنائب العام لماذا لا يستقيل بعد كل عذه المهاترات ؟ ومت يكف النظام الحاكم وحزبه وجماعته عن ترديد جملة الغير مأسوف علي رحيله من السلطة بوش الإبن ( من ليس معنا فهو ضدنا ) للأسف الشديد أستشعر هذه الجملة في أداء وفكر الجماعة . أيضا ننتظر تصرف حاسم ضد أثيوبيا التي تجرأت ووراءها اسرائيل ليرد إلي مصر اعتبارها . كذلك من ينقذ المصريين من أنفسهم وحالة الإحباط المريرة التي تعتصرهم ومن الانفلات الأمني والبلطجة والغلاء -- رحمتك يارب بمصر والمصريين وليس لها من دون الله كاشفة .ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
إرسال تعليق