بقلم : د. يحيى الجمل يكتب
لا أحد يستطيع أن ينكر وزن الولايات المتحدة الأمريكية في عالم اليوم, هذا من ناحية ومن ناحية أخري فإن مصر في محيطها العربي والإفريقي دولة محورية مهما تغير وزنها النسبي بين آن وآخر
وقد بدا واضحا مدي اضطراب الموقف الأمريكي تجاه ما حدث في مصر بعد ثورة30 يونيو الشعبية التي اعتبرتها الولايات المتحدة الأمريكية في البداية مجرد انقلاب عسكري أزاح نظاما مواليا لها وأتي بنظام جديد.
لا أحد يستطيع أن ينكر وزن الولايات المتحدة الأمريكية في عالم اليوم, هذا من ناحية ومن ناحية أخري فإن مصر في محيطها العربي والإفريقي دولة محورية مهما تغير وزنها النسبي بين آن وآخر
وقد بدا واضحا مدي اضطراب الموقف الأمريكي تجاه ما حدث في مصر بعد ثورة30 يونيو الشعبية التي اعتبرتها الولايات المتحدة الأمريكية في البداية مجرد انقلاب عسكري أزاح نظاما مواليا لها وأتي بنظام جديد.
ولكن لماذا اضطرب موقف الولايات المتحدة الأمريكية من ثورة الشعب المصري في30 يونيو الماضي,تلك الثورة التي رصدتها كل أجهزة الإعلام ومعاهد قياس الرأي العام في الدنيا كلها وفي الولايات المتحدة الأمريكية بالذات. السؤال المهم في هذه القضية ـ في تقديري ـ هو ما هي الامور الجوهرية التي تحدد سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في مصر وفي المنطقة العربية وفي الشرق الاوسط بإجمال؟ علي ضوء الإجابة عن هذا السؤال الجوهري نستطيع أن نفهم موقف أمريكا من ثورة الشعب المصري في الثلاثين من يونيو وموقف الجيش المصري في عفب هذه الثورة.
ورأيي أن السياسة الأمريكية في المنطقة العربية يحددها أمران اثنان: نفط الخليج وأمن اسرائيل وتفوقها علي كل جيرانها, وقد يكون الأمر الثاني أهم من الأمر الأول, لأن موضوع النفط يمكن إيجاد بدائل له من مصادر متنوعة للطاقة, وتطور العلم قادر علي ذلك ومازلت أذكر كلمة قالها كيسنجر في السبعينيات عندما استطاعت مصر أن تقنع السعودية بإيقاف تدفق النفط جزئيا إبان حرب1973 ـ حرب العبور العظيم ـ باتفاق بين السادات والملك فيصل رحمهما الله عقب ذلك الأمر واستشعار خطورته قال هنري كيسنجر يجب الا نترك مصير الحضارة الغربية في أيدي مجموعة من بدو الخليج!! هكذا كانوا ينظرون إلي العرب وأظنهم لايزالون.
المهم أن هذين الأمرين هما ما يحددان السياسية الامريكية من الدول العربية وفي القلب منها مصر بطبيعة الحال. فإذا اتسعت النظرة وتساءلنا عن المحدد للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط فإن السلاح النووي الإيراني لابد أن يدخل في حسبان التقديرات.
ويهمنا الآن الأمران الأول والثاني. كيف تأثر الموقف الأمريكي بثورة الشعب المصري في الثلاثين من يونيو الماضي وبموقف الجيش المصري من هذه الثورة ولماذا حدث هذا الاضطراب الشديد في الموقف طيلة الأسبوعين الماضيين؟ لعلنا نذكر جيدا أن المسئولين الإسرائيليين وصفوا حسني مبارك بأنه كان كنزا استراتيجيا لإسرائيل فقدته بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير التي أجبرت مبارك علي التنحي بعد أن أبلغه المرحوم عمر سليمان بأن الجيش المصري لن يفعل ما فعله حبيب العادلي وأنه لن يطلق رصاصة واحدة علي المواطنين المصريين. وقد كنت معاصرا لتلك المرحلة من التاريخ المصري الحديث وقد يأتي الوقت للحديث عنها بتفصيل أكثر.
ورغم كل ما قد يسند إلي نتائج ثورة الخامس والعشرين من يناير من بعض السلبيات فإنها وضعت مصر كلها علي أعتاب مرحلة جديدة تماما.
وحدث ما نعرفه جميعا وجرت انتخابات جديدة رشح فيها الإسلاميون مرشحا واحدا ورشحت القوي المدنية عددا من المرشحين أظنهم كانوا ثمانية تفرقت الاصوات بينهم ونجح الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي بأغلبية ضئيلة وحتي هذه الأغلبية الضئيلة هناك طعون جدية في مدي سلامتها وبسرعة اتضحت سياسة الإخوان وماكان لها أن تكون بغير ذلك بعد أن عرف بأن ارهابيي حماس هم من أطلقوا سراح مرسي من سجن وادي النطرون وبعد أن قال مرشدهم السابق طظ في مصر وأصبح واضحا وجليا لكل ذي بصيرة أن إسرائيل التي فقدت كنزا بعد رحيل حسني مبارك استطاعت أن تستعيد هذا الكنز مضاعفا ومستندا إلي ما يشبه إرادة شعبية مضللة. وفي30 يونيو الماضي أفاق الشعب المصري عن بكرة أبيه وهبت الملايين لتسقط حكم الاخوان ولكي يستعيد الشعب المصري بلده مصر من جديد. وقد عبر الجيش المصري عن إرادة الشعب المصري عنما أصدر اعلانا بخريطة طريق رسمت بوصلة جديدة للمستقبل المصري الذي أراه كريما وعزيزا قويا بإذن الله وبإرادة هذا الشعب العظيم صانع الحضارات علي مدي التاريخ,
الاهرام
إرسال تعليق