Home » » ‏د.أحمد عبد الهادى‏ يكتب : الأديب محمد خليل .. قلم عشق الوطن

‏د.أحمد عبد الهادى‏ يكتب : الأديب محمد خليل .. قلم عشق الوطن

رئيس التحرير : Unknown on السبت، 28 سبتمبر 2013 | 10:43 ص

سنوات طويلة فصلت بين أول لقاء وبين اليوم ... عرفته منذ سنوات طويله ... منذ حوالى ألف عام ... كنت فى المرحلة الثانوية ... مشروع أديب كنت ... أكتب مئات الأوراق بلا هوية منذ الصغر ... أوراق لاتعرف المعنى أوالإسم ... شوارع مدينة المنصورة كانت تشهد تخبطى وعجزى عن العثور على الطريق .... فى نادى الأدب بقصر ثقافة المنصورة وضعت الرحال .... جميعهم يتعاطى الشعر إلا أنا ... أكتب القصة ... أبلغونى بعنوانه لعرض إمكانية مناقشة قصصى فى ندوات النادى الأسبوع القادم ... وتمنوا لى التوفيق معه ... لأنه دوما مشغول ... حملت مئات الأوراق معى باحثا عن عنوانه .... إلتقيته .... قابلنى بوجه لم تتغير ملامحه منذ لحظتها حتى الآن ... الوجه الطفولى الرائع البشوش ... الإبتسامة التى تحتضنك منذ أول وهله ... الكرم الفلاحى الجميل الذى تعودنا عليه .. 
ـ سوف أحضر . 
لم أصدق نفسى ... هذا الرجل الرائع وافق على الحضور من أجلى ... لم أصدق نفسى وأنا أعطيه مئات الأوراق التى كتبتها فى سنوات خلت ... مرت الأيام بطيئة .... كان موعدنا فى نادى الأدب بقصر ثقافة المنصورة ... رموز الشعر والقصة بالدقهلية حضروا ... كنت أصغرهم ... أشق الطريق بصعوبة ... الكثيريين قدموا له مشروعاتهم القصصية التى كانت أفضل من مشروعاتى المقدمة ... إصطف الجميع ... دق القلب بقوة ... من بين الصفوف شق طريقه وأمرنى بقراءة أحد أعمالى القصصية ... ولتحرى الدقة مشروعى الكتابى الذى أطلق عليه قصة ... تعثرت كلماتى وأنا أقرأ ... وهمهمة تسرى فى المكان : 
ـ ليه العيل الصغير يقرأ قصتة بنفسه بينما هو علق بشكل سريع على الجميع ؟ 
كانت إجابة السؤال التى لم تنمحى من الذاكرة : 
ـ لأننى أرى فيه مشروع أديب كبير فى المستقبل ... 
ثم وعقبها تلاقينا .... نتباعد مكانيا لكننا دوما كنا معا ... عبر سنوات الجامعة ... فى سنوات الغربة والترحال ... بعد أن حطت الأقدام فى قلب العاصمة ... دوما كان الناصح الأمين والموجه ... 
إنه محمد خليل ... 
ذلك الأديب الرائع الذى لم تغيره السنين أوالأماكن ... 
عشق الوطن بجنون 
لم يساوم 
لم يفاوض 
لم يتنازل 
لم يهادن 
لم يعرف فى حياته الأدبية أوالإجتماعية سوى طريق واحد 
لون واحد 
إتجاه واحد نحو الطريق الصحيح والضمير ... 
باع غيره ممن لايملكون جزء من أفكاره وكلماته وقلمه فكان لهم شأن كبير .. أما هو فقد رفض أن يبيع الوطن ... 
ظل وسط أهله وجذوره فى قلب الدقهلية واهبا حياته لهم رافضا إغراء العاصمة بأضوائها ... وإعلامها وضجيجها ... 
لم تتوقف مسيرة حياته ... ظل حريصا على أن يعطى لمن حوله ... ناسيا نفسه وكتاباته .... 
دوما يملك إبتسامتة الطفولية الصافية التى لم تفارق الوجه رغم التحديات ورغم العواصف والأنواء التى واجهته ... 
دوما يجعلك تشعر بالتفاؤل رغم الألم الكامن فى الأعماق .... 
اليوم هو عيده ميلاده 
وجدتنى رغم إنشغالاتى واللقاء المصيرى الذى ينتظرنا بعد ساعات أكتب له هذه الكلمات وأقول له وللجميع : 
أنا تلميذ هذا الرجل ... 
أنا تلميذ محمد خليل الأديب والإنسان والمبدع .... 
وكلما حققت نجاحات فى حياتى أعلن أنها من فضل الله ثم فضله ... 
أيها الرجل الجميل 
لقد أوقدت شمعتك لكى تنير للآخرين طريقهم ... ونسيت طريقك أنت ... وتأكد أن طريقنا الذى نشقه الآن هو من لحمك وروحك وأعصابك وطموحك .... وطريقك الذى هو جزء منا وجزء كبير منك ... 
أيها الأديب والمعلم والقائد الرائع ... 
كل عام وأنت دائما محمد خليل الذى نعرفه 
كل عام وأنت معلمنا الجميل 
كل عام وأنت الأب والآخ والصديق .. 
كل عام وأنت دائما محمد خليل الذى عشق الوطن بقلمه وفكره وعقله وضميره 
كل عام وأنت المبدع والإنسان 
كل عام وأنت الأستاذ والضمير ... 
كل عام وأنت بخير أستاذى ومعلمى وقائدى ...

‏د.أحمد عبد الهادى‏


إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق