Home » » إخوان بلا عنف.... كيف ؟

إخوان بلا عنف.... كيف ؟

رئيس التحرير : Unknown on السبت، 21 ديسمبر 2013 | 6:49 ص

 بقلم : ياسر الشيخ
 
عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 وتولى محمد مرسى العياط الاخوانى حكم مصر فى غفلة من الزمن تتابعت الاحداث متسارعة لتحدث تغيرات جوهرية فى التنظيم الاخوانى .. ادت الى التحام واضحبين قيادات التنظيم وبين الملتحفين به.. وهؤلاء الملتحفون بلحاف الاخوان وان كانوا من قبل قد خرجوا من الرحم الاخوانى الا انهم آثروا العودة الى الرحم مرة اخرى عرفانا منهم بالجميل الذى اسداه اليهم التنظيم بعدما امتلك عرش مصر وبسط اليهم يدة كى يخرهم من ظلمات السجون الى النور..
تلاحم الاخوان والسلفيون والجماعات الجهادية والتكفيرية وتعمقت وشائج الود فيما بينهم .. واصبح منظرى السلفيون يناصرون الاخوان فى خطواتهم قبل وبعد الوصول الى الحكم .. وعلات اصواتهم بتوزيع الصكوك على الغادى والرائح ما دام يصب فى مصلحة التيار الإسلامى اخواناً وملحقاته..
ووزعت صكوك الجنة والنار واليمان والكفر لتحيل المصريين الى مؤمنين وكفارا .. ولاننا أمة لا تقرأ ومصابة بالزهايمر فقد مر الامر علينا مرورا كريما ولم يفطن اليه احد ان ما يحدث كارثة ليس بعدها كارثة .. وان هؤلاء الاوصياء مالكى صكوك الجنة والنار لبسوا ثياب الثعالب وقد تخلوا مؤقتا عن ثيابهم الاصيلة التى عاشوا بها طويلا من قبل .. قبل الشعب دعواتهم وان كان منهم من قبلها مرغما عسى ان يسود الاصلاح بعد ثورة شهد لها العدو قبل الصديق ...
خلال حقبة المجلس العسكرى وضح جليا التحاف التنظيم الاخوانى والتنظيمات الأخرى التى خرجت من قبل من رحمه قد عادت اليه مرة أخرى . وتعالت اصواتهم بالدعوات عبر منابرهم للحشد من اجل وصول التنظيم الاخوانى الى سدة الحكم ... وتناست التنظيمات السلفية والجهادية والتكفيرية خلافاتها الجوهرية مع التنظيم الاخوانى ....
لم يسأل احد نفسه كيف يلتحف هؤلاء جميعاً بلحاف التنظيم الاخوانى مع الاختلاف الجوهرى بينهم؟
لماذا عضد تنظيم القاعدة بقيادة ايمن الظواهرى الاخوان ؟ لماذا ارتمى السلفيون فى اعماق احضان الاخوان ، وقد كان بينهم شقاق بلغ حد العداوة ؟... ما سر تحالف الغرب مع الإخوان وتغاضيهم عن وجود القاعدة ( عدو الغرب اللدود أعلاميا) على الرغم من الحرب الدائرة ضد القاعدة ؟.. لماذا غض الطرف المجلس العسكرى وهو الحاكم للبلاد الطرف عن تلك التحالفات على الرغم من علمه ان هذا الالتحاف الاخوانى السلفى الجهادى التكفيرى خطر على الوطن ولديه مخابراته التى تعلم كل شئ عن هؤلاء؟
غض الطرف تماماً عن كل تلك الاسئلة ولم يتقدم احد للإدلاء بدلوه فى الامر وكان امر الوطن لا يعنيهم .
ربما وجود مرشح من نظام مبارك جعل الجميع يتناسون هذا الالتحاف المشبوه بين الاخوان وربائبهم .. وهناك عامل أخر اجل النظر فى هذا الالتحاف الغريب الذى جمع بين اقصى اليمين الى اقصى اليسار من التيارات التى اتخذت الإسلام عباءة من لا عباءة له للوصول الى ما يريد .. العامل هو عدم وجود راس للثورة مما ادى الى الوثوب عليها من القاع الى القمة دون ادنى مقاومة تذكر ..
استطاع التنظيم الاخوانى اطالة اللحاف ليضم الجميع دون استثناء كى لا يجد معارضون له من اية تيارات قد تعطل مسيرته التى انتوى السير بها نحو عرش مصر..ولم يدرك هذا التنظيم انه لن يقوى على الجلوس منفردا على عرش مصر وان الغافلون المتغافلون المسروقة احلامهم والفاغضون الطرف الى حين سوف يستيقظوا من غفوتهم .. تناسى الاخوان ان وصولهم الى عرش مصر له ثمن فادح لا بد من سداده .. غفل الاخوان عن حقيقة الشعب المصرى وان هذا الالتحاف بينه وبين من ناصبوا العداء يوما وقاتلو الشعب قولا وفعلا لن يكون لهم موطئ قدم بينهم ...
ما لبث السلفيون اول الملتحفون بلحاف التنظيم الاخوانى ان اكتشفوا الحقيقة حينما بدأ الاستحواذ على مصرمن الاخوان ولفظ من تحالف معهم بل وتعريته بجر لحاف الغطاء من فوقه ليترك فى قارص البر يتجمد ... بدأ الخروج السلفى من هذا التحالف المشبوه ومعه ظهرت حقائق الغرف المغلقة التى كانت تجمع الحليفان من قبل .. وابان كلاهما عما يعتمل فى صدره نحو الآخر...لتبدأ سلسلة الفضائح المالية والاخلاقية والوطنية...
ظل التنظيم الاخوانى والجماعات الجهادية والتكفيرية وبعض السلفين فى التحافهم لم يتخارجوا منه الى ما بعد سقوط الاخوان وانزالهم من فوق العرش المصرى...وبقاء هذا الالتحاف بينهم الى اليوم لحاجة كلاهما الى الآخر فالاخوان فى حاجة الى القوة العسكرية لضرب الوطن كما هى عادتهم منذ بداياتهم .. والجماعات الملتحفة بهم فى حاجة اليهم للحصول على الدعم المالى الذى يعيشون عليه ...اضافة الى ان اللاعب الاساسى فى جمع الفريقان لا يريد لهما الانفصال كى يكونوا ورقة الضغط التى يستخدمها حينما يريد ضد الشعب المصرى ... فقد سبق هذا الالتحاف الاخوانى الجهادى التكفيرى تفاهمات عديدة كى يتم زرع هؤلاء فى مصر وليبيا وتونس وسوريا ثم ابادتهم جميعا ابادية ذاتية .. يبيد كل منهم الاخر دون ارهاق للغرب المتحمس لهم اليوم كى تخلوا الاجواء تماما لاسرائيل ويتم التنفيذ الفعلى لخريطة الشرق الاوسط الجديد دون وجود لاية تنظيمات تعكر صفو اسرائيل وتجعل منها الحاكم الفعلى للشرق الاوسط
وقد رضى الاخوان ان يكونوا مخلب قط للغرب واسرائيل وتابعهم الجماعات المتطرفة من بعض السلفين والجهادين والتكفيرين والقاعدة ...
استعمل الاخوان خلال تواجدهم على الساحة السياسية العابا شتى كى يستطيعوا من خلالها تحقيق المآرب التى يسعون اليها ... فكانوا دوما دعاة للديمقراطية والانفتاح على الاخرين دون ان يقدموا لنا معنى واضح لتلك الديمقراطية التى يبشروننا بها ولاذلك الانفتاح الذى صدعونا به خلال اعوام مضت الى يوم رحيلهم غير مآسوف عليهم... الا انهم افرزوا فى الوقت ذاته آلية عمل جديدة للديمقراطية تقوم على فهم خاص بهم ينبع من افكار حسن البنا وسيد قطب دون النظر الى طبيعة الشعب المصرى وتباين اتجاهاته الفكرية والثقافية ..فاصدم المشروع الاخوانى بطبيعة مصر التى لا تقبل التجزئة وانصاف الحلول ..فلم يستطع ايا منهما التعايش مع الاخر فكانت ثورة الثلاثين من يونيو لتنهى اسطورة ان الاخوان هم الحل الوحيد لحكم مصر ..ومعها تطمس خريطة الشرق الاوسط الجديد كما ارادها الغرب ..
بعد العزل الشعبى للتنظيم الاخوانى سارع الجميع من الهرب من اسفل اللحاف الاخوانى فمنهم من تبرأ علانية منهم.... وآخر اقسم انه كان ينصح لهم كثيراً الا انهم لم يستمعوا اليه..وثالث آثر الهروب الى خارج مصر .. بعدما ملاء الدنيا ضجيجا وصراخا انه سيقطع الرؤوس التى تتطاول على الشرع والشرعية ...اما الباقون فقد انقسموا الى فريقين لا ثالث لهما ... فريق طمست عيناه فلم يعد يرى بهما حقيقة امره وملأ الكبر نفسه فأودى به الى التهلكة... وفريق اعلن عن نفسه أنه اخوان بلا عنف!!!
هذا الفريق الآخير لم يجد مهرباً الا ان يعلن انه لن يتنازل عن اخوانيته التى تربى عليها ولكنها اخوانية بلا عنف وهنا السؤال ... كيف لنا ان نأتمن اخوانيا تربى على فكر مضاد لافكار العامة من الشعب المصرى ونثق انه لن ينتهج العنف ؟ كيف لنا ان نصدق وجود اخوان فى حياتنا بعدما سبرنا اغوارهم وطفحت علينا افكارهم بكل سوء ...؟
إعلان مجموعة الانشقاق عن الاخوان ولكنهم اخوان .. فكيف يستقيم هذا الامر ؟ كيف لك ان تنشق عن فكر وانت تتبعه ؟ وهل الانشقاق عن هذا الفكر يكون بانتهاج نفس الفكر مع اضافة كلمة او كلمتين على النهج انه بلا عنف ؟ وها كان الانشقاق عن فكر الاخوان بالسير على خطى ثابته فى ادبياتهم منذ ظهور حسن البنا الى اليوم ...؟
نعلم جيدا ان انشقاق فرد عن جماعة يكون نهائيا اى انه يخرج من فكرهم وادبياتهم ومعتقداتهم .. فالخروج لا يكون الا خروجا كاملا وليس مجزأً .. ومعنى ان هناك لفظ لكل ما هو اخوانى وجهادى وتكفيرى من المجتمع لا يعنى اننى اعلن اننى اخوانى ولكن بلا عنف فهذا ليس الا خلط السم بالعسل الى حين !!
اتخذت مجموعة مممن يسمون انفسهم شباب الاخوان عنوانا براقا لهم ساعد الاعلام المضلل فى انتشارة انهم منشقون عن الاخوان ولكنهم بلا عنف ( اخوان بلا عنف) بجانب حركات اخرى خافت على نفسها ان يطولها الضبط الامنى قاظهرت انها منشقون (اخوان بلا عنف) .. ولا يعلم هؤلاء انهم بابداعاتهم اللفظية لا يستطيعوا فرض انفسهم على المجتمع بعدما صاروا عراة الفكر امام الجميع دون استثناء .. فعناوين حركاتهم تقرا ما فى نفوسهم سواء كانوا اخوان منشقون او شباب اخوان فالكل وجهان لعملة واحدة ...
لماذا لا يكون قادة التنظيم الذين هربوا او من هم الان فى قبضة الامن اوحى بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا ليعلن شباب الاخوان عن انشقاق ظاهرى للعين يخفون من ورائه الطبيعة التى تربوا عليها ويكون ذلك بمثابة اغفائه امام الشعب الى حين..؟ ولماذا ظهرت هذه الانشقاقات اليوم على الرغم من ما يقولون انهم انشقوا من اجله وهو الفكر القطبى التكفيرى هم فى الاصل تربوا عليه خلال سنوات مضت منذ استيلاء مجموعة القطبين على التنظيم الاخوانى وان كنت اشك فى ذلك لان التنظيم بذاته منذ انشائه على يد البنا يقوم على الفكر التكفيرى المتطرف ؟
لا شك ان هذه الانشقاقات التى تعلن عن نفسها من خلال صفحات التواصل الاجتماعى او الاعلام مقروأ او مرئيا ليست الا اعلانات عن طلب هدنة تُلتقط خلالها الانفاس بعدما تمت محاصرة التنظيم شعبيا وامنيا ..فكان لابد من اعلان هدنة تقوم على ايهام الشعب انهم يرفضون فكر قادتهم ويدشنون إتلافا او حركة او تنظيما جديدا اخوانيا ولكنه بصبغة اللاعنف.. ولا يعتمل فى النفس الا الحذر من هذه الانشقاقات لانها ليست الا ذئاب فى ثوب الثعالب!!!
هل هناك صفقة مع الاخوان ليُعلن الان هذا الانشقاق الصورى تحت مسميات لا تبتعد فى مضمونها مع المضمون الشرعى للتنظيم ؟ ام ان التفاهمات التى تتم من خلف الابواب أعطت الضوء الأخضر لظهور مثل هذه الدعوات لتكوين تنظيم بمسميات جديد يكون الواجهة للتنظيم الاصلى منتهجاً نفس السياسة التى انشئ عليها ؟
قديكون هذا الامر او ذاك ولكن الواضح الجلى للمتابع للتنظيم الإخوانى وما آل اليه امره بعد الثلاثين من يونيو لا يجد سوى انتحارا لهذا التنظيم بخروجه على الاجماع الوطنى لشعب أراد ان يحقق المعادلة الصعبة فى اقاقمة ديمقراطية حقيقية وليست ديمقراطية المرشد التى اراد التنظيم فرضها على الشعب ولذا فقد اعلن المنتمون لهذا التنظيم انشاققاً ليس كاملاً بقدر ما يوحى انه انشقاقاً صورياً لا يتعدى العنوان الذى صيغ بعناية فائقة من قبل المنشقين الجدد لحملهم الفكر والجوهر ولكنهم يتراون فقط من فعل فظ تقوم به قياداتهم التى اودت بهم الى التهلكة من حيث لا يعلمون
فالديمقراطية فى عرف التنظيم الاخوانى لا تنبع الا من منبع واحد وضع اساسياته البنا اولا ثم اضاف اليه سيد قطب ثانيا بحيث لا يخرج هذا المنتج ديمقراطية تعيشها شعوب شتى فى مختلف انحاء العالم ولكنها تظل ديمقراطية واهية غير واضحة المعالم على الاطلاق..
فاعلان اليوم عن منشقون بلا عنف او اخوان بلا عنف او ماشابه ذلك من تسمسات قد تخرج علينا فى القريب العاجل ليس الا التفاف على الشعب من ناحية اخرى عبر التنظيم الدولى ليظل الاخوان ماثلون امامنا بصورة او باخرى
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق