بقلم: جمال نافع
احتفلت مصر منذ أيام بعودة طابا الى حضن الوطن وقد لجأنا فى استعادة أرضنا من إسرائيل بحرب أكتوبر ثم مفاوضات السلام ثم التحكيم الدولي.
وقد استغلت إثيوبيا انشغال مصر بأحداثها الداخلية لعمل كماشة أفريقية محكمة ضد مصر زاعمة أن توزيع مياة النيل فى شكلها القديم هو من بقايا الاستعمار وكأننا كنا نحتل أفريقيا مثلا.
وإذا كانت مصر قد نجحت مؤخرا فى استصدار قرار أوروبى روسى صينى بوقف تمويل سد النهضة فيجب ألا ننخدع فى دعوة رئيس الوزراء الإثيوبى بالعودة للحوار من أجل تنفيذ توصيات لجنة الخبراء الدوليين فيما يتعلق ببناء السد لأنها نوع من "ملاعيب شيحا" فهو يدعو للحوار بشرط ألا يتوقف عن بناء السد، أو تغيير مواصفاته الحالية أو على إدارة مشتركة للسد أو غيرها من الأمور التى تكفل حق مصر فى نصيبها من مياه النيل.
صحيح يجب ألا نرفض دعوة الحوار ولكن مع مزيد من الضغوط على الدول التى تمول بناء السد وإحالة قضية النزاع بشأن السد إلى الأمم المتحدة أو للتحكيم الدولي وحسنا عندما بدأت مصر تحاول استعادة دورها أفريقيا بجولة لرئيس الوزراء وحسنا ما قررته لجنة مستشارى هيئة قضايا الدولة من اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لمقاضاة إثيوبيا أمام محكمة العدل الدولية، لخرقها الاتفاقات الدولية الموقعة بين مصر ودول المنبع.
وأظن أن مصر التى استطاعت أن تجبر إسرائيل على تسليم كل حبة رمل مصرية لقادرة بأبنائها المخلصين على استعادة حقوقها المائية من أثيوبيا بكل السبل الممكنة.
الاهرام
إرسال تعليق