بقلم: جميل عفيفى
مع بدء موسم الانتخابات الرئاسية تكثر الشعارات البراقة ومحاولة المرشحين لجذب اكبر عدد من الاصوات، حتى يتم النجاح.
وبعد ذلك تصبح هذه الوعود حلما او ضربا من ضروب الخيال، ويبدأ الشعب من جديد فى نضالة من اجل الحصول على لقمة عيشه او الحصول على حياة كريمة، فالوعود والشعارات فقط لا تطعم الشعوب، ولكن الفكر الاستراتيجى الواضح هو الذى يضع الحلول للمشكلات وجدول زمنى لحلها.
وفى النموذج المصرى قبل انتخاب المعزول ـ الكاذب ـ نجد انه وضع حلولا لمصر كلها فى 100 يوم فقط، وان مليارات الدولارات ستنهمر على الشعب، ولكننا فوجئنا جميعا بتلك الجماعة الإرهابية التى حاولت خطف الوطن وتغيير هويته، ونحن الآن أمام اثنين فى سباق الرئاسة احدهما حتى الآن لا يتحدث كثيرا، والثانى يملأ الدنيا بشعاراته الرنانة يحاول من خلالها مداعبة الشباب، ومتحدثا باسم الثورة والثوار.
ان مصر دولة تواجهها العديد من التحديات والتهديدات الداخلية والخارجية، وقدرها انها قلب منطقة الشرق الاوسط والأمة العربية، وهى مفتاح للمنطقة، اذا كسرت او انهارت، فبالتبعية ستنهار المنطقة باسرها، إذا كانت قوية وصامدة ستقوى من بعدها الدول العربية الاخري، لذا فرئيس مصر يجب ان تكون له مواصفات خاصة يستطيع ان يعبر بهذه السفينة المحملة بالازمات والمشكلات الى بر الامان حتى تعاد الى رونقها مرة اخري.
رئيس مصر القادم يجب ان يكون على دراية كاملة بالامن القومى ومفهومة الشامل، يعلم جيدا معنى المصلحة الوطنية ويكون قادرا على وضع استراتيجية واضحة على جميع المستويات من اجل تحقيق تلك المصلحة، ويجب ان يكون على دراية كاملة، بالمؤامرات الخارجية على الوطن، ويستطيع صياغة فكر جديد للتعامل معها.
إن العالم الآن تحكمه العديد من القوى الفاعلة لا تنظر هذه القوى بالعواطف ولكنها تضع المصالح امام عينها، فيجب ان يكون رئيس مصر قادرا على استيعاب تلك القوي، وان يقيم علاقات متوازنة معها بما لا يضر بمصلحة الوطن العليا، ويكون ثابتا فى مفاوضاته واضعا نصب عينية وطنه.
الشعارات لا تثمن ولا تغنى من جوع، الفكر هو الذى يوصلنا الى اهدافنا، ورئيس مصر القادم يجب ان تتوافر فيه المواصفات السابقة، وإلا سنعود الى الخلف سنوات كثيرة وسيهدد أمننا القومى وسنغرق فى مشكلات اقليمية ودولية لا حصر لها بجانب الازمات الاقتصادية الداخلية، مصر اصبحت فى مفترق طرق وحان الوقت ان نختار الرئيس بعقلنا.
الأهرام
إرسال تعليق