Home » » أحمد حسن حنفى : هل مصر بلد مستقل ؟

أحمد حسن حنفى : هل مصر بلد مستقل ؟

رئيس التحرير : Unknown on الاثنين، 5 مارس 2012 | 3:11 م






بقلم : م .أحمد حسن حنفى

لقد جاء مشهد رحيل المتهمين الأجانب فى قضية منظمات المجتمع المدنى على طائره عسكريه أمريكيه صادما" للمصريين ..لقد أفقنا جميعا" على حقيقة هائلة وواقع مروع وهى أن بلادنا بعد خروج الأنجليز منها منذ أكثر من ستين عاما" ليست بلادا" مستقلة ...

فى شبابى فى الثمانينات حضرت محاضرة للداعية العظيم الشيخ / محمد الغزالى قال فيها : سألنى شاب متى خرج الأنجليز من مصر ؟ قلت له ( والحديث للشيخ الغزالى ) : الانجليز لم يخرجوا من مصر حتى الآن !! فاستغرب الشاب وكان لسان حاله يقول ما هذا الشيخ المخرف لقد خرج الانجليز من مصر نهائيا" عام 1956 بعد العدوان الثلاثى ...واستدرك الشيخ الغزالى للشاب قائلا" : كيف ترى الانجليز خرجوا من مصر ...لقد وضع الانجليز نظاما" للتعليم على يد مستر دنلوب مستشار وزارة المعارف المصريه فى أوائل القرن العشرين ولا زالت مصر حتى الآن تسير وفق هذا النظام ..لقد وضع الأنجليز نظما" كثيرة للحياة فى هذه البلاد لا زالت تعمل حتى الآن ...إذن الأنجليز لم يخرجوا من مصر ...

فالذى ينبغى أن نعيه أن التبعية للأجنبى لا تعنى تلك الصورة القديمة التى نراها فى الأفلام التاريخية للأجنبى الذى يرتدى اللباس العسكرى ويجلس فى قصر الحاكم ويفرض شروطه وهو يضع قدما" على قدم وينفث دخان سيجارته .

إن التبعية ببساطه شديدة تعنى أننا دوله تستورد كل شىء ...تستورد الطعام والشراب والملبس ...تستورد حتى المدرب الأجنبى ليعلمها كيف تلعب كرة القدم بشكل صحيح !!!

دوله تستورد نظاما" للتعليم ونظاما" للقضاء ونظاما" للحكم ...دوله خرجت من التاريخ البشرى والإنسانى ووقفت تتفرج على شعوب العالم المتحضر وهى تركض إلى الإمام ...
هل أقول ذلك لتيأس أو تحبط أو حتى لنتعايش مع الوضع المذل والمشين الذى وصلنا إليه ...لا...ولكنى أقول ذلك لتتحول طاقة الغضب التى انفجرت فى قلوبنا من مشهد الأمريكى الذى يغادر على طائرة عسكرية رغم أنف 85 مليون مصرى ...إلى طاقة عمل تتجه نحو بناء مصر لتكون مستقلة بحق ...

إننا يجب أن نفهم المشهد فى مصر الآن ...مصر أيها السادة أنجزت ثورة لم تعرفها المنطقة العربية والإسلامية ....ثورة وضعت الحاكم لأول مرة فى قفص الاتهام ورأى الجميع أقوى حاكم عربى لأكبر دولة عربية وهو فى القفص يحاكمه أبناء شعبه ( مهما قيل عن طبيعة المحاكمه وجديتها فلن تنس شعوب المنطقه ولا حكامها هذا المشهد )

والآن فإن أعداء هذه الثورة فى الداخل والخارج ( وهم كثر ) يريدون إفسادها والقضاء عليها ..وإفساد الثورة لن يأتى إلا عبر إثارة الخلافات بين القوى الوطنية وإنهاك قوى الشعب فى صراعات داخليه تحجب عنه الرؤيه الصحيحه لطريق النهضة وتدفع اليأس والإحباط من الإصلاح فى نفس الشعب ( نفس ما فعله الأنجليز بعد ثورة 1919 ) ..فهنا إخوان ..سلفيين ...ليبراليين ..وهذا إسلامى متطرف وهذا علمانى متحرر ..وهؤلاء شباب الثوره الناهض وهؤلاء الشيوخ المتخلفين ..وهكذا لاأمل فى برلمان ولا فى قضاء ولافى انتخابات رئاسه ولا فى إصلاح ..لقد ضاعت ثورتنا وذهبت تضحيات المصريين والشهداء هباء" بسبب قوى رجعية متخلفة سواء من الإسلاميين أو غيرهم ...وهكذا يعزف إعلام رجال الأعمال الفاسدين من بقايا نظام مبارك معزوفة اللا أمل ...( يا عزيزى المواطن كلهم لصوص مثل مبارك )

أيها السادة إننا يجب أن تتحد جهودنا وقوانا الآن نحو استكمال ثورتنا ولن يكون ذلك إلا بهدم بقايا النظام السابق وتطهير مؤسسات بلادنا من العفن والفساد الذى استقر بها عقودا" طويلة وأن تتجه طاقتنا جميعا" نحو بناء مؤسسات جديدة لهذه البلاد مؤسسات إعلامية وقضائية وسياسية ...الخ

كما يجب أن نرفض استمرار الحكم العسكرى والنخبة المثقفة التى تعاونه ( النخبة المثقفة التى لا تؤمن بقدرة الشعب على البناء سواء منها من كان فى الحكم الآن أو فى المعارضة )...لأن حكامنا هؤلاء منذ 1952 حتى الآن هم وكلاء الأجنبى فى حكم هذه البلاد ...العسكر وقطاع لايستهان به من النخبة المصرية التى تفرض الوصاية على هذا الشعب ...وأنا هنا لا أتهم العسكر وهذه النخبه بأنهم خونة أو عملاء بالمعنى المباشر للكلمه ...ولكننى أتهمهم بأنهم لا يؤمنون بشعبهم و لايؤمنون بقدرته على بناء مستقبل ناهض لهذا البلد ... ولذا يعتبرون التسول من الأجنبى نوعا" من الضرورة لبقاء الحياة فى هذه البلاد ...

فى النهايه إننا علينا جميعا" أن نؤمن بنفسنا وبشعبنا وبقدرتنا على أن نصنع حضارة عظيمه ..سوف تغير وجه التاريخ الإنسانى لأنها سوف تستمد قيمها وأخلاقها من معين الإسلام العظيم الذى رواه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ....
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق