Home » » طه خليفة يكتب : رجائى ورشوان.. ونزاهة لجنة الانتخابات وما حصل فى مصر ليس بدعًا من دول العالم

طه خليفة يكتب : رجائى ورشوان.. ونزاهة لجنة الانتخابات وما حصل فى مصر ليس بدعًا من دول العالم

رئيس التحرير : Unknown on الأربعاء، 27 يونيو 2012 | 10:09 م

طه خليفة

طه خليفة يكتب

كنت كغيرى من ملايين المصريين، الذين سهروا ليلة الاثنين 18 يونيه حتى الصباح يتابعون نتائج انتخابات الرئاسة.

أنا معتاد على متابعة نتائج الانتخابات الأمريكية عبر CNN والفضائيات الإخبارية العربية، خصوصًا الجزيرة ولاية حتى تظهر النتيجة قبل أن تعلن رسميًا، وما حصل فى مصر ليس بدعًا من دول العالم، التى تشهد انتخابات حرة وتتبارى وسائل الإعلام فى متابعتها وإعلان نتائجها.

كانت سعادتى لا توصف وأنا أتنقل بين الفضائيات والمواقع لمعرفة المزيد عن النتائج، فقد جاء اليوم الذى كنت أتمناه حيث كنت أتساءل بحسرة: لماذا نحن أقل من الأمريكان والأوروبيين وغيرهم فى نزاهة وشفافية الانتخابات وفرض الإرادة الشعبية لنفسها فيمن يحكمنا رغم أننا أمة أقدم وأعرق من كثير من أمم وشعوب العالم؟

حملة الدكتور محمد مرسى أصدرت نتائج كاملة بعد 6 ساعات فقط من بدء الفرز، وكنت واثقًا منها فلا مجال للتلاعب لأنه سيكون كارثيًا عليها.. فالإخوان لم يكونوا يحتملون مزيدا من الهجوم وفقدان الثقة وتعريض مصداقيتهم للخطر.. الإخوان خلال انتخابات الرئاسة كانوا يمشون على أرض مفروشة بالأشواك والألغام والدعاية المضادة السوداء وأى غلطة منهم ولو بسيطة كانت ستؤثر ربما بشكل قاتل على مرشحهم.

السهام المسمومة كانت تأتيهم من كل جانب فلم يكن يعقل أن يصوبوا هم سهامًا أخرى على أنفسهم بالتسرع بإعلان نتائج غير موثقة ولا مؤكدة لأنها ستكون مغامرة مدمرة.

اطمأننت إلى دقة نتائج حملة مرسى عندما وجدت تليفزيون "الحياة" يتوصل لنفس النتائج من مصادره وحتى الثامنة صباح الاثنين كان مرسى هو الفائز فى "الحياة" وبفارق عن شفيق بما يقرب من 800 ألف صوت باستثناء جنوب القاهرة، التى لم تكن نتائجها ستؤثر على النتيجة النهائية غير الرسمية. أقدر هنا تليفزيون "الحياة" والأداء المهنى الراقى له ولنجمه الزميل شريف عامر.

الخلاصة أن نتائج حملة مرسى وتليفزيون "الحياة" وبوابة "الأهرام" وكل وسائل الإعلام حتى الموجه منها هى نفسها التى أعلنتها اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة رسميًا عصر الأحد 24 يوينه الجارى بفوارق محدودة من أثر استبعاد عدة آلاف من الأصوات بعد فحص الطعون.

كان فوز مرسى محسومًا عندى إذا تعاملت اللجنة مع نتائج الفرز من دون تسييس، ورغم كثرة الطعون إلا أننى كنت واثقًا من أنها لن تكون ذات أثر كبير فى تغيير واضح بالنتيجة النهائية لصالح مرسي.. لكن نقطة القلق الوحيدة كانت لو تم التعامل مع النتيجة سياسيا أى إنجاح شفيق لمنع وصول مرشح الحرية والعدالة للرئاسة.. وقرار مثل هذا لن تتخذه لجنة الانتخابات من نفسها إنما ممن يدير البلاد، وهو المجلس العسكرى.. وقد تزايدت الشكوك فى أنه يتم طبخ شيء ما داخل اللجنة بسبب التصريحات الغامضة والمقتضبة المنسوبة لأعضاء باللجنة، وكثرة الطعون، وتأخير إعلان النتيجة عدة أيام، ورسائل خبيثة من بعض الإعلاميين والمحللين تطعن فى محاضر الفرز، التى نشرتها حملة مرسى، بل وتأكيدهم فوز شفيق، وزاد الأمر قلقًا عندما خرج من كنت أظنه رصينا يزن كل كلمة بميزان من ذهب وهو المحامى المخضرم رجائى عطية ليتجول بين الفضائيات قارئًا قصاصات صحفية عن وقائع تشكك فى حسن سير الانتخابات وتأكيده أن لديه معلومات بمنع قرية سكانها من الأقباط من التصويت، مما يكون محصلة ذلك انقلابا فى النتائج المعلنة، أو إعادة الانتخابات برمتها.. وقد سقطت كل دعاواه حيث فندها المستشار حاتم بجاتو الأمين العام للجنة الانتخابات، مؤكدا عدم صحة كل الوقائع التى تحدث عنها عطية أو ضياء رشوان صاحب زعم الـ3 ملايين صوت المضافة لمرسى بلا سند، وغيرها من الوقائع التى تم تضخيمها بشكل مقصود للطعن فى أحقية فوز مرسى، الاثنان – رجائى ورشوان - فقدا من رصيدهما ومصداقيتهما لأن الهوى تغلب عليهما.

بصراحة أصبحت المخاوف بل الاتهامات تحاصر لجنة الانتخابات وتمنيت لو كانت قد خرجت فى نهاية كل يوم ببيان رسمى مفصل تقول لنا فيه ماذا فعلت فى هذا اليوم من دون أن تتحدث عن نتائج نهائية، فمصداقية اللجنة وجدوى التجربة الديمقراطية كلها كانت على المحك.

وفى اليومين الأخيرين قبل إعلان النتيجة لم يعد يشغلنى من سيكون الفائز بقدر الاطمئنان إلى أن اللجنة تعمل بحيادية وشفافية وأمانة وضمير أيًا يكن الفائز فى النهاية، فالمهم أن تكون الأغلبية اختارته بالفعل فى الصندوق، ومن دون تطويع الطعون لصالحه، لأن ذلك يعنى أن الديمقراطية الناشئة بدأت تسير على الطريق الصحيح، وأن إرادة الأمة هى الغالبة وأن اللجنة تليق بمصر الثورة، وليس مصر الاستبداد والتزوير الفاحش الفاجر.

الوضع سيكون خطيرًا لو كان المجلس العسكرى قد ضغط لتغيير النتيجة، أو تدخلت قوى خارجية لفعل الشيء نفسه.. كان ضروريا ألا نفقد الثقة فى الديمقراطية ونتائجها حتى لو أتت بمن لا نريده.

لا أود القول هنا أن إعلان حملة مرسى للنتائج سريعًا قطع الطريق على أى تفكير فى التلاعب، إنما تأكد أن العدالة العمياء هى من حكمت عمل اللجنة، وقد برأت ساحتها من أى شكوك، وقضت بالحكم العادل الذى ستسأل عليه أمام الله جل وعلا.

أخيرا.. لا يسعنا هنا إلا أن نشكر اللجنة على نزاهتها وحيادها.
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق