Home » » د. إيهاب فؤاد يكتب : المتربصون بالرئيس المنتخب

د. إيهاب فؤاد يكتب : المتربصون بالرئيس المنتخب

رئيس التحرير : Unknown on الخميس، 5 يوليو 2012 | 9:22 ص


يبدو المشهد مريبًا حين ترى أناسًا يدعون حب مصر، بينما قلوبهم أقسى من قلوب الضباع حين تحترق الغابة، ويتشدقون بالديمقراطية بينما أفعالهم أبعد ما تكون عنها، يدَّعون البحث عن مصلحة الوطن بينما يبحثون عن مصالحهم وأحلامهم التي أطاحت بها إرادة الشعب، يتلونون كالحرباء ويبحثون عن مغنم، فلما جفَّ الضرع راحوا يرتدون ثياب الثعلب، وكل يدعي وصلاً بليلى بينما ليلى لفظتهم، البينة على من ادعى، المدعون أنهم من النخبة التي تفهم بينما سائر مصر لم ينضجوا بعد، يعرفهم القاصي والداني، بيوتهم إعلام مضلل، وشاشات مريبة طالما انتفخت جيوبهم وأثرت على حساب الشعب، وطالما سبحوا بحمد مبارك وصفقوا.

اليوم يشعرون أنهم لم يعد لهم مكان، بدءوا حملة التشويه على الرئيس بينما كان السباق على أشده، ولما بان عوارهم، وانكشف مستورهم، وافتضح أمرهم راحوا يهاجمون الرئيس منذ أول خطاب له، يفندون ويحللون، ويأتون بأصحاب الأغراض ليحللوا وفقًا لهواهم.

عجبت لكثرة المحللين الذين لم نسمع يومًا عن واحد منهم حلل خطابًا لمبارك، كانوا قابعين خلف أسوار الجبن، وقف الإخوان وحدهم في وجه الطغيان وكانوا سيف مبارك المصلت على الإخوان ليذبحوهم، قبل كل محاكمة عسكرية كانوا يتبارون في تشويه الإخوان وبعدها المحاكمات التي أعدت سالفًا والأحكام التي كانت حبيسة الأدراج، اليوم يتربص أمثال هؤلاء بالرئيس، فأين حب مصر الذي يدعونه، على من يدعي حب مصر أن يكون عونًا للرجل على تحقيق برنامجه وأن يمنحوه الفرصة كاملة وأن يكونوا له سندًا بدلاً من التربص والتصيد.

أصحاب المطالب الفئوية الذين فهموا خطاب الرئيس وفقًا لهواهم حين أعلن أن أبوابه مفتوحة توجه الجميع ونقلوا التظاهر من ميدان التحرير إلى قصر الرئاسة والتي كان محرمًا علينا أن نمر من أمامها، كل يحمل مطلبًا وكأن بيد الرئيس عصا سحرية، أقول لهؤلاء ولأولئك سالفي الذكر اتقوا الله في مصر، وامنحوا الرئيس فرصة العمل ثم حاسبوه بعد ذلك، ولا تكونوا معول هدم، وكونوا لبنة في البناء.

لقد ترك مبارك مصر أرضًا محروقة، ورحل مبارك بينما بقي السوس ينخر في عظام الوطن، وبقيت أذناب مبارك تحاول هدم صرح الثورة على رؤوس من أقاموها، ولما فشلت مخططاتهم ذهبوا ليسقطوا الرئيس كما فعلوا مع برلمان الثورة.

اتقوا الله في مصر وأخلصوا للوطن، وجهوا دفة الإعلام قليلاً نحو فتح طاقات من الأمل، ونحو دعوات للعمل كي ننهض من كبوتنا، وكي تعود مصر إلى سابق عهدها، كونوا عونًا لمن يريد الخير لوطنه قبل أن تخسروا كل شيء، وفي الوقت الذي نلوم فيه أقزام الإعلام ومدعيه على هجومهم الشرس نشد على أيد المخلصين من رجال الإعلام، والذين كانت مواقفهم واضحة، لم يتلونوا ولم يغيروا ولم يبدلوا، ولم يهاجموا من أجل الهجوم، هؤلاء أحبوا مصر بصدق وأخلصوا لها، وليكن النقد بناءً، ولتقدم الرؤى لصالح الوطن ساعتها سنربح جميعًا.

أعينوا الرئيس على انتشال الوطن من براثن الفساد، ومن ذيول النظام وفلوله، ومن بقايا حكم العسكر ولن نخسر شيئًا، أمامنا فترة رئاسية يمكننا بعدها أن نحاسب الرئيس على وعوده هل وفَى بها أم لا، حمى الهي مصرنا ممن يدعون حبها، وهدى النخبة لما فيه خير البلاد والعباد.

المتربصون بالرئيس
بقلم: د. إيهاب فؤاد
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق