Home » » كمال القاضى يكتب : الوقوع في غرام المخلوع حسني مبارك !

كمال القاضى يكتب : الوقوع في غرام المخلوع حسني مبارك !

رئيس التحرير : Unknown on الخميس، 12 يوليو 2012 | 9:35 ص



كمال القاضى

برغم صدور حكم بالسجن المؤبد علي الرئيس السابق حسني مبارك وانتخاب رئيس جديد لأول مرة بإرادة الشعب ، إلا أن هناك نشاط واضح لفلول النظام القديم تتجلي صورة وآياته في كثير من أوجه الحياة السياسية والثقافية والفنية فلا زالت المحاولات اليائسة قائمة للدفاع عن المصالح الصغيرة ورفض الدولة الديمقراطية التي قطعت الطريق علي المغرضين والمتآمرين الراغبين في إفساد مكتسبات الثورة .



يتشكل التنظيم " الفلولي " التابع لمبارك ونجليه وزوجته وحاشيته من عدة أجنحة موزعة بين قطاعات الدولة وتعتمد في تحركاتها علي بعض الوكلاء ممن أشار إليهم الزميل الكاتب الصحفي صلاح بديوي رئيس تحرير محيط في مقالات سابقة أحدثت ردود أفعال عنيفة وصلت إلي حد تهديده بالقتل وذبح أولادة الصغار أمام عينيه ، وهذا ما يؤكد بالفعل وجود مافيا قوية تحاول الإيهام بوجود كيان موازي يسير عكس اتجاه الدولة الرسمية وتلعب عناصره علي وتر التشكيك في إدانة مبارك وتعمل علي إثارة التعاطف معه ، وحسب ما هو مخطط فإن التشكيل يتكون من فئات مختلفة يبرز بينها نجوم ونجمات الوسط الفني الباقون علي العهد القديم والموالين لرئيسهم المخلوع حتي الآن !
أشهر هؤلاء فنانه بيضاء بضة لها تأثير السحر علي المراهقين في " سوق المتعة " السينمائية شوهدت وهي تبكي بكاءاً حاراً وترتدي ثياباً سوداء في إشارة لإعلانها الحداد ،فهي من وصفت الحكم بأنه حكماً سياسياً جاء لإرضاء الشارع وليس بة من الأدلة الجنائية الكافية ما يستوجب العقاب ، غير أن المحكمة رأت ضرورة إصدار حكم مشدد لتهدئة الرأي العام !


كان موقف الفنانة ملتبساً إلي حد ما قبل صدور الحكم فلم تكشف عن حقيقة موقفها من الثورة لأن شكوكاً كانت تساورها في أن يصدر حكم بالمؤبد علي رئيسها ، ومن ثم فلا حاجة لها بإعلان عدائها للثورة والثوار ، علي عكس غادة عبد الرازق التي طافت ميدان التحرير بسيارتها رافعة صورة حسني مبارك بمنتهي التحدي لمن يقفون في الميدان وينادون بسقوطه ظناً منها أن ما يحدث مجرد زوبعة في فنجان تعود بعدها الأجواء صافية كما كانت .



ولكن عندما أجبر رئيسها علي التنحي وورد إسمها في القوائم السوداء ظهرت علي شاشات الفضائيات وهي تذرف الدموع طالبة السماح والرضا لاستشعارها الخطر من قرب اعتزالها الفن مرغمة ، خاصة أن المخرج خالد يوسف الذي كان يتبناها فنياً تخلي عنها وأعلن قطيعته معها لأنها وقفت ضد جمهورها في خندق الأعداء قتلة الثوار .



وغير هاتان الفنانتان كانت أيضاً سماح أنور التي قالت في لحظة انفعال اعتذرت عنها فيما بعد .. احرقوا هؤلاء الفوضويين في التحرير ، وقد أخذ عليها هذا القول بشده ، إلا أنها تداركت وأعلنت أسفها الشديد علي ما بدر منها ، الأمر الذي خفف من غلواء الهجوم عليها .



من اللواتي عضضن علي النواجز من شدة الغيظ لقيام الثورة وانتصار الثوار ولكنها تكتمت مشاعرها ولم تنبس بكلمة واحدة الفنانة ليلي علوي فقد كانت أكثر حكمة ، إذ لم تعلق علي شيء مما حدث لا بالرفض أو التأييد إلي الآن حتى بعد أن أودع مبارك السجن ومضت في طريقها بشكل طبيعي تظهر علي استحياء في بعض البرامج وتتجنب الحديث في السياسة تماماً كأنها تعيش في بلد آخر ، وهذا ما فُسر علي أنه نوع من الحرج لوجود علاقة نسب ومصاهرة بين عائلتها وعائلة هايدي زوجة علاء مبارك ، وأياً ما كان الأمر فإنها لا تزال ملتزمة الصمت .



الأكثر وضوحاً في موقفها من النظام البائد كانت الفنانة شريهان التي نزلت ميدان التحرير منذ الأيام الأولي للثورة بوصفها أكثر من تضرر من جبروت وبطش زوجة المخلوع وابنه علاء ، ولكن الملفت أنها لم تعلق علي الحكم لا سيما أن ذلك كان منتظراً منها بعد براءة الأخوين علاء وجمال بحكم استفزازي من وجهة نظر الغالبية العظمي من المصريين .



نعود إلي الشخصية الأكثر جدلاً في الوسط الفني شخصية طباخ الرئيس طلعت زكريا الرجل الذي انبهر بشخصية مبارك وظل يطنطن بمحاسنه وتواضعه وذكائه وحكمته .. زكريا أفني وقتاً طويلاً في الدفاع عن الرئيس طوال الفترة الماضية لكونه الوحيد من بين الفنانين الذي حظي بمجالسته والإستماع إليه .



وبرغم هذا الإخلاص لم يفعل طلعت زكريا ما فعلته الفنانة إياها من إعلان الحزن والحداد للسجن المؤبد الذى بات المخلوع رهينة حتي الموت .. تحفظ طباخ الرئيس كثيراً وأبا إلا أن يصمت ويداري وجيعته .



إن نماذج من حزنوا علي زوال عرش مبارك من الفنانين والفنانات كثيرة فبعضهم يُسر بذلك في الجلسات الخاصة وبعضهم يخشي إعلان رأيه الحقيقي ، وبين أولئك وهؤلاء يوجد فصيل ثالث يتحين الفرصة للهدوء والاستقرار لإنجاز فيلماً ضخماً عن حياة الرئيس من بداية الولاية إلي نهايتها المأسوية ، والمتبارون في ذلك من المنتجين كُثر لأن الربح مضمون والشارع العربي متعطش لرؤية السيرة الذاتية كاملة علي الشاشة .



وقد يكون من بين المتحمسين لتوثيق هذه الفترة فنياً جماعة الإخوان المسلمين لأنها فترة انتقالية في حياتهم السياسية وهم لا يعدمون الآن المال أو السُلطة وبإمكانهم توفير كل ما يتطلبه المشروع الفني الكبير ، خاصة أن في أجندتهم الثقافية حسب قولهم مساحة لإنتاج أفلام سينمائية وأعمال درامية من هذا النوع .



وفي تقديري الشخصي أن المسألة مسألة وقت ، ولعلنا نفاجأ في أقرب فرصة بتاريخ ثورة 25 يناير وسقوط دولة مبارك وبزوغ دولة الجماعة مجسداً علي أي من الشاشتين ، الكبرى أو الصغرى ،هذا إن لم يسبقهم آخرين من أصحاب رؤوس الأموال العربية الضخمة إلي انتهاز الفرصة السياسية السانحة لصناعة التاريخ المصور ، حيث السينما والدراما التليفزيونية تعني في سوق المال والبيزنس سلعة مضمونة الربح لو تمت العناية بالمصنف وخرج في صوره جيدة ومرضية للجماهير.
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق