* د. عمر الحمارشه
تتراكم المصائب على الشعوب الاسلاميية جيلا بعد جيل ,لا لشيء الا لانعدام التناسب في العلم السياسي, ذلكم فالرجل المناسب للمكان المناسب. بمعنى أوضح وصريح , هو الاعتداد بالنفس والنّفَس السياسي لدى المسلم,مما يجعله يحاجج ولا يطالب بحق من حقوقه في المحافل الدولية, الامر الذي ساهم مساهمة فاعلة في تسهيل نفوذ الاعداء على الاوفياء من الساسة بقصد او بغير قصد,ولهذا تم شتم الرسول صلى الله عليه وسلم.بل لاكثر من ذلك حرق للقران , ما جعل الاعداء يتمادوا لاكثر من ذلك فيكبّلوا بالجهل الشعب قبل الساسة ,لانعدام العلم السياسي من قاموس ساستنا في العالم الاسلامي.
ادب السياسة الاسلامي المهجور
ان المسلم في ايامنا هذه قد اختلف اختلافا كليا عن المسلمين في عهد الرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم ..لان المدارس في ايامنا هذه حزبية دنيوية تصف الداء للدواء ولا تكترث لاثر الدواء ,اذ الاصل ان تصف الدواء للداء بعداجراء تجارب ناجحة من خلال زراعة تصف الند من الدواء للداء..
اما مدرسة الرسول صلى الله عليه وسلم فهي مدرسة توضح الثواب والعقاب .. بمعنى ..توضيح الثقل والاعباء لهذه الامانة في الدنيا حتى انه لو دابة عثرت في طريقها فان عمر يخشى ان يُسأل .. لمََ لم تسوي الطريق يا عمر. قمَم في العلم السياسي. بل في الاهتمام بمصالح المسلمين.
من هنا .. انتصر السياسيون للمسلمين في كل المحافل الدولية ..وارتفع شأن الاسلام والمسلمين.. بل انتشر .. وحينما احد الاعداء حاول اهانة المسلمين قال له.. صاحب العلم السياسي.يومئذ. ساّتيك بجيش اوله عندك واخره عندي.
فهذا سيدنا علي كرّم الله وجهه . يُصرّح علانية لسيدنا معاوية رضوان الله عليه ان الهم السياسي . ليس في استلام المركزكان تكون خليفة ... وانما في العلم الذي يحتاجه لتصريف امور المسلمين والمحافظة على مكانتهم الدولية . .
اذ لمّا احسّ سيدنا علي رضوان الله عليه بالاثار المترتبة التي ستلحق بالمسلمين, جلس في خيمته يبكي, وبجانبه سيدنا معاوية وهو يقول له : يامعاوية .. اغثني..
المسلمون يقتتلون .. اني ارى ما لا تراه ..هاهم اصحاب رسول الله يقتلون .. بل حفظة القران يقتلون يا معاوية.. لا اريد السياسة حتى ولا الخلافة . خذها يا معاوية
فيجيب سيدنا معاوية قائلا:... وهو يبكي ايضا .. لا .. لا يا ابن عمي .. فانا ايضا لا اريد السياسة ولا حتى الخلافة.. اني يا ابن عمي .. ارى ما تراه .. ويؤلمني ان اصحاب رسول الله يُقتلون .. كذلك حفظة القران .. فأمُر بعلم مما تعلمته من رسول الله يا مدينة العلم ..
فقال سيدنا علي رضوان الله عليه... امري اني ارفض الخلافة هه..الخلافة ارفضها .. واني تاركها لك.. لعل الله سبحانه وتعالى يحقن دماء المسلمين بك.
سيدنا معاوية في نفس الخيمة..يجيب عليا...وانا ارفضها ايضا..واني لتاركها لك ..واني اسال الله ان يحقن دماء المسلمين بك يا علي امين يا رب العالمين .
حكمة الاعتراف
نعم .الاعتراف. بثقل كبير للسياسة , هذا الاعتراف الان مهجور عند كافة المسلمين, لانها تنقصنا الحكمة . بل وحتى في مدارسنا هذه الايام .لان. مدارس المعلبات الفكرية في الاحزاب السياسية هذه الايام . مدارس لا همّ للمسلمين يهمها , بل بالمعلبات الفكرية التي يشتمون بعضهم بعضا من خلالها .. لذلك.. تجرأ الاعداء على ان يشتموا رسولنا محمدا صلى الله عليه وسلم وان يحرقوا قراّننا بل وحتى تطاولوا على الذات الالهية فلا حول ولا قوة الا بالله .
وما وجدنا ولا سمعنا.. ابد ابدا .. بان سيدنا علي قد شتم سيدنا معاوية .ولا سمعنا ان معاوية شتم عليا, بل بالعلم السياسي من خلال حكمة الاعتراف , تفاهموا فيما بينهم . نعم..العلم الذي يختص بمصلحة المسلمين من اجل تصريف شؤونهم. الى درجة انهم لمّا احسوا بفشل العلم السياسي عندهم لبسوا حكمة الاعتراف فأعلنوا انهم لم يستطيعوا حقن دماء المسلمين, جلس سيدنا علي وسيدنا معاوية في خيمتهم وعيونهم مغرورقة بالدموع .وقد اجمعوا امرهم على.تعين مندوبين .. مندوب عني ومندوب عتك.. اي تعيين وكيل .. ليعلنكل وكيل رفض موكله الخلافة ومن ثَمّ يختار المسلمون خليفة غيرنا. حكمة الاعتراف بايمان العلم السياسي. توصلا لهذا الهدف. كي يتم حقن الدماء. من اجل مصالحة المسلمين لتصربف امورهم بما هو خير لهم.ويضمن سؤددهم, فلا يسمحوا للعدو بان ينفذ خلالهم فيفرق جمع المسلمين.
اما الان .. فان التمسك بمصلحة الحزب او السياسي لكي يعمّر في الحكم . غابت الحكمة. حتى في من يقصرون فترة الحكم الى اربع سنوات.. فان الحكمة ايضا مفقودة لان تصريف الاعمال حسب مصالح الشعب غير واردة بل كابوس السنين الاربعة مستمر.من اجل تطبيق افكار الحزب . مهما كانت مجريات الامور..ولا تجد حكمة الاعتراف بمن يعلنها من اول سنة انه فشل ولا قدررة له على تصريف الامور بما يناسب مصلحة الامة. الاسلام العظيم هو وحده الفادر بمدرسة رسوله ان يخرّج هذا السياسي المناسب.
فقه مصلحة التصالح المعيب
قد يصعد حزب او شخص للحكم على رقاب الشعب .. فيرى الحزب ان يتصالح مع الحزب المعارض لا من اجل مصلحة الامة وانما من اجل مصلحة التصالح ما بين الاحزاب.. وقد لا يرى احد مصلحة التصالح في مصلحة الحزب .. فيطيل امد البحث عن سبل التصالح حتى ترى الامة ان لاتصالح في مصلحة الشعب ولا مصلحة في التصالح .. وتعلن الامة صبرها على فقدان الحكمة . وتضييع حقوقها .. وينتصرالعدو حينما يجد الفرصة ليشتم من يشاء ولا يبالي حتى لو شتم اقدس الاقداس في سلم القدسيات والمقدسات ..
وهو ما يحصل الان.. لا مصالحة . بل اختلاف في الادوار التخاصمية .. على حساب الامة .. وهذا الباب الواسع استطاع ان ينفذ منه الثعلب الذي يهدر فيشتم انسانيات المسلم واساسياته. ولا اعتذار للمسلمين بل واشد من ذلك لا توقف من هذه المسلسلات الشتمية .. لانه لا يوجد حكمة للاعتراف عند الاعداء.. بسبب عدم وجودها عندنا .. شجعنا غبرنا علينا .. فاصبح حيطنا الحيط الواطي.كما يقولون...فمن سيُعيد البناء للحيط .. ويُعلى بناءه . اليس الصبح بقريب..؟.والله اني اراه قريبا..
إرسال تعليق