Home » » موقف أمريكا‮: ‬هل يتغير؟

موقف أمريكا‮: ‬هل يتغير؟

رئيس التحرير : Unknown on الأربعاء، 31 أكتوبر 2012 | 3:47 م



بقلم: محمد وجدى قنديل


‬مازالت الولايات المتحدة تضع عينها علي مصر‮ -‬عقب ثورة الربيع العربي‮- ‬ومازالت تضع أحوالها في بؤرة الإهتمام وترصد أمورها السياسية والاقتصادية والأمنية من منظور المصالح الامريكية‮- ‬وخاصة بعد تولي الإخوان مسئولية الحكم‮ -‬والدليل علي ذلك أنه خلال المناظرة الثالثة والأخيرة بين مرشحي الرئاسة‮: أوباما‮ »‬الديمقراطي‮« ‬ورومني‮ »‬الجمهوري‮« ‬والتي استمرت علي مدي ‮٠٩ ‬دقيقة ساخنة ورد ذكر اسم مصر ‮١١ ‬مرة‮..‬

وقد أظهرت المحصلة النهائية تقاربا بين المرشحين حول المسائل الرئيسية في الشرق الأوسط وبخاصة تجاه الموقف من الثورة المصرية وكذا ليبيا‮.. ‬وهو ما يؤكد مدي الإهتمام الذي توليه واشنطن لما يحدث في مصر من تطورات سياسية واقتصادية وتأثير ذلك علي الوضع في المنطقة باعتبار أن مصر تمثل حجر الزاوية علي الإستقرار وبما لها من ثقل لدي الدول العربية الأخري وبما لها من إرتباط بإسرائيل من خلال إتفاقية السلام وهو ما ينعكس علي الوضع الأمني بشكل عام في الشرق الأوسط‮..‬

وحسب ما قال رومني في بداية المناظرة‮ - ‬في فلوريدا‮- ‬إن الشرق الأوسط بكل ما يمثل للعالم وللولايات المتحدة يمر بمرحلة‮ »‬تغيير كامل‮« ‬في البنية الخاصة به وأن الربيع العربي جاء بآمال كبيرة بحدوث تغيير نحو مزيد من الإعتدال وأشار إلي ما حدث في بلد تلو الآخر‮ -‬مصر وتونس وليبيا واليمن‮- ‬وعلي حد قوله‮: إن الولايات المتحدة في حاجة إلي إستراتيجية أكثر شمولا وسرعة لمساعدة العالم الإسلامي لمواجهة ورفض التطرف الراديكالي العنيف‮.. ‬ويبدو أن ما حدث في ليبيا من عملية الهجوم بالصواريخ علي القنصلية الأمريكية في بنغازي وقتل السفير الأمريكي قد تركت آثارها علي واشنطن‮..

‬ولذا دافع أوباما عن موقفه من حادث القنصلية وأشار إلي أنه فور تلقيه مكالمة بالهجوم تحرك لتأمين الأمريكيين هناك،‮ ‬وإجراء التحقيق للتوصل إلي حقيقة ما حدث بالضبط والأمر الأكثر أهمية هو ملاحقة القتلة وكما أشار إلي أن أمريكا تحت قيادته نجحت في تخليص ليبيا من ديكتاتورية أربعين عاما‮ »‬نظام القذافي‮« ‬دون أن يخاطر بالجنود الأمريكيين‮- ‬ولعل هذا هو الدرس المستفاد من تجربة حرب العراق والخسائر الفادحة في الأرواح والأموال‮ »‬قرابة خمسة آلاف قتيل أمريكي‮« ‬علي مدي خمس سنوات في عهد الرئيس بوش قبل إنسحابها من ذلك المستنقع بعد تولي أوباما،‮ ‬ولذلك لم يشأ أن يكرر نفس المغامرة في ليبيا لإسقاط القذافي والتضحية بالجنود الأمريكيين في حرب أخري خاسرة‮..‬

وما يبدو أيضا من خلال تلك المناظرة أن الشرق الأوسط يظل في بؤرة الإهتمام الأمريكي،‮ ‬وحسب وصف رومني بأن الموقف يشهد تصاعد الفوضي في العامين الأخيرين بعد ثورات الربيع العربي وظهور كبير للقاعدة والجماعات الجهادية في دول عديدة بالمنطقة ولعله يقصد بالتحديد ليبيا واليمن،‮ ‬ومن ناحية مصر فقد قال أوباما أن الولايات المتحدة سوف تساعد في تحسين أوضاع الإقتصاد المصري لأن الثورة لن تنجح دون توفير الفرص للشباب المصري وتوفير حياة أفضل‮!‬

كذا إتفق رومني مع أوباما في موقفه من الثورة المصرية إلا أنه يرغب في رؤية أفضل للمستقبل وأن الشرق الأوسط شهد طاقة كبيرة للحرية وكان يجب العمل بقوة مع الأصدقاء في المنطقة لإتمام التحولات‮.. ‬ولكن ما يهمني التأكيد عليه من خلال أقوال المرشحين عدة نقاط أساسية‮:

١- ‬أنه سواء فاز رومني‮ »‬الجمهوري‮« ‬أو فاز أوباما‮ »‬الديمقراطي‮« ‬فإن موقف الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط لن يتغير لأنه يعبر عن إستراتيجية ثابتة تحافظ علي المصالح الأمريكية في المنطقة وتعمل ضد القاعدة والإرهاب‮..

٢- ‬أن النظرة الأمريكية تجاه مصر‮- ‬في ظل أي نظام قائم‮ -‬لن تتبدل وإنما ستسعي إلي مساعدتها في التغيير نحو مزيد من الإعتدال‮..‬

‮٣- ‬أن العلاقات بين مصر وإسرائيل تشغل حيزا كبيرا من الإهتمام الأمريكي بعدما تباري أوباما ورومني في إظهار الدعم لأمن إسرائيل‮ -‬من خلال إتفاقية السلام‮- ‬واعتبر أوباما أن إسرائيل هي أعظم حليف لواشنطن في المنطقة‮.. ‬وكما أكد رومني أنه لن يتردد في الوقوف عسكريا إلي جانب إسرائيل في مواجهة أي تهديد لها‮ »‬نفس الموقف ونفس الدعم‮«..‬

ولابد أن أتوقف أمام موقف أوباما من ثورة مصر والنظام السابق وعما إذا كان يشعر بالأسف لطلبه من الرئيس السابق حسني مبارك التنحي عن الحكم وعلي حد قوله لم أشعر بأي ندم علي ذلك لإن الولايات المتحدة كان يجب عليها أن تقف مع الديمقراطية وما كانت ستترك الدبابات تسير علي الشباب في ميدان التحرير‮.. ‬ومن ناحيتي فقد شاءت الظروف أن أتابع موقف أوباما من خلال شاشات الفضائيات الأوروبية والأمريكية وقت ما كنت في رحلة إلي باريس وقتها وشاهدته وهو يطالب مبارك علنا بالتنحي عن الحكم في بداية الثورة‮ -‬وكذلك فعلت هيلاري كلينتون‮- ‬ثم تكرر ذلك وبطريقة أكثر حدة بعد أيام عندما وجه طلبا صريحا له بالرحيل بينما كانت الجماهير الحاشدة في الميدان تنادي بذلك‮..!‬

وبالمناسبة كشفت إستطلاعات الرأي في الحملات الإنتخابية لمرشحي الرئاسة أن ‮٣٦ ‬في المائة من الأمريكيين يفضلون تقليص تدخل أمريكا في شئون الشرق الأوسط،‮ ‬وأن‮ ‬غالبية الأمريكيين لايرضي بالتغيير الذي حدث بعد ثورات الربيع العربي‮.. ‬ويبدو ذلك واضحا في موقف رومني المتشدد وهو ما سوف ينعكس علي السياسة الأمريكية في المنطقة إذا ما نجح في إنتخابات الرئاسة‮.. ‬

وهكذا فإن الشرق الأوسط‮ -‬وثورات الربيع العربي‮- ‬سيبقي في بؤرة الإهتمام الأمريكي سواء فاز أوباما أو رومني‮! - 
نقلا عن صحيفة الاخبار
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق