Home » » لا تأخذكم بهم رحمة

لا تأخذكم بهم رحمة

رئيس التحرير : Unknown on الأربعاء، 31 أكتوبر 2012 | 3:49 م


بقلم: محمد العزبي


أخطأت إذا تفاءلت وتصورت انها كانت ظاهرة عابرة وتزول لا يبقي منها سوي حالات انفلات لا تلبث أن تختفي. فالتحرش عار علي شبابنا وليس من ديننا.

هل حقا الشرطة عاجزة عن وقف تلك الظاهرة المهينة لنا جميعا؟.. إذا كانت كذلك قل يا رحمن.

أين قبضايات إلقاء الحجارة في الميدان أم انهم يرون كل من تخرج من بيتها تستحق وكل من تفرح بالعيد تستاهل؟

أين الأسرة المصرية الطيبة. هل عجزت عن تربية أبنائها ونصحهم بل وردعهم؟

أخشي أن يكون من ألقي القبض عليه في مهرجان التحرش ليسوا أكثر من عينه أو ما وقع في اليد وقد يكون من بينهم "احنا بتوع الأتوبيس" ومع تشككي في البيان الرسمي الذي يحددهم بحوالي المائة شاب فإن انزال العقاب السريع بهم واجب ولو كانوا واحدا.

بغير ذلك يستشري الداء ويعم الوباء خصوصا ان هناك من يري فيما يرتكبه اثباتا لرجولته وتحديا للمجتمع.

يخجل الضحايا من الابلاغ والاكتفاء بالبكاء ولا تقولوا ان واحدة منهن ترضي تلك المهانة والانتهاك.

ويخفي الأهل الخبر خجلا أو خوفا أو يرونه فضيحة تستحق الستر.

كثيرون يتطوعون بطلب العفو والمغفرة فهم أولاد صغار والمسألة هزار ومعلهش خوفا علي مستقبل الشباب.

الصلح ليس خيرا وأحكام البراءة لا تعني عدم وقوع الجريمة. ولا أعرف بماذا يحكم القانون وهل نحن جادون في تطبيقه حريصون علي جمع الأدلة؟

هكذا لم نجد حتي اليوم قتلة الشهداء وهناك من يعرفهم وجميعنا يشير اليهم ودموع الأمهات شاهدة عليهم. فإذا بها براءة!

وهكذا تبددت ملياراتنا المسروقة في الداخل والخارج بإهمالنا البحت عنها ويضيع الوقت فتختفي الأدلة ما بين الوعود وكلام الجرايد.

وهكذا كان النهب بالقانون وموافقات صورية بينما السرقة لا تحتاج إلي دليل فالشهود عليها قصور مشيدة ومنتهي الرفاهية.

كذلك لعنة التحرش لا تحتاج إلي دليل. فهناك كاميرا تصور وشهود كثيرون وصور نشرت في الصحف وعلي الانترنت تكفي لإدانتهم.

لا تأخذكم بهم رحمة. فسمعتنا السيئة وصلت إلي كل ركن في العالم.
يوصون السياح الذين يجيئون إلي مصر بأن يحترسوا من تحرش الباعة والمارة والتجار وبعض رجال الآثار ومرشدي السياحة ورجال الأمن بعد أن أصبحت أجساد الفتيات مباحة فما بالك بالخواجات.

في البداية لم نكن نصدق ما وصل اليه الحال نظنها شقاوة فإذا بها تستشري وترتكب علانية وبالجملة وفي أكثر الأماكن ازدحاما.. والناس تتفرج وقد تستنكر ولكن أحدا لا يتدخل.

لم يعد الأمر يحتمل دراسات نفسية رغم أهميتها.. ولم يعد هناك وقت للشفاء فالتحرش وباء.

لابد من مواجهة حاسمة لا تكفي فيها مراقبة الجمعيات الأهلية مع تقديرنا لدورها.. أو مناشدة المسئولين لو سئلوا.. وانما حماية وحراسة وحزم ومحاكمة علي وجه السرعة.

من يقول انهم أبناؤنا أقول له وهم بناتنا.

وإذا كانوا يطالبوننا بنزول الشوارع لمكافحة التحرش كما طلبوا رفع القمامة بصرف النظر عن اننا ندفع "فردة" للشركات الأجنبية وللزبالين المصريين وفي فاتورة الكهرباء.. وكما طلبوا يوما أن نحمي أنفسنا من البلطجية.. طيب الحكومة فين؟ - صحيفة الجمهورية
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق