(رويترز) - قال سكان يقيمون في دمشق إن قوات سورية متمركزة على جبل يطل على العاصمة السورية أطلقت يوم الخميس وابلا من قذائف المدفعية على حي في جنوب المدينة قبل ساعات من وقف لإطلاق النار من المقرر أن يبدأ سريانه مع أول أبام عيد الأضحى يوم الجمعة.
واضافوا أن القصف استهدف ضاحية الحجر الأسود الفقيرة التي يسكنها لاجئون من هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل. ولم ترد تقارير على الفور عن اصابات.
وقال عمر وهو مهندس يقيم في حي المهاجرين عند سفح التل "قذائف المدفعية المتعاقبة من (جبل) قاسيون هزت منزلي."
وأبدى قيادي بالجيش السوري الحر تأييدا للهدنة -التي اقترحها المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي- لكنه طالب الأسد بالإفراج عن المعتقلين. وقالت جماعة إسلامية إنها ليست ملتزمة بالهدنة لكنها قد تعلق عملياتها إذا فعل الجيش ذلك.
وكان الإبراهيمي اقترح الهدنة المؤقتة للحد من إراقة الدماء في الصراع الذي بدأ في مارس آذار من العام الماضي ويقول نشطاء إنه أودى بحياة أكثر من 32 ألف شخص.
وقال بيان للجيش السوري بثه التلفزيون الرسمي "بمناسبة حلول عيد الأضحى نعلن وقف العمليات العسكرية على أراضي الجمهورية العربية السورية اعتبارا من صباح يوم غد الجمعة 26 الشهر الجاري وحتى 29 من هذا الشهر."
واحتفظ الجيش بحق الرد على "استمرار الجماعات المسلحة بإطلاق النار على المدنيين والقوات الحكومية والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة واستخدام السيارات المفخخة والعبوات الناسفة."
وقال انه سيرد أيضا على "قيام الجماعات الإرهابية المسلحة بتعزيز مواقعها التي توجد فيها مع بدء سريان هذا الإعلان أو الحصول على الإمداد بالعناصر والذخيرة" و"تسهيل دول الجوار تمرير الإرهابيين عبر حدودها إلى سوريا انتهاكا لالتزاماتها الدولية بمكافحة الإرهاب."
وقال قاسم سعد الدين رئيس المجلس العسكري للمعارضة في محافظة حمص والمتحدث باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر إن مقاتليه ملتزمون بالهدنة.
لكنه أضاف أنهم لن يسمحوا للنظام بتعزيز مواقعه وقال إنهم يطالبون النظام بإطلاق سراح المعتقلين بحلول صباح غد الجمعة.
وقال أبو معاذ المتحدث باسم جماعة أنصار الإسلام إن الجماعة تشك في أن قوات الأسد ستلتزم بالهدنة لكنها قد تعلق عملياتها إذا علق الجيش عملياته.
وأضاف أن جماعته التي تضم بضع كتائب تقاتل في العاصمة ومحافظة دمشق "ليس لدينا ثقة فيما يقوله النظام وهذه الهدنة هي لصالح النظام ونحن غير معنيين بها" متسائلا عن معنى الهدنة إذا استمر وجود الدبابات ونقاط التفتيش.
وكان المبعوث الدولي السابق للأزمة السورية كوفي عنان الذي خلفه الإبراهيمي في منصبه أعلن وقفا لإطلاق النار في سوريا في 12 أبريل نيسان لكنه ما لبث أن صار حبرا على ورق مع باقي النقاط الست في خطة السلام التي اقترحها.
وتصاعدت حدة الصراع منذ ذلك الحين وغالبا ما تتجاوز الحصيلة اليومية للقتلى التي تكشف عنها جماعات المعارضة المعنية بمراقبة الوضع في سوريا 200 قتيل.
وقال مسؤول بالأمم المتحدة في جنيف إن هيئات الإغاثة التابعة للمنظمة الدولية تستعد لاغتنام أي فرصة يتيحها وقف إطلاق النار للذهاب إلى المناطق التي كان يصعب الوصول إليها بسبب القتال.
وقال المسؤول لرويترز "تستعد منظمات الأمم المتحدة سريعا لزيادة نشاطها خاصة في المناطق التي كان من الصعب الوصول إليها بسبب الصراع المحتدم والتي ربما يصبح من الممكن دخولها نتيجة هذه التطورات."
وذكرت المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أنها أعدت مستلزمات للطوارئ لتوزيعها على ما يصل إلى 13 ألف أسرة - نحو 65 ألف شخص - في مناطق تعذر دخولها في الماضي ومن بينها حمص ومدينة الحسكة في شمال شرق البلاد.
وقال طارق الكردي ممثل المفوضية في سوريا في بيان "نريد نحن وشركاؤنا أن نكون جاهزين للتحرك سريعا إذا سمح الوضع الأمني بذلك خلال الأيام القليلة المقبلة."
وأشار المسؤول بالأمم المتحدة إلى أن برنامج الأغذية العالمي التابع للمنظمة الدولية حدد 90 ألف شخص في 21 منطقة ساخنة من حلب إلى حمص واللاذقية يحتاجون إلى إمدادات غذائية وسيحاول الوصول إليهم من خلال المنظمات المحلية.
وقال ناشطون إن مقاتلي المعارضة سيطروا في وقت سابق اليوم الخميس على منطقتين في شمال حلب كبرى مدن البلاد.
وقال مقاتل من المعارضة "حررنا للتو الأشرفية والحي السرياني" في إشارة إلى مناطق كانت تسيطر عليها ميليشيا كردية وقوات موالية للأسد.
وأضاف أن مقاتلي المعارضة مازالوا يخوضون معارك قرب منطقة مسجد الرحمن ويحاولون محاصرة مبنى تابع للأمن.
وقال ناشطون إن 14 شخصا على الأقل قتلوا. ولم يتضح ما إذا كان القتلى من مقاتلي المعارضة أو من المدنيين.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان -وهو جماعة معارضة مقرها لندن تراقب الصراع في سوريا- أن وحدات كردية مازالت تقاتل لمنع المعارضة من دخول الأشرفية.
وتشهد حلب اشتباكات منذ أواخر يوليو تموز لكن الجمود خيم على الوضع حيث يقيد قناصة حركة المقاتلين ويتحصن الجانبان على خطوط المواجهة.
وحثت الصين جميع الأطراف على احترام وقف إطلاق النار الذي أيدته ايران حليفة سوريا الرئيسية.
وقالت وزارة الخارجية الامريكية اليوم ان الولايات المتحدة تامل في ان تحترم الحكومة السورية وخصومها الهدنة وابدت شكوكها ازاء سجل دمشق فيما يتعلق بالوفاء بالاتفاقات.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند للصحفيين في افادة صحفية "ما نرجوه ونتوقعه هو ألا يكون الامر بالنسبة لهم مجرد حديث عن الهدنة لكن عليهم أن يثبتوا ذلك... النظام السوري بارع بشكل خاص في تقديم الوعود واقل براعة في الوفاء بها".
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إن بان رحب اليوم بالهدنة المقترحة وقال إن من المهم أن تلتزم الحكومة السورية وجماعات المعارضة بها.
من مريم قرعوني وستيفاني نيبيهاي
(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية - تحرير وجدي الالفي)
إرسال تعليق