بقلم: فاروق جويدة
لا أدري من هو العبقري الذي اشار علي الرئيس مرسي بالإجراءات الأخيرة التي جمعها البيان الدستوري الذي تحول إلي لغم في الشارع المصري.
من هو هذا العبقري الذي وضع كل هذه الكوارث في سياق واحد غريب ومريب.. حصانة أزلية لقرارات الرئيس ما ظهر منها و ما بطن.. وحماية لمجلس الشوري وقراراته وتجاوزاته واحلامه التوسعية.. ومحاذير حول اللجنة التأسيسية لإعداد الدستور علي رغم كل ما تواجهه من التناقضات.. وامام تحصينات قرارات الرئيس يمكن ان تحدث عشرات المفاجآت غير السارة.
لا اعتقد ان الشارع المصري كانت تنقصه مثل هذه الإجراءات الفجة التي وضعت كل القوي السياسية في مواجهات حادة.. كان الجميع يراهن علي ان لقاءات الرئيس مرسي مع رموز القوي السياسية سوف تصل بنا إلي صيغة للمشاركة بين مؤسسة الرئاسة حيث الحكم والقوي السياسية بإختلاف نوعياتها حيث المعارضة.
وقد تصورنا للحظة ان هذه اللقاءات سوف تذيب ثلوجا كثيرة بين مؤسسة الرئاسة والقوي السياسية, وقد زاد حجم التصورات ان رموز العمل الوطني كانوا علي علم بالبيان الدستوري ولكن اتضح ان البيان لم يقرأه احد وانطلق كالصاروخ في شوارع القاهرة ليؤدي إلي حالة إنقسام وتشرذم وهجوم من كل الجبهات.. لقد اصبح من الصعب علي رئيس الدولة ان يتراجع في قراراته.. واصبح من الصعب ايضا ان تقبل الفئات الأخري اي حديث عن مصالحات متوقعة.. ووصل الأمر إلي القضاء لكي يقول كلمته.
كان من الصعب ان يتقبل الشارع المصري هذه الإجراءات بعد ثورة سقط فيها الشهداء والجرحي بالرغم من أن هناك الملايين الذين لا يجدون رغيفا نظيفا ولا بيتا آمنا ولا حماية إجتماعية من أي لون.. ان انقسام الشارع المصري الأن يهدد كل شيء انه يهدد الأمن وهو اساس الإستقرار ويهدد الاقتصاد وهو اساس التنمية وقبل هذا هو تهديد للمستقبل وهذه هي الخسارة الكبري.* الاهرام
إرسال تعليق