Home » » د. اسماعيل حامد يكتب: فصحى ولا عامية .. عامية ولا فصحى

د. اسماعيل حامد يكتب: فصحى ولا عامية .. عامية ولا فصحى

رئيس التحرير : Unknown on الثلاثاء، 1 يناير 2013 | 7:38 ص


مازال الحديث مستعر ما بين الفريقين, صراعا أدبيا ضخما تشهده الساحة الأدبية والثقافية فأصحاب الفريق الأول يصرون على القديم والموروث والكلاسيكيات والتابوهات التى لا يمكن اقتحامها يقولون أن اللغة العربية العريقة تغرق.. هى الان فى مرحلة الاحتضار.. يجب المحافظة عليها وتنميتها مع أن تقرير اليونسكو يقول ان اللغة العربية هى أول اللغات التى لا يمكن اندثارها أو انقراضها لأن مرجعيتها هو القران الكريم وهو كلام ربانى باق للابد أما اصحاب الفريق الثانى فيظنون أنه لابد من التجديد والتقرب الى عامة الشعب والكلام بلغتهم وعلى السنتهم حتى يقتنع القارئ بالشخصية المقدمة سواء كانت شعبية أو ريفية أو بسيطة ويستدلون على براءة ذلك بكتابات السينما القديمة ليحيى حقى ويوسف أدريس وغيرهم, ويعيبون على المتمسكين بالفصحى اتهامهم بأن عاميتهم لهجة وليست لغة وبعضهم يعتبرها ابتذالا رخيصا!!

حقيقة الصراع شائك وأقرب الى الاشتعال, ولكن هناك بعض الوسطين الذين يجمعون بين بلاغة الفصحى وتبسط العامية فيقولون أن اللغة العربية منها الفصحى والدارجة والوسطية والبسيطة وغيرها..
ويقولون أيضا أنه لا ضير من استخدام لفظة عامية ربما يكون أصلها فصيح لخدمة النص, ويقولون كذلك أنه لا ضير من أن يكون الحوار على ألسنة الشخصيات عامى ولكن نص السرد فصيح أو يكون العمل كله فصيح أو كله عامى, المهم هى الفكرة المقدمة وماهية العمل.

فى الواقع ان هذه القضية شغلتنى كثيرا فحينما كتبت روايتى (سرداب الجنة) كتبتها كلها بالفصحى سردا وحوارا حتى أننى كنت غير راض كلية عن هذا وأطلعت على أعمال الرائع الكبير احسان عبدالقدوس فوجدت السرد فصيح والحوار عامى مما دفعنى الى محاولة تغيير نمطى واسلوبى لخدمة الموضوع.

القضية شائكة, واختلافنا رحمة وأدبا وعلما واجتهادا يخدم الثقافة والأدب والذوق.

د. اسماعيل حامد يكتب: فصحى ولا عامية .. عامية ولا فصحى
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق