Home » » معرض الكتاب : الدولة و المجتمع مسئولان عن ضياع الثقافة وعلى الحكومات تقدير الترجمة كجسر بين الشعوب وثورة العرب فى عقولهم

معرض الكتاب : الدولة و المجتمع مسئولان عن ضياع الثقافة وعلى الحكومات تقدير الترجمة كجسر بين الشعوب وثورة العرب فى عقولهم

رئيس التحرير : Unknown on الأربعاء، 30 يناير 2013 | 11:05 ص



لم يستطع أيا من ضيوف "المائدة المستديرة"  بمعرض القاهرة الدولى للكتاب أن يتناسى الظروف التى تمر بها البلاد ، و رغم أن الندوة عن " معوقات النهوض بالترجمة " ، لكنهم  أرادوا أن يبدأوا  حديثهم بتقديم التعازى لأسر الشهداء الذين يتزايد عددهم يوما بعد الآخر .

وصفت د. سهير المصادفة مسئولة سلسلة الجوائز بهيئة الكتاب واقع الترجمة في العالم العربي بالمتردي ، و تحدثت عن الترجمة في العالم العربي انها  ذات جناحين؛ أحدهما ترجمة الأدب والفكر العربي إلى اللغات الاجنبية، والجناح الأخر ترجمة الأدب والفكر الغربي إلى اللغة العربية، و أننا لدينا أزمة ترجمة فى كلا الجانحين رغم احتياجنا لها فى هذة المرحلة لنلحق بركب الحضارة .

وأرجعت  سهير أن الترجمة من العربية إلى اللغات الأجنبية يشوبها الفساد والشللية والمحسوبية والعشوئية والفوضى ، فتقول: "أصبحنا لا نترجم إلا لمن نعرفهم من الأصدقاء دون الوضع في الأعتبار قيمة العمل أو مدى احتياج الغرب له " .

و طالبت بوضع استراتيجية كاملة لمنظومة الترجمة،  منها توفير بنك من المعلومات يسترشدوا به في عملهم. و أن ننهض لصناعة مفردات حضارة جديدة تجبر الغرب على الإحتياج إلينا، مدللة بالوقت الذى نقل فيه العالم كله عن الحضارة الإسلامية ، وعندما انجزنا "ألف ليلة وليلة" استفاد العالم منها وأنتشرت في أمريكا اللاتينية كما انتشرت في مصر.

طرحت د. سهير مجموعة من الأسئلة أهمها: "هل يحتاج العالم إلى الأدب والفكر العربي اذا كان لدينا فكر وإلى ترجمة العلوم العربية اذا كان لدينا ما يحتاجه الغرب من العلوم العربية.. وما الذي يحتاجه العالم من اللغة العربية.. ومن المسئول عن ترجمة الفلوكور المصري وتقديمنا وكأننا كائنات فضائية أو قرود بشرية لا يعرفون سوى التخلف والإرهاب.. وهل المترجمون العرب مؤهلون لنقلالإبداع العربي إلى اللغات الأخرى أو العكس، أم انه يجب علينا أن ننتظر حتى تستدعى المكتبات الاجنبية ما تحتاج إليه من مكتباتنا العربية؟

أكد د. عاصم طاهر العمارى الأستاذ بكلية الألسن قسم اللغة الألمانية، أن الشرق والغرب كيان واحد لا ينفصلا واستشهد بمقولة لكاتب ألمانى شهير عندما قال "إذا أردت أن تعرف نفسك والآخرين فعليك أن تعلم أن الشرق والغرب لا يفترقان" لذلك فإن الغرب يحتاج إلى حضارة العرب فالإنسانية تحتاج كلها إلى بعض، ولا يمكن لأى دولة أن تنهض إلا بالقراءة عن أنفسنا وعن الآخر.

وأوضح العمارى أن الترجمة قديما  كانت تعتمد على أدوات ثلاث "المترجم والناشر والقارئ" أما الأن فقد أصبح العلم والدراية والثقافة الكبيرة في كافة مناحى الحياة هي الأساس، و أن الأمر لا يقتصر على ترجمة  الأدب فقط ،

وإذا كانت الحضارة العربية قديما يترجم عنها لما كان لها من نضوج فكرى، فكل الحضارات تشهد بعض التراجعات وما تلبس أن تعود مرة أخرى خاصة وأن ثورة العرب في عقولهم التى ميزهم الله تعالى بها والدليل على ذلك أن العربي إذا أتيحت له الفرصة في مناخ سليم يعطى نتائج أفضل بكثير من الغربي.

وحمل د. عاصم المجتمع والدولة مسئولية ضياع الترجمة في العالم العربي ومنظومة الثقافة الضائعة قائلا : "الدول الغربية تدعى أنها تدعم الترجمة وكل ما تفعله أنها تختار كتب معينة دافعة تكلفتها ، ولا تترك لنا حق الاختيار فيما نترجم  ، و دعا لإنشاء معاهد لاستغراب لمعرفة فكر الغرب ، كما انشئ الغرب معاهد الاستشراق .

وأقترح العمارى أن نعد خطة للنهوض بالمترجم تقوم على ترجمة أمهات الكتب العربية، وهذا لا يمكن أن يتم بالجهود الفردية وأن  على المؤسسات ان تتضافر كالهيئة العامة للكتاب والمركز القومى للترجمة والمجلس الأعلى للثقافة في وضع خططا مستقرة لنظام الترجمة ، و نشر و تسويق أفكار العرب حتى يمكن تغير الصورة النمطية التى أخذها العالم الغربي عن العرب ،  و ضرب مثل  بنجيب محفوظ قبل أن يحصل على جائزة نوبل لم يكن له أي ترجمات سوى "ثرثرة فوق النيل" بعد الجائزة ذاع صيته وزادت ترجماته.

وترى المترجمة السودانية سماح جعفر أن أهم مشاكل ترجمة الأدب في العالم العربي هو تصدير  الأدب السياسي الذي اعتبرته أدب درجة ثانية ، وأننا نفتقد لتجربة ترجمة جيدة،و أن  لدينا كتاب جيدين لا يصلون خارج الوطن العربي و معتقدة أن على هذا النحو لن يصلوا دون تغيير الصورة السلبية لدى الغرب عن العرب .

وعن الأدب السودانى قالت سماح: "السودان ليس لديها تجارب ترجمة كثيرة تقريبا ترجمتين ليس أكثر وهذه المشكلة سببها الرئيسي هو تردي الثقافة السودانية، لأنها أخذت اتجه واحد وهو الإتجاه السياسي، فأصبح لا يوجد أدب ليصدر إلى الخارج، كل ما لدينا  يقدم الحروب الأهلية والمشاكل الداخلية التى لا تهم العالم الغربي في شيء، إلا اذا كان ممن يبحدث في السياسة ليس أكثر.

و من جانبه عبر المترجم محمد ابراهيم مبروك  أن الترجمة هي احتياج عميق إلى المعرفة، و أن الترجمة جسر يمكن من خلاله التنقل بين الحضارات، لذلك فإنه لا توجد ترجمة لمجرد الترجمة وإهدار للوقت، والشعوب التى تقدم إنجازات عظيمة دائما ما تكون هي الجاذبة للترجمة ويسعى الناس لترجمة أعمالها، فالكاتب الصينى الذي حصل على جائزة نوبل بدأ الكثير يترجم أعماله.

قائلا : بالنسبة لما يترجم من ثقافتنا العربية فهذا يرجع إلى الشعوب الأخرى ومدي احتياجهم لنا، وقال: "بدأت هذه المسألة في عهد الاستعمار بالاستشراق، عندما سعى الغرب إلى اختراق العقول العربية وبدأت إسرائيل تهتم بالأدب العربي، فلم تكن صدفة أن تهتم دولة العدو الصهيونى بأدب نجيب محفوظ الذي كان يصف فيه الحارة المصرية والحياة الشعبية للمجتمع، و أنهم دائما كانوا يبحثون عن الحياة الداخلية المصرية من خلال الأدب المصري" .

أشار مبروك إلى أن هناك نوع أخر ممن يبحث عن معرفة الشعوب العربية بعيدا عن الجانب السياسي وإنما للتعرف على ثقافة شعبنا وهنا يكمن واجب الفئة المثقفة ، لأن هذا هدف ثقافي وليس استعمارى، وهذا يخلق علاقة عميقة بين شعوبنا والشعوب الاخرى، ومثال ذلك الأدب الروسى الذي يسعى لترجمة الإدب العربي ليس لهدف سوى الثقافة وتدعم دولتهم هذا الأمر بكل وعى وإدراك لهذا الدور المهم.

وعبر  مبروك عن أسفة لما آل إليه حال ترجمة الأدب في مصر من أن أنه أصبح يندرج تحت منطق التبعية والسلطة والمحسوبية، وهذا أساءة للاختيار مما ساهم في تقديم صوة غير حقيقية عن الأدب العربي وعن كتابنا الحقيقين، وطالب الدولة أن تقوم بدورها في تصدير الثقافة العربية للغرب وقال "أملى أن تقدر الحكومات الدور الذي نلعبه نحن المثقفين مع مثقفي الشعوب الأخرى في خلق جسر يصل أدبنا بأدبهم" .
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق