Home » » كلام مهم ..العند يورث الثورة ومناقشة كتاب "حوليات مصر السياسية "بمعرض الكتاب

كلام مهم ..العند يورث الثورة ومناقشة كتاب "حوليات مصر السياسية "بمعرض الكتاب

رئيس التحرير : Unknown on الخميس، 31 يناير 2013 | 7:31 م


أكد الدكتور أحمد زكريا الشلق، أستاذ التاريخ الحديث  ،أن فولتير خفف التاريخ من المبالغات التي كان يقع فيها المؤرخون المسلمين وأن كتاب "حوليات مصر" رجع إليه الساسة لتدبر دستور 1923 .

والكتاب رغم أنه يرصد الأوضاع السياسية وتطوراتها بين عامى 1924 -1930 إلا أنه يعد مصدرا مهما لمعالجة القضايا المعاصرة.. وقد التقى جمهور معرض القاهرة الدولى للكتاب أمس بالكاتب الكبير د. أحمد زكريا الشلق ضمن محور كاتب وكتاب لمناقشة كتاب "حوليات مصر السياسية" لأحمد شفيق باشا.

فى البداية أوضح الشاعر فتحي عبد الله – الذي أدار اللقاء – أن الكتاب الذى قدمه وأعد له الدراسة وألفه أحمد شفيق باشا، يرصد التطور السياسي لمصر منذ النصف القرن 19 وحتى القرن العشرين.

الكتاب مكون من عشرة أجزاء صدر منه، ثلاثة أجزاء، ويأخذ الكتاب أهميته من أشياء كثيرة، منها تعرضه لتحول مصر من ولاية عثمانية إلى ملكية دستورية، والملكية الدستورية تعني أن يتولى حاكم عن طريق الأسرة بينما القوى السياسية تشكل البرلمان المصري وهذه كانت بادرة جيدة فى تاريخ مصر، أما الآن فنحن لم نصل بعد إلى شكل برلماني مقنع.. كما يتعرض الكتاب لحوادث مهمة لعبت دور في تطور العمل السياسي كثورة عرابي ودستور 23.

من جانبه بدأ الدكتور أحمد زكريا الشلق، أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس مشيرا إلى أهمية الكتاب خاصة فى الفترة الراهنة وقال: أشرفت على طباعته لأنه يشكل مصدرا مهما من مصادر تاريخ مصر، كما أن الكثير يمكنه أن ينقل عنه ويقتبس الكثير من الحقائق.

وأضاف: الكتاب صدر تمهيد عنه في ثلاثة أجزاء، الجزء الأول يتناول الفترة من عصر عباس الأول حتى عام 1923 ويستعرض فيه تطور مصر في الفترة التي لم يعاصرها فكتب عن الخديوي إسماعيل و الخديوي توفيق وركز في الجزء الثاني على مصر في الحرب العالمية الأولى وكان وقتها المؤلف يعمل في مصر ويجمع كل القصاصات والمراسيم التي تصدر لأنه كان محب للجبرتي وكان يريد أن يؤرخ مثله.

وفسر الدكتور زكريا معنى كلمة "حوليات" التي سمي بها الكتاب قائلا: حوليات تأتي من حول ومعناها العام أو السنة، مشيرا إلى أن الكتاب قديما كانوا يكتبون التاريخ بهذه الطريقة، وهي تعد تطور للكتابة، أول من قدمه كان الجبرتي حيث يرصد التاريخ بنظرة نقدية وليس رصد فقط للماضي، ثم تطورت الكتابة التاريخية مرة أخرى لتصبح تاريخ موضوعات ولا يكتب بالطريقة الحولية، ويعد شفيق باشا مؤلف الكتاب هو أخر كتاب الحوليات.

وأشار الدكتور زكريا إلى أن الكتاب يتضمن الوثائق التي استند إليها وهو عكس ما كان يفعله كتاب الحوليات قديما فلم يكونوا ينشرون الوثائق التي يحصلوا منها على معلوماتهم ويكتفون برصد يومياتهم .

وتابع: عندما يتحدث المؤلف عن دستور 23 نجده يتحدث عن الظروف المناخية التي جعلت المصريين يطالبون بالدستور، وكيفية اختيار اللجنة التي كتبته، والأجواء التي كتب فيها الدستور والصراعات التي نشأت .

وأكد الدكتور زكريا انه لو اجتمع عشرة من كبار المؤرخين الآن لن يستطيعوا كتابة الكتاب، وان استطاعوا لن يكون كما كتبه المؤلف بمفرده، لافتا إلى انه لم يترك أي شيء في هذا العهد إلا وذكره في كتابه .

وأوضح أن قيمة هذا الكتاب تنبع من احتوائه على تاريخ لمصر في فترة زمنية مهمة يعود إليها الكثير من السياسيين والباحثين والإعلاميين الآن نظرا للأحداث التي تمر بها البلاد، وضرب مثال بدستور 23 الذي ورد في الكتاب وكيف عاد إليه الكثير الآن عند كتابة الدستور الحالي، فهذه الحوليات تشكل مصدر مهم لدراسة قضايانا المعاصرة.

واستطرد: عندما نريد الحديث عن الوفد لابد أن نعود لتاريخه، وبالتالي سنضطر إلى العودة لهذا الكتاب، لمعرفة كل الحقائق حول الوفد، لأننا لو عدنا إلى جريدة الوفد فمن الطبيعي أننا سنجد كل ما نشر بها هو تمجيد للزعيم سعد زغلول.

لذلك نحن نصنفه كمصدر لكتابة التاريخ، وليس كتاب تاريخي، فالكتاب يستفيد منه المثقفون ورجال السياسة الذين يريدون معرفه قضايا قديمة موثقة ليعالجون المشكلات الحالية وكذلك الباحثون والأفراد، فما من قضية تتعلق بالنظم السياسية إلا ولها جذور في هذه الحوليات.

وعن حياة أحمد شفيق باشا مؤلف الكتاب، قال الدكتور زكريا: أنه ولد في عام 1860 وينتمي للطبقة الوسطى، حيث كان والده يعمل في إحدى الدوائر التابعة للخديوي عباس الأول.

وأضاف: عندما كان صبي صغير، اختاره الأمير محمد توفيق، قبل أن يكون خديوي، وسط مجموعة من الشباب من أبناء العاملين في دوائرهم، لدخول المدارس الابتدائية الحكومية وصرف عليهم، ولذلك نجد المؤلف منذ صغره وهو مدين للخديوي توفيق، وهو ما جعل بعض المؤرخين يسمونه بمؤرخ القصر وهذا غير صحيح، ثم عمل موظفا في قلم الترجمة بالقصر، وكان وقتها على صلة مباشرة بالخديوي عباس حلمي الثاني.

وكان يقوم المؤلف وقتها بقص الأخبار المهمة من الصحف الأجنبية والبرقيات ويقدمها للخديوي وهو ما حببه بالتاريخ وجعله يحتفظ بهذه القصاصات، حتى يكتب حولياته.

وتابع: اختلف المؤلف مع الخديوي عباس الثاني أكثر من مرة، لأنه لم يكن يوافق على كل سياساته ولكن لان الخديوي كان يحبه فكان يعفو عنه.

وقد أتاح له عمله في الديوان السفر إلى أوروبا، فأجاد اللغة الفرنسية، فقد كان موسوعة كبيرة في اللغات، وعندما طرد عباس حلمي الثاني من مصر خرج معه وكان أكثر وفاء له بالخارج، مما كان معه بالداخل.

وفي 1921 أيقن شفيق باشا أن محاولات الخديوي للرجوع إلى مصر فشلت، وفي إحدى المرات قدم تقارير للخديوي فلم تعجبه فعنفه، وهو الأمر الذي دفعه إلى أن يترك الخديوي ويعود لمصر، ووقتها كانت ثورة 1919 قد حدثت فرصدها رصدا دقيقا.

بعد عودته حاول العمل بالسياسة وكان يميل للوفدين، فحاول ترشيح نفسه على قائمة الوفد بعد دستور 23 ولكن الوفديين رفضوا، وقالوا له: "إحنا أغلقنا باب الترشيح فغضب وترك السياسة وكرر التفرغ لكتابه حولياته ومذكراته، التي أخرجها في  أربع أجزاء بعنوان "مذكراتي في نصف القرن".

ويذكر أن عمله في ديوان الترجمة، جعله يعلم أهمية الصحف، وأنها تشكل مصدر مهم من مصادر المعلومات، خاصة وأنها لا تنفصل عن المواطن، كما أنه قام بجمع المنشورات التي كانت تصدرها الأحزاب وقتها، كما رصد مراسيم الدولة الخاصة بغلق بيوت الدعارة وردود الأفعال وقتها على هذا القرار .

من جانبه عقب الشاعر فتحي عبد الله حول تسمية المؤلف "بمؤرخ القصر"، قائلا: أن الكتابة التاريخية منذ الإخباريات الأولى لعبت دور كبير في ما يسمى مفهوم السرد الذي نشأ منه فيما بعد الرواية والقصص القصيرة ومن الأدبيات الأولى في الأدب العربي كانت الأيام.

ودولة محمد علي كانت تعتمد على تطوير مفهوم السلطة بعيدا عن تحديث المجتمع المصري بكامله، فاعتقد أن لقب "مؤرخ القصر"، له أساس لأن المؤلف كان معني في كتابه بالقصر والقوى السياسية التي كانت معروفه وقتها، فلم يتحدث عن الانتفاضات الشعبية ولم تكن مثار تفكيره.

فرد الدكتور أحمد زكريا، قائلا: التاريخ خرج من رحم الأدب وهو نثر سردي ولكنه تحول إلى علم منذ كتب فولتير في القرن ال 18 حيث حول التاريخ إلى حقائق علمية به مسحة مهمة من الأدب، فالتاريخ خرج من رحم الأدب، وإذا خلا كتابة المؤرخ من المسحة الأدبية ستتحول إلى جفاف.

فيما عاتبت الدكتورة نجوان أحمد السعيد، أستاذ في التاريخ الإسلامي، وهي أحد الحضور في الندوة ،على حديث الدكتور زكريا عن فولتير والأدب وإغفاله للمؤرخين المسلمين، وقالت أعاتبك على ذلك، حيث أن المؤرخين المسلمين، عملوا موسوعات وكتاباتهم ممتعة جدا كالعسقلاني بالإضافة إلى تضمين كتاباتهم بالأشعار حتى يتم تخفيف جفاف المادة التاريخية كما كانوا يحكوا بأسلوب الحوليات وبأسلوب يجذب الأخر ليقرأ لهم الكتب.

من جانبه قال الدكتور زكريا أنه عندما تحدث عن "فولتير" كان يقصد انه حول التاريخ إلى حقائق مباشرة، فالمؤرخين المسلمين العظام كتاباتهم فيها الكثير من المبالغات ولم يكن فيها العلم الواقعي، فمثلا أرقام ابن "إياس" عن قتلى المعركة نجدها مبالغ بها، فهم أبناء مرحلتهم يسرفون في الوصف والسجع، أما هو فخفف من تداخل الشعر مع الأدب.
وأضاف: يمكن عمل حوليات ثورة يناير منذ بدأت والسنوات التي تليها، ولكن الأمر يحتاج مرور ما لا يقل عن 30 عام حتى تكون بعض الجهات قد أفصحت عن بعض الكواليس التي شاهدتها تلك المرحلة، في المقابل هناك فريق في دار الكتب والجامعة الأمريكية يجمعون كل ما ينشر في هذه الفترة ولكن لا يؤرخونها بل يجمعونها للمؤرخين.

وردا على سؤال من الشاعر أسامة عيد عضو اتحاد الكتاب حول كيفية حماية التاريخ من التزييف؟، قال الدكتور أحمد زكريا الشلق: هناك عبارة تقول اخضع من شئت إلى التاريخ، بمعنى أن لو التاريخ كتب بعدم مصداقية فسيأتي جيل ليعيد كتابته مرة أخرى، ويطور منه ويعدله.

وليس هناك تاريخ موضوعي 100 %، فنحن نجتهد كعاملين بالتاريخ إلى أن نصل إلى اكبر قدر من الموضوعية.

وحول سؤال مهندس زراعي عن أن الإصلاح أفضل من القيام بالثورات؟، قال الدكتور زكريا أن الثورات بديل للإصلاح، وليس العكس، لان النظام السابق لو كان أصلح من حاله لم تكن هناك مشكلة ليثور عليه أحد، ولكن الثورة حدثت عندما وجهت العديد من الأطراف النصح والكثير من الوعظ للنظام السابق ومع ذلك لم يكترث لها.

فالشاب عندما نزل إلى التحرير لم يقصد ثورة وإنما فوجئ بالنظام يعانده وفي المقابل ارتفع سقف المطالب، وهكذا بدأت الثورة، ولو استمر العناد في الأحداث الحالية ممكن أن تأتي الثورة مرة ثانية.
 
وأضاف: ففي ظل الأوضاع الحالية كنت أتمنى أن يقول الرئيس محمد مرسي للمعارضة شكلوا لجنة وضعوا صيغة توافقية حول الدستور، لكن يبدو أن من حوله نصحوه بدعوة الشعب للاستفتاء خلال 15 يوم، رغم أن المستشار طارق البشري أوضح أن من حق الرئيس مد المهلة.
ولو استمع الرئيس للمعارضة ودعا للتوافق لوفر مليار جنيه صرفت على الاستفتاء، فما فعله الرئيس يطلق عليها سياسة لي الذراع، وعليه أن يعي أن الكتلة التي لم تنتخبه كتلة ضخمة لابد من وضعها في الاعتبار .
أسوأ شيء في الدنيا العناد وادعاء احتكار الحقيقة والصواب، خاصة أن قطاع كبير من الشعب 
يشارك الآن.. والنتيجة أن الكثير من القرارات يتم التراجع فيها، وآخرها قرار حظر التجوال فى مدن القناة الذى اخترقه الناس فتم التراجع عنه فى يومين.

وتابع: لماذا كل هؤلاء الجرحى فهم أبناء الوطن، وحتى لو هما عيال وأخطئوا ما فيش حاجه اسمها قتل.
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق