بقلم :حسنى الجندى
استطاعت الولايات المتحدة الامريكية من ان تضع منظومة دولية وتفرضها على كل دول العالم للتنفيذ فى اى زمان واى مكان من خلال المنظومة العسكرية التى اعدتها لمواجهة بما يسمى الارهاب وقد راى الجميع مدى انزعاج الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا والدول الغربية من سيطرة الاسلاميين فى مالى على الساحة السياسية والعسكرية وهذا يتعارض تماما مع سياسة مكافحة الارهاب التى تدعيها الولايات المتحدة الامريكية لمواجة مد التيارات الاسلامية فى اى بقعة من بقاع العالم ولذا فبعد عودة الطوارق الاسلاميين الى مالى بعد انهيار النظام الليبى ومصرع معمر القذافى وانقسامهم الى فريقين واجهوا بعضهم البعض ففريقا انضم لكتائب القذافى وفريقا اخر انضم للثوار ولكن بعد ان وضعت الثورة الليبية اوزارها عاد الطواق الى مالى مرة اخرى وهم مزودين بكافة انواع الاسلحة والمدافع والرشاشات مما ادى لتمكنهم من السيطرة على شمال مالى واتخذوا من ازواد مركزا استراتيجيا لانطلاقهم فى مواجهة الجيش المالى وللسيطرة على البلاد ولا يسعنا ان ننسى او تنناسى الدور الذى لعبتة الولايات المتحدة الامريكية فى هذا الشان فقد انفقت امريكا 5و6 مليون دولار فى اطارتقديم الدعم والمساعدات العسكرية لجنود الجيش المالى بخلاف الدعم المعنوى وقد انفقت هذة المبالغ على ما يسمى بمبادرة الساحل وتم توزيع هذا الدعم على كل من مالى وتشاد والنيجر وموريتانيا تحت ستار وعنوان مكافحة الارهاب وتعد زيارة الجنرال تشارلز والد قائد القوات الامريكية الى غانا ونيجيريا والجزائر وانجولا وجنوب افريقيا ونامبيا والجابون والنيجر وتونس سنة 2003 بمثابة عقد معاهدة مع هذة الدول لتقديم الدعم المالى والعسكرى اليها بحلول سنة 2004 وتم توصيل هذا الدعم الى القوات الافريقية المكونة من مجموعة الدول السابق ذكرها والتى شاركت فى معركة السلطات ضد الجماعة السلفية للدعوى والجهاد ومن خلال هذة الاتفاقيات المشبوهة تمكنت الولايات المتحدة الامريكية من رفع شعار مكافحة الارهاب وفرضت هذا الشعار على اغلبية دول العالم حتى يمكنها التدخل العسكرى فى اى دولة فى العالم حين تحديد المكان والزمان والهدف والواضح ان الولايات المتحدة الامريكية قد استخدمت كل الاجهزة الاعلامية والدعائية علاوة على استخدامها لرؤساء وملوك حكام العديد من دول العالم فى افريقيا واسيا ومنطقة الشرق الاوسط للترويج للحرب على ما يسمى بمكافحة الارهاب والولايات المتحدة الامريكية تعلم علم اليقين ان قارة افريقيا الغنية بالموارد المعدنية والنفطية ستصبح فى خلال سنوات قليلة المصدر الرئيسى لها بالنسبة لاستيراد النفط ومن المنتظر ان تستورد ما يصل الى 25% من النفط من القارة الافريقية بحلول عام 2015 وحاليا تستورد نسبة 8% من نيجريا و7%من انجولا وتضع نصب عينيها على خليج غينيا كهدف استراتيجى للحصول على ا لغاز وحيث ان القارة الافريقية تشكل عنصر حيوى هام للولايات المتحدة الامريكية فى سياستها الخارجية فقد سعت الى تشكيل قوة عسكرية تحت مسمى افريكوم سنة 1996 واستبدلت هذا المسمى باسم مبادرة الاستجابة للازمات الافريقية بهدف تدريب القوات الافريقية على السلاح وتقديم المساعدة الانسانية لتفعيل وجود دور للقوات الامريكية على الاراضى الافريقية فى اطار المخطط الامريكى لما يسمى بمواجهة او مكافحة الارهاب وقد تم تعديل صياغة المبادرة الافريقية ليصبح المسمى الرئيسى لها برنامج المساعدة على التدريب او اكوتا وذلك بهدف معلن للحفاظ على السلام وتقديم المعونة الانسانية لدول غرب ووسط افريقيا بالاضافة الى تدريب القوات الافريقية على التدريبات الهجومية وخاصة فرق المشاة النظامية فى الجيش المالى الذى تم تزويدة بكل انواع الاسلحة المتطورة ولربط الاحداث ببعضها لابد وان نعود الى مقولة الرئيس الامريكى جورج بوش اثناء احدى جولاتة الافريقية فقد قرر بانة لن يسمح للارهاب بان يهدد الشعوب الافريقية ومن هذا المنطلق بادرت كل ا لدول الافريقية برفع شعار مكافحة الارهاب ونكون منصفين اذا قلنا ان الولايات المتحدة الامريكية دشنت تحالف بصورة او باخرى مع كل من دولة تشاد ومالى وموريتانيا والمغرب والنيجر والسنغال والجزائر وتونس فى احد الاجتماعات السرية بمقر قيادة القوات الامريكية فى شتوتجارت كما ان زيارة كولن باول الى دولة الجابون وانجولا سنة 2002 وزيارة الرئيس الامريكى بوش الى كل من السنغال ونيجيريا وبتسوانا واوغندا وجنوب افريقيا فى سنة 2003 ياتى فى اطار ايجاد منظومة عسكرية امريكية فى شمال ووسط وغرب افريقيا ولكن عودة الجنود الماليين الطوارق من ليبيا الى ازواد غير كل الموازين واصاب الولايات المتحدة بالرعب والفزع الشديد بعد ان قاموا بالسيطرة على شمال البلاد واصبحوا على مشارف العاصمة المالية فدفعت الولايات المتحدة بحركة انصار الدين لتكون وسيط فى التفاوض بين الطوارق الاسلاميين والحكومة المالية لايجاد حل وسط يرضى الطرفين ويصب فى مصلحتها وتم طرح اعطاء اقليم ازواد حكما ذاتيا يسمح للطوارق باقامة دولة اسلامية وتطبيق الشريعة فيها الا ان هذا الحل كان المقصود بة تعطيل تقدم الاسلاميين نحو ا لعاصمة المالية لحين تدخل فرنسا واشتعال نيران الصراع المسلح داخل دولة مالى الغنية باليورانيوم الذى يداعب خيال فرانسو هولاند الرئيس الفرنسى وبحركة مباغتة قامت حركة انصار الدين وتنظيم القاعدة ببلاد المغرب العربى وحركة التوحيد والجهاد فى غرب افريقيا وجماعة ملثمون المنشقة من تنظيم القاعدة بقيادة مختار بلمختار بتجميد المفاوضات و ارسال قواتها باتجاة تمبكتو فى وسط مالى لمهاجمة ولاية موبتى لا يهام الفرنسين والماليين بان الاسلاميين الطوارق قد قرروا مهاجمة العاصمة باماكو للسيطرة عليها وفورا تلقت فرنسا التعليمات والتصريحات من حليفها الامريكى لسرعة التدخل ووقف زحف الاسلاميين الطوارق على باقى اجزاء دولة مالى التى كانت ستقع فى ايديهم خلال ايام ما لم تتدخل فرنسا المدعومة جوا بالولايات المتحدة الامريكية والجزائر التى فتحت الاجواء امام الطائرات الامريكية والفرنسية لضرب الاسلاميين فى مالى وتبادر الولايات المتحدة الامريكية بتقديم الدعم اللوجيستى للقوات الفرنسية بالاضافة الى ارسال قوات اخرى من الدول المجاورة لمحاصرة الاسلاميين فى مالى والقضاء عليهم وقد خشيت كل من الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا من قيام جمهورية اسلامية فى مالى على ايدى الطوارق الذين فتحوا الطريق امام طارق ابن زياد لعبور مضيق جبل طارق لفتح بلاد الاندلس فى عصر الدولة الاسلامية الكبرى وهذا هو ما طاف باذهان الامريكان والفرنسين وغيرهم مما دفعهم لسرعة التدخل علاوة على ان ا لرئيس الفرنسى هولاند تداعبة احلاما قديمة بالعودة الى العصور السابقة واحياء ذكرى المستعمرات الفرنسية فى افريقيا وفى الشرق ومن هنا فلا يغيب عن بالنا بان فرنسا الان تحارب بالوكالة عن الولايات المتحدة الامريكية التى باتت تخشى التدخل بقواتها العسكرية فى اى منعطف دولى بعد خسارتها فى الصومال وفى العراق وافغانستان فدفعت بفرنسا لتحمل اللواء بدلا منها لمواجة الاسلامين فى مالى ويتضح من سرد الوقائع بان الولايات المتحدة الامريكية التى قامت ببناء قواعد لها فى اغلبية مناطق العالم لمحاربة مد التيارات الاسلامية والدينية تحت ادعائها مكافحة الارهاب تنفذ اجندتها الان فى منطقة الشرق الاوسط فى كل من ليبيا واليمن وتونس وسوريا واخيرا مصر بعد صعود التيارات الاسلامية الى راس السلطة فى هذة الدول ولم تغفل عما يحدث فى مالى فانابت فرنسا للقضاء على الاسلاميين فى دولة مالى وتواصل المؤسسة العسكرية الامريكية خططها الاجرامية تجاة الاسلاميين فى كل مكان بالعالم
إرسال تعليق