Home » » العنف يشتعل في مصر بعد فرض الطواريء

العنف يشتعل في مصر بعد فرض الطواريء

رئيس التحرير : Unknown on الثلاثاء، 29 يناير 2013 | 11:37 ص



Photo

(رويترز) - قتل شخصان بالرصاص يوم الاثنين في اليوم الخامس من أحداث العنف في مصر التي قتل فيها نحو 50 شخصا ودفعت الرئيس الإسلامي محمد مرسي إلى فرض جزئي لحالة الطواريء في محاولة لإنهاء موجة من الاضطراب تجتاح أكبر الدول العربية سكانا.

وتشمل حالة الطواريء التي فرضها مرسي يوم الأحد مدن بورسعيد والإسماعيلية والسويس المطلة على قناة السويس.

ونشر الجيش قواته من قبل في المدن الثلاث ووافقت الحكومة يوم الاثنين على مشروع تعديل قانوني يمنح أفراده سلطة الضبطية القضائية التي تتيح للعسكريين إلقاء القبض على المدنيين.

ووافق مجلس الشورى الذي يتولى التشريع لحين انتخاب مجلس النواب خلال الشهور المقبلة على مشروع التعديل.

وقال مصدر في مجلس الوزراء لرويترز إن أي محاكمات بالنسبة لمن يلقي رجال الجيش القبض عليهم ستكون أمام المحاكم المدنية. لكن يرجح أن تثير هذه الخطوة غضب المحتجين الذين يتهمون مرسي باستخدام وسائل التنكيل بالمعارضين التي اتبعها سلفه حسني مبارك.

وبعدما توحدت صفوف الاسلاميين والليبراليين خلال الانتفاضة التي اطاحت بمبارك قبل عامين أصبحت الساحة السياسية في مصر تشهد استقطابا حادا.

ورغم أن الإسلاميين كسبوا الانتخابات البرلمانية والرئاسية الا أن فصائل المعارضة المتباينة وحدت صفوفها ضد مرسي الذي تحرك في أواخر العام الماضي لتوسيع سلطاته وعمل لإصدار دستور يحمل صبغة إسلامية وطرحه للاستفتاء على عجل مما تسبب في عنف في الشوارع.

ورفض معارضو مرسي يوم الاثنين دعوة وجهها يوم الأحد لحوار وطني. ويتهمه المعارضون بخطف الثورة والالتفات فقط إلى حلفائه الإسلاميين وخلف وعده بأن يكون رئيسا لكل المصريين.

ويقول الإسلاميون إن منافسيهم يريدون الإطاحة بمرسي بطرق غير ديمقراطية على الرغم من أنه أول رئيس منتخب بحرية لمصر.

وخرج ألوف المحتجين المناوئين لمرسي إلى الشوارع يوم الاثنين في القاهرة ومدن أخرى في الذكرى الثانية لأحد أكثر أيام الانتفاضة على مبارك دموية والذي عرف بجمعة الغضب. واستمرت الانتفاضة 18 يوما.

وفي مدينة الإسكندرية التي تقع على البحر المتوسط هتف ألوف المتظاهرين "ارحل" و"الشعب يريد إسقاط النظام" و"يسقط يسقط حكم المرشد" في إشارة إلى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع.

ومنذ انتخاب مرسي الذي دفعت به جماعة الإخوان المسلمين إلى انتخابات الرئاسة واجه سلسلة من الأزمات السياسية والمظاهرات العنيفة مما عقد جهوده لإحياء الاقتصاد والإعداد لانتخابات برلمانية يفترض أن تعزز الديمقراطية في البلاد.

وزادت حالة عدم الاستقرار في مصر قلق الدول الغربية التي يخشى مسؤولون فيها تغير وجهة الدولة العربية المهمة في الشرق الأوسط والتي تربطها معاهدة سلام مع إسرائيل.

وفي القاهرة أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع على المحتجين الذين يرشقونها بالحجارة قرب ميدان التحرير مهد الانتفاضة التي أسقطت مبارك.

وقال مصدر أمني إن أحد المارة وعمره 46 عاما قتل بطلق ناري. ولم يعرف من أطلق عليه النار.

واستولى المحتجون على عربة مصفحة للشرطة واحرقوها في ميدان التحرير. وأظهرت لقطات بثتها قناة الجزيرة مباشر مصر التلفزيونية حرق مصفحة أخرى في مكان قريب.

وقال إبراهيم عيسى وهو طاه عمره 26 عاما بينما وضع يديه على عينيه اتقاء للغاز المسيل للدموع "نريد أن نسقط النظام وننهي الدولة التي يقودها الإخوان المسلمون."

وزاد من حدة الاضطراب السياسي وعنف الشوارع قرار محكمة جنايات بورسعيد يوم السبت بإحالة أوراق 21 متهما للمفتي تمهيدا للحكم باعدامهم في قضية مقتل أكثر من 70 من مشجعي كرة القدم بعد مباراة في المدينة قبل عام.

وفي بورسعيد لقي محمد الغريب (22 عاما) حتفه متأثرا باصابته بالرصاص اثناء اشتباكات قرب قسم شرطة العرب.

وضمن إجراءات الطواريء في مدن القناة يسري حظر التجول من الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي (1900 بتوقيت جرينتش) حتى السادسة صباحا (0400 بتوقيت جرينتش).

وتحدى سكان في المدن الثلاث حظر التجول. وهتف مئات في الإسماعيلية بسقوط النظام. وشارك ألوف من النشطاء والسكان في مسيرة بعد الساعة التاسعة مساء في مدينة السويس وقد أطلقوا الألعاب النارية مرددين هتاف "الشعب يريد إسقاط النظام".

وفي مدينة بورسعيد نظم ألوف السكان والنشطاء أربع مسيرات رددوا خلالها هتافات منها "يسقط يسقط حكم المرشد".

وقال شاهد عيان من رويترز إن قوات الجيش فتحت طريقا تسيطر عليه أمام إحدى المسيرات.

وشارك مئات النشطاء في مسيرات مناوئة للحكومة في مدينتي المحلة الكبرى وكفر الشيخ بدلتا النيل ومدينة المنيا جنوبي القاهرة.

وأعلن مرسي الإجراءات يوم الأحد قائلا "إن حماية الوطن مسؤولية الجميع وسنواجه أي تهديد لأمنه بقوة وحسم و(أي تهديد) للمتلكات بقوة وحسم فى ظل دولة القانون." لكنه اثار انتقادات كثيرين من معارضيه حين رفع أصبعه وسدده باتجاه الكاميرا أثناء كلمته.

وقدم الرئيس العزاء لأسر القتلى في أحداث العنف. لكن دعوته لاجتماع للحوار الوطني يوم الاثنين رفضتها جبهة الإنقاذ الوطني التي تقود المعارضة. وقبل الدعوة للحوار الذي عقد مساء يوم الاثنين حلفاء مرسي الإسلاميون ومتعاطفون معه.

ووصفت جبهة الإنقاذ الوطني الحوار بأنه شكلي وغير جدي ووضعت شروطا للمشاركة لم يستجب لها مرسي في السابق مثل تشكيل حكومة إنقاذ وطني. وطالبت الجبهة مرسي أيضا بتحمل المسئولية السياسية والجنائية عن سفك الدماء في البلاد.

ونأت جبهة الإنقاذ بنفسها عن أحداث العنف الأخيرة لكنها قالت إن مرسي تأخر في اتخاذ إجراءات أمنية تمنع العنف.

وقال المتحدث باسم جبهة الإنقاذ خالد داود "بالطبع نشعر بأن الرئيس لا يضع يده على المشكلة الحقيقة الماثلة على الأرض وهي سياساته هو."

وقال نشطون آخرون إن إجراءات مرسي لفرض حالة الطواريء بقصد فرض النظام على اضطرابات الشوارع يمكن أن تأتي بأثر عكسي.

وقال أحمد ماهر المنسق العام لحركة شباب 6 ابريل التي ساعدت في الانتفاضة التي أسقطت مبارك إن الأحكام العرفية والطواريء والسماح للعسكريين بإلقاء القبض على المدنيين ليست حلولا للأزمة.

وأضاف أن هذا سيؤدي لمزيد من غضب الشباب وأن الحل يجب أن يكون سياسيا يصل إلى جذور المشاكل.

وشارك ألوف المشيعين يوم الاثنين في جنازات سبعة أشخاص قتلوا في بورسعيد يوم الأحد أثناء جنازات 33 شخصا قتلوا يوم السبت معظمهم بالرصاص.

وقال نشطاء حقوقيون إن فرض الطواريء خطوة إلى الوراء بالنسبة لمصر التي ظلت تحت الطواريء 30 عاما فترة حكم مبارك. واستخدم مبارك بنود قانون الطواريء في القبض على معارضيه السياسيين وبينهم أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين ومنهم مرسي نفسه.

وقالت هبة موريف من منظمة هيومان رايتس ووتش في القاهرة إن الشرطة لا تزال ممقوتة بالنسبة لكثير من المصريين بسبب أساليبها القاسية في عهد مبارك وقد صار لها الحق الآن في إلقاء القبض على الأشخاص دون مسوغ قضائي بل لمجرد الاشتباه.

وأضافت أن هذا يعرقل جهود تشكيل قوة شرطة مؤهلة ومحترمة.

وتابعت أن من غير المنطقي توقع أن يكون من شأن الطواريء تعزيز الأمن بل ستولد الغضب ضد وزارة الداخلية التي ستتخذ إجراءات قاسية ضد المواطنين.

(شارك في التغطية سعد حسين وياسمين صالح وعمر فهمي في القاهرة ويسري محمد في الإسماعيلية وعبد الرحمن بصلة في بورسعيد وأمل عباس في السويس وهيثم فتحي وعبد الرحمن يوسف في الإسكندرية وتريزا كمال في المنيا وأحمد عشري في كفر الشيخ - إعداد محمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير عماد عمر)

إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق