Home » » ثقافة الطرقات وثقافة القراءات..بقلم:نادية النادى

ثقافة الطرقات وثقافة القراءات..بقلم:نادية النادى

رئيس التحرير : Unknown on الجمعة، 25 يناير 2013 | 6:55 ص


بقلم:نادية النادى 

نوعان من الثقافة يختلفان فى المتعاملين بهما فى الماضى والحاضر , فى مقارنة بسيطة قد توضح لنا , مدى التفاعل فى المجتمع من خلالهما, وبما يكشفانه من حبايا بين طياتها اسرار المجتمع ,

الثقافة الاولى تعتمد من وجهة نظرى على التفاعل الاجتماعى بين الطبقات الدنيا , الا انها فى الماضى كانت تتضمن معانى وقيم لا يمكن الخروج عنها, هناك اعراف وقوانين تعمل اقوى من اى تشريع, وكان الرجوع الى كبار القوم فى حل المنازعات , والخلافات ولا رد لحكم يصدر, وقد يكون هذا متبع فى المناطق البعيدة عن المدنية,التى مازالت تتمسك بقيمها وقبليتها,

وهذالاينتقص من قدرها ومكانتها, فهى ثابته على مرجعيتها , بما يميزها عن غيرها.

جانب اخر من ثقافة الطرقات اتت عليه بعض المدخلات التى غيرت تشكل الفكر والوجدان, بعد ان تدخلت وسائل الاتصال بمختلف انواعها , وكان للدراما وما يتلقاه المواطن العادى تاثير , واضح فقد تشكل بصورة مختلفة ,اضف الى ذلك الاحتكاك والتعامل , بين ابناءها لم يعد كما كان ,فقد انتهت عملية الانصياع لحكم الكبار,واصبحت احكامهم تنبع من هوى النفس,ونقل خبرات الاصدقاء, اضف الى ذلك اننا نجد ان المعرفة هنا بخبراتها اختلفت عن الماضى فى الماضى كانت موروثة وتنقل بامعان , اما الان فهى نقل لهوى النفس وراحتها.

اخلص من هذه النقطة الى اننا فقدنا هوية كانت لها قيمتها المؤثرة بين ابناء هذه الطبقة ,اصبحت نوع من التراث, اما ما نجده الان فهو مثل الزبد لن يمكث فى الارض , فهو ثقافة مزيفة.

....... اما النوع الثانى كان يمارس بين الطبقة الوسطى وعلية المجتمع, وكانت القراءة للادب تعد مصدرا هاما لثقافته ومرجعيته الفكريةوتميزه,, بجانب احترام القيم المتوارثة لديهم, فالادب كانت له مكانته وكذلك الشعر,فى رفع رايتهم ومكانتهم,وكانت لهم قدرة على التذوق وصياغة الحياة بصوره جيدة

واهم شيئ انه كان يتناول قيم مختلفة تؤكد على الاحترام, وبيان المكانه الاجتماعية,ومع التطور الذى طرا على المجتمع , وتحرره من قيوده اصبحت هذه الطبقات تشكل نسقا اجتماعيا مختلفا,

فما طرا عليها من تطور اقنصادى لعدد كبير دخلت اليه الثروة بطرق ما, الا انه من الطبقة الدنيا التى دخلت عالم اخر, غير عالمها تحمل معه الكثير من هويتها , وتذوب مع الطبقة الاعلى لتاتى الينا ثقافة , لها معايير واسس اساسها المال لا القيم, ليس لديها من العلم والمعرفة , وهى التى اتت على المجتمع بالضرر , لتمحى منه الثقافة والعلم, ويحل الجهل ,على المجتمع , وتضيع منه هويته, ويصبح مجرد ثرثرة .

وارى ان الفارق بين الثقافتين حاليا انعدم تماما, بعد اخطلاط الحابل بالنابل, ولا عزاء لهما
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق