اليهود في مصر

بقلم: صلاح منتصر

حتي بعد حرب فلسطين عام‏1948‏ واضطرار محمود فهمي النقراشي رئيس وزراء مصر لاشتراك جيش مصر في الحرب بناء علي إلحاح الملك فاروق الذي كان يطمع في أن تساعده هذه الحرب أن يحقق مطمعه في أن يكون خليفة المسلمين العرب‏.

ظل اليهود المقيمون في مصر الذين كانوا يبلغون أكثر من مليون ومائة ألف يهودي يتمتعون بكامل حقوقهم واعمالهم. يدل علي ذلك أن عددا من المحال الكبيرة التي كان يمتلكها اليهود جري إحراقها في حريق القاهرة في26 يناير1952.

وكانت هذه المحال وأشهرها شيكوريل وأوركو وشملا وبنزايون وداود عدس وجاتينيو وغيرها تلقي حتي ذلك الوقت إقبالا كبيرا من مختلف المصريين دون أية حساسية من جنسية أصحابها اليهود.

وأكثر من ذلك فإنه في أول لجنة لوضع دستور جديد للبلاد بعد ثورة52 فإن جمال عبد الناصرالذي حاصره اليهود في الفالوجة في أثناء اشتراكه في حرب فلسطين عين المحامي اليهودي زكي عريبي عضوا في هذه اللجنة كممثل لليهود مما كان يعني اعترافه باليهود كشركاء في تشكيل المجتمع في مصر.

وقد ظل عدد اليهود في مصر يمثل أكبر الطوائف اليهودية في العالم العربي وأكثرهم نفوذا ومشاركة في مختلف المجالات, وإن كانوا جميعا قد توافدوا إلي مصر في دفعات مختلفة تتابعت مع المذابح التي جرت لهم في أوروبا, وكانوا يهربون منها إلي العالم العربي بصورة عامة ومصر بصورة خاصة.

ونتيجة لذلك أصبح في مصر ثلاث فئات من اليهود أقلهم عددا اليهود المصريون الذين اعتبروا أنفسهم من ولاد البلد وهؤلاء كان عددهم عام1948 في حدود11 ألفا, يليهم اليهود الأجانب الذين وفدوا من جنسيات مختلفة واحتفظوا بجنسياتهم الأصلية وهؤلاء قدر عددهم بـ400 الف, ثم الفئة الثالثة اليهودالمتمصرون الذين وفدوا وتخلوا عن جنسياتهم وتجنسوا بالمصرية وكان عددهم756 ألفا.

وكعادتهم أقام معظم اليهود في جيتو بحي درب البرابرة بالقاهرة, وتركز نشاطهم في التجارة دون الصناعة والزراعة, بدءا من المحال الضخمة إلي الباعة المتنقلين الذين يحملون بضاعتهم علي أكتافهم." صحيفة الاهرام"