غادة هيكل تكتب : عفوا فأنا مصرية

غادة هيكل

عندما أقول انا مصرية فانا بنت هذه الارض التى شملت من العلماء والمثقفين وأولو الحكمة الكثيرين ، وعندما أتذكر أنه لا توجد دولة بالعالم إلا وبها مفكر او عالم أو صاحب فكر أو حتى طالب علم مصرى ، أحزن كثيرا ،لأنى أرى أن مصر بكل تاريخها وحضارتها ومفكريها ومبدعيها لا يمكن أن تتحول إلى مجرد قطعان لها راعى يسوقها ولا تستمع إليه فتتشتت فى كل اتجاه بلا منطق ولا راشد ولا دليل ، ولا تكتفى بذلك بل أن كل مجموعة يترأسها عفى قوى يسير خلفه سرب ما فيأخذ طريقا معاكسا فلا الراعى يستطيع تجميع شتاتها ولا القوى يستمع لنداءه ن ويظل المغيبون لا يستمعون إلى صراخه لماذا ؟لأن العقل قد تغيب والقلب قد تشتت والفكر قد أضمحل وتركز فى اتجاه العنف ، ولماذا أيضا؟ لأن علماء مصر مغيبون ، واقتصاديوها يكتبون على الورق ويخططون ولا ينزلون إلى الشارع ، ولأان أهل العلم يكتبون ويشجبون ولا يتحدون ، ولأن أهل الأدب يستخدمون القلم فقط وهو ينزف بلا توقف والقارئ معدوم ، ولأن الساسة يبحثون عن مكاسب ومناصب ، ولأان الجماعات يبرهنون على أن صبرهم كالجبال ويتخذون مبدأ المتضرر عليه اللجوء إلى القضاء ، ويبقى الشعب فى محنته والقانون لا يحمى المغفلين ، ومع ذلك :

فمصر التى انتفضت وعلمت العالم على مدار تاريخ لا ينسى هى مهد الحضارة وقبلة الرسل والصحابة وهى نتاج العلم الذى لا ينضب وابناؤها على أى دين أو ملة هم مصريون يأكلون منها ويعيشون على أرضها ويعملون من أجلها أن فرقتهم الايدى فسوف يتعلمون الدرس مرة أخرى وكما قاموا بثورتهم أول مرة سوف يتحدون من اجلها ويجمعون شتاتهم للعمل مرة أخرى فمصر بابنائها فقط ستنهض لا بالدول الصديقة أو الحليفة أو حتى المانحة ، مصر لمصر ولن تكون لغيرها إلا على جثة كل مصرى ومصرية .