Home » » هشام عياد يكتب : احقنوا الدماء

هشام عياد يكتب : احقنوا الدماء

رئيس التحرير : Unknown on السبت، 10 أغسطس 2013 | 1:52 م

بقلم : هشام عياد

يتزايد الحديث عن الانقلاب العسكرى فى مصر ، ويتصاعد الامر كل يوم عن اليوم الذى سبقه وسط تحركات بطيئة من الرئاسة ومن الحكومة التى التزمت الصيام منذ اليوم الاول من حلفها اليمين كحكومة انقاذ ، وحقيقة الامر انها حكومة تحتاج الى من ينقذها ،
فهى ليست على المستوى الذى تتطلبه تلك المرحلة الخطيرة فى تاريخ مصر،
فالاختيار لم يراعى ان تكون هذه الحكومة حكومة كفاءات كما قال الفريق السيسى فى البيان الذى القاه يوم الثالث من يوليو،
وعليه فأن الامر كل يوم يزداد تعقيداً خاصة أن المجال أصبح مفتوحاً لرجال الحزب الوطنى الذين خرجوا من جحورهم التى أختبئوا فيها منذ تنحى مبارك فى الحادى من فبراير عام 2011 فضلاً عن مخاوف شعبية من تحدى رجال الدولة العميقة لثورتى 25 يناير و30 يونيه والعودة لما قبل الثورة الاولى ،
فى الوقت الذى نرى أن التحديات أمام الفريق عبد الفتاح السيسى نجحت فى عرقلته وابعاده بشتى الطرق عن الهدف الأصيل الذى جعله يتخذ قرار الإنحياز لارادة الشعب فى 30 يونيه ، فالرجل اصبح الأن مشتت بين الحرب على وباء الارهاب الذى انتشر فى سيناء أبان عزل محمد مرسى ،وبين اصرار الخارج على دخولنا فى حروب أهلية من خلال تهييج الاوضاع الداخلية بين طرفى النزاع القائم ،
كل هذا وسط أداء مرتعش من حكومة الببلاوى التى سيحكم عليها التاريخ انها حكومة عرجاء ضمت فى حقائبها أسماء يرفضها الشعب بحكم تاريخها الغير مشرف فى العمل السياسى، وافساح المجال أمام المشككين فى الثورة وتصويرها على انها انقلاب على الشرعية، فى اللعب على أوتار الفتنة التى يتصاعد لهيبها كل يوم بين ابناء الشعب الواحد،
فمهما كان خطأ الأخوان فلا ينبغى أن يخرج علينا من يحلل دمائهم ، ولاينبغى أن نقف مكتوفى الايدى مع الخارجين عن القانون من المنتمين الى الجماعة أو من خارجها، فالأمور باتت معقدة ، وهناك من ينفخ فى النار، ويدعم فكرة التخلص من الاخوان باعتبارهم فصيل خائن معدوم الوطنية، خاصة ان هناك تصور يرى أن تفويض الجماهير للفريق السيسى بمثابة تفويض بقتل المعتصمين فى رابعة والنهضة ،
فعلينا أن نستفيد من أخطاء الماضى وعلينا أن نستقطب كل هؤلاء المجروحين الذين علقوا كل أمالهم على محمد مرسى أن يخرجهم من قهر الحاكم الى الطير بهم فى عنان السماء ، ينبغى أن ندرك تلك الاحلام التى تبددت ، وعلينا أن ندرك الفقراء والمغيبين الذين يقفوا الان بجانبهم أملاً فى حياة تحفظ لهم أدميتهم ،
علينا أن نتعامل معهم أنهم مصريين لهم حق التعبير ، بشرط الا يحمل أحداً منهم السلاح ويحض على العنف والاقتتال ، أو يتعدى بالقول على شرف العسكرية المصرية ، أو يساعد فى تشويه الجيش المصرى العظيم .
اننا نعيش فترة عصيبة قدر لنا أن نكون جزءاً لا يتجزأ من الحدث الدائر فى محيطنا جميعاً وقدر لنا أن ننظر للأمور بموضوعية بعيداً عن العصبية والتشنج سواء كنا من المؤيدين لعزل محمد مرسى أومن الرافضين لعزله ، ففى النهاية نحن شعب واحد تربينا فى أرض واحدة ويجب أن يدرك كل منا رغبات وطموحات الأخر بعيداً عن الهمجية والشعارات التى أصبحت تدر دخلاً على اصحابها دون الوعى بمقتضى تلك الشعارات ، التى يجب ان تجمعنا ولا تفرقنا ،
ويجب علينا من الان فصاعداً أن نتخلى عن فكرة العناد والمكابرة ، وان يكون حديثنا كيفية فك طلاسم المعضلة داخل حدودنا من خلال حكماء الوطن بعيداً عن وساطة بلدان تكن لنا كل الحقد والشماتة.
والعمل بقول الله عز وجل ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ الله مَعَ الصَّابِرِينَ “
صدق الله العظيم

إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق