ثورة الملوتوف

بقلم : غادة هيكل

الثائر المحترم الذى اتخذ من ميدان التحرير رمزا له حيث يتجمع المناضلون والمطالبون بحريتهم فى سلمية هى شعار اصبح كلمة بلا معنى ، لماذا تنتقل إلى الشوارع المحيطة وتفقد حماية الميدان لك وتجمع المريدين حولك والثائرين مثلك وتذهب إلى الشرطة تحمل فى يدك حجرا تلوح به وتطلب منهم ان يكونوا كما الثلج فى هذا البرد القارص ،ويحمل من خلفك أخر زجاج الملوتوف ، وغيره تسوقه نفسه إلى نهب الفنادق ، فكيف لا يلقون باللوم عليك ، وانت من خرجت من محيط شرعيتك وانتقلت لهؤلاء من نسميهم أوغاد الشرطة الذين فقدوا اهليهتم ووطنيتهم وصرت أنت فقط الشهيد بينهم ونسيت أن هؤلاء الذين نقشت فوق قلوبهم ثلاثين عاما من القسوة لن يتمكن أى رئيس او وزير داخلية او غيره أن يقتلع تلك القلوب ويغرس غيرها منقوش عليها أنتم حماية الشعب ، وكيف لمن يحيميك أن تطلق أنت عليه حجرا أو خرطوشا أو ملوتوفا ، وتتوقع منه ضبط النفس ، 

سيدى المسحول على أرض الشارع يا من تركت لنفسك العنان لكى تسقط الدولة ألا ترى أن غاندى اسقط امبراطورية الانجليز بالصمت والصوم والملح ، 

هل وصلنا إلى مستوى من الضعف لم نعد نملك معه سوى اراقة الدماء حتى نسقط اى نظام 

وهل سيدى الثائر المحترم الشاب الذى تعدى الثلاثين ويؤمن بقضية الحرية ألم تعلم جيدا أن الحرية لن تنالها بالقاء الحجارة على بنى وطنك وتعرض نفسك لها ، 

فان كانت المعارضة السياسية لا زالت فى طور المراهقة ، فكن أنت أيها الشاب الذى سطر للتاريخ طورا جديدا من الثورة السلمية وعلمها للعالم ، كن أنت أنضج سياسيا من هؤلاء واتخذ لك من الصمت والصوم والملح سبيلا لنجاح ثورتك لا جسدك وحريتك وحجارتك الملوثة بالدم 

وبكاء أهلك الذين حرمتهم حق الاستمتاع بك وبحياتك ، فأنت وحدك القادر على ذلك وأنت وحدك الذى تملك حق الحياة