Home » » نادية النادى تكتب : اصبح الدم ماء

نادية النادى تكتب : اصبح الدم ماء

رئيس التحرير : Unknown on الجمعة، 15 فبراير 2013 | 8:11 ص




أشعر أن كل شيئ حولى فاتر ، يبدوا لى كأنه بلا حياة ، حاولت أن ألمس أسباب ما أشعر به ، وجدت أحداث رهيبة حولى ، تتلخص فى حكاية لحادث بالآمس القريب ، لا يزيد فى مدته عن أيام ، عندما تنتزع الرحمه من قلب البعض ، وتموت مشاعر الأخوة و يحل الماء فى العروق بدلا من الدم .
هذه المقدمة لآحكى لكم عن حادث أليم ، وقع لآحد الآشخاص أعرفه جيدا ، كان يعيش بين الناس محبوبا ولم يشتكى منه أحد ، فى يوم وصلنى خبر غريب ، ان زوج أخت هذا الرجل قام باشعال النار فيه أمام إبنه، الطفل الذى لم يتجاوز العشر سنوات ، وينقل إلى المستشفى للعلاج ، ويصبح هذا الرجل ذو الوجه الوسيم بعد أن أحرقت النيران وجهه شبح ،ويصاب بإكتئاب نفسى .
الآدهى من ذالك أن أخته زوجة الجانى ، إخترقت كل المعانى الإنسانية ، وذهبت إلى شقيقها المجنى عليه ، ليتنازل عن حقه ،لتخرج زوجها و بلا رحمة ولا إحساس ، يدخل هذ الرجل فى أشد حالآت الإكتئاب ، ليموت كمدا ويتيتم أبناؤه ،.
ماذا حدث للبشر ، هل ماتت إنسايتنا أمام رغباتنا ، هل أصبح الخلل فى المجتمع يصل إلى درجة أن نموت ونحن أحياء ، إن موت المشاعرأصعب من موت الجسد . وما ذنت الطفل الصغير أن يرى والده يحترق أمام عينيه ، إنه لإحساس قاسى ، سيظل هذا الطفل فى حالة ذعر تام ، وقد لا يجدى معه أى علاج نفسى ، ولا أقول إلا أن يتولاه الله برحمته .
أرى أن العنف باشكاله فاق الحد والوصف ، أرى أننا بعدنا عن إنسانيتنا ببعدنا عن ديننا ، إن الفتور وإنعدان الإحساس ، شئ قاسى على النفس ، لم يعد هناك إحساس بالألم ، لقد بهتت الوجوه وتعرت من آدميتها، فعلا أرانى لم أعد أفهم شيئا .
والكارثة أن الجانى كان قد قام باحراق زوجته منذ أكثر من عام ، وتنازلت عن حقها لكن هل يمكن التنازل عن حق الغير ، الله المستعان على ما ضاع من البشر .

نادية النادى

إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق