غادة هيكل
فى آخر لحظة وقبل أن ينفلت الزمام توقف القطاران ، الكل منهمك فى الفرار والنجاة من هذا الحادث الأليم ،البعض أصابه الإغماء ، والأخرين تصادموا من سرعة الانطلاق نحو الفرار ،
تبادل القطاران الحديث ، لم يوجه أى منهما اتهام إلى الأخر وإنما :
القطار الازرق قال: عذرا سيدى لم أعلم أنك آتى إلى هنا على نفس القضيب
رد القطار الأحمر : وكيف لك أن تعلم ؟
الأزرق : كان لابد وان أستشعر ذلك
الأحمر : ولماذا لم أستشعره انا؟
الأزرق : لا يا سيدى أنت لا تملك الوقت لذلك فكيف تفكر فى غير السرعة التى تنطلق بها ، أما نحن الأقل شئنا ، والأقل سرعة ، والأقل أمانا لابد وأن نستشعر الخطر القادم
الأحمر : ولكن بالنهاية نحن وسائل نقل لراحة الركاب
الأزرق : أنظر إلى نفسك سيدى
الأحمر : مابى
الأزرق : هندامك ، أناقتك، نظامك، نظافتك، القائمين على خدمتك، وانظر لى
الأحمر :تطلع مليا إلى الأزرق واطرق إلى الأرض وقال:ولكن هذا لا يعطينى الحق فى الأصطدام بك
الأزرق : لا تقل هذا أرجوك يكفى ما سوف يحدث لى وانت بتواضعك هذا ستزيد الطين بلة
هاهم لقد أتوا مسرعين لنجدتك، لتفكر بوسيلة تبرئنى ان كنت تشفق على ّ
الأحمر : وسوف ياتون لنجدتك أيضا .
الأزرق : بتهكم وتعجب ،نعم سوف يأتون
أقبل المسعفون ينظرون ويتفحصون القطار الأحمر ويقدمون يد العون له فهذا الصمام بأمان، وهذه الفرامل سليمة ، والزجاج لم يتحطم ، والعجل فى موضعه ، كتبوا التقرير
من فطنة وذكاء القطار الأحمر أنه توقف فى الوقت المناسب وأرسل صفارات الأنظار على بعد سليم فاستطاع أن ينبه القطار الأزرق الذى تمالك نفسه فى أخر لحظة وأمسك بالفرامل حتى لا يصدم سيده ، وينهى حياته بمأساة فظيعة ، ومن الحكمة اتخاذ الأجراءات اللازمة لتكريم القطار الأحمر ومعاقبة القطار الأزرق بتوقيفه عن العمل ومنع الركاب من حضور اشغالهم حتى يتحمل ذنوبهم جميعا .
الأحمر صاح بهم صيحة المنتصر وقال: أتركوه سوف يعمل عندى مرشدا للطريق فقد يكفى أنه تمكن من الوقوف فى أخر لحظة .
صفق له الجميع ودعوا له بالسلامة .
ضحك القطار الازرق وقال : أفضل من التوقيف .
إرسال تعليق