نادية النادى
أحيانا كثيرة أشتاق لعودة الزمن إلى الوراء ، بعد أن تغير كل شئ حولى ، ليصبح زمنا آخر يختلف فى كل عناصره ، أشتاق إلى لون السماء الصافية ،إلى قطرات الندى غلى أوراق الشجر تداعبها، إلى الصباح وأنا ذاهبة إلى المدرسة ، أحن إلى براءة الطفولة ومرح الشباب ، افتقد إلى إحساسى أنى مسؤله من أبى .
مع أن الماضى الذى يحمل فى طياته أجمل الذكريات ، و يقينى أن الخير مازال فى الكثيرين مع إختلاف التعبير عنه و أن لكل وقت حلاوته وتفرده ، لكن أرانى أفتقد الطيبة فى وجوه العديد من البشر.
فقد كانت أحلامنا بسيطة ،أبسط من أحلام أطفال اليوم، إنها مقارنة العصر وما يحتويه من نقله فى إمكانياته الهائلة، لكن ما ألاحظة أننا كنا نرضى بأبسط الآشياء ، أما أطفال اليوم ،
يتسابقون للوصول الى كل ما تقع أعينهم عليه، الطفل فى الحضانة يحمل الموبايل ويتعامل مع الكمبيوتر،
ودائما ما يضع نفسه فى مقارنة مع غيره ، الآب والأم مسؤلان عن تحول أطفالهما إلى هذه الحاله.
فأصبح سقف مطالب الأبناء أعلى من مستوى دخل الآسرة ، عندما يكون مصروف الطفل فى الحضانة خمسة جنيهات يوميا ، ويبرر الاباء ذلك أنهم لايمكن حرمان أبناءهم من شئ ،
فى نفس الوقت الذى يعانى فيه أطفال أخرين من الحرمان ، والتشرد والتفكك الآسرى ، كيف تتخيل طفل يمسك بيده قطعه غالية من الحلوى يتناولها فى الشارع، أمام غيره لا يملك رغيف خبز .
هناك تقاليد نسيناها فى اطار التباهى ، وهى إحترام شعور الأخرين ، وتعليم أطفالنا الشعور بمن دونهم ،وحث أطفالنا على العطاء ، وهناك جانب تربوى وهو اعطى أبناءك ما تريد أنت ،
حسب ظروفك لتكون نشاتهم على تحمل المسؤلية، ويواجهوا متاعب الحياة وأزماتها عندما
يكبروا .
إذا أردنا جيل واع بأهمية الحياة وقيمتها ، فلنغرس في أطفالنا قيمة النعمة ، وكيف ننميها ونحافظ عليها ، فى إعتدال بلا إسراف وإحساس بمن حولهم ، قد أكون بعدت عن إشتياقى
إلى الماضى بذكرياته ، أملا فى غد أجمل بأبناءه.
إرسال تعليق