الشيخ /سعد الفقى يكتب : بائع البطاطا

عمر صلاح بائع البطاطا الذي قتل بنيران صديقه .. هو من يستحق فعلا أن نتوجه بالشهادة .. عمر صلاح الطفل الذي لم يتجاوز ( 12 ) عاماً لم يحمل في يده زجاجات المولوتوف .. ولا بندقية خرطوش ... ولم تعرف حنجرته الهتافات المعادية أو الصديقة .. ليس له علاقة من قريب أو بعيد بكل المظاهرات وربما تمني استمرارها لبيع مايحمله في عربته المتواضعة .. وليعود إلي أسرته بجنيهات معدودة .. شئ طبيعي أن تقر المؤسسة العسكرية أنها وحدها من قتلته ... وأن الموت كان بنيران صديقة ... وهذا كله لايكفي ... إذ المفروض أن يبادر وزير الدفاع طوعاً لاكرهاً .. بدفع ديته لأسرته المنهكة .. ورصد معاش يليق بهم ...ويكفيهم شرا لسؤال والمسكنة ... وعلي مؤسسة الرئاسة أن تبادر هي الأخرى بالحاقة ضمن قوائم الشهداء.. وكفاه أنه كان يعمل ويكافح من أجل أن يقتات أخوه له بالحلال .. عمر صلاح ليس كغيره من أطفال الشوارع .. بل هو من اختار طريقه بيديه وهو في سن مبكرة ... أمثاله كثيرون لانعرفهم الله وحده أعلم بأحوالهم ... عمر صلاح الطفل الذي لقي حتفه ... كفاه أنه لم يستدرج للوقوع في فخ التسول أو السرقة ... أهملناه في حياته ومعه أسرته .. ومن العار أن نهمله بعد مماته ... رحم الله عمر صلاح بائع البطاطا .. وإنا لله وإنا إليه راجعون ..

الشيخ /سعد الفقى