Home » » هل نعيش الإرهاصات الأولي للحرب الأهلية؟‏!..."بروفة حرق مصر‏!‏"

هل نعيش الإرهاصات الأولي للحرب الأهلية؟‏!..."بروفة حرق مصر‏!‏"

رئيس التحرير : Unknown on الخميس، 28 مارس 2013 | 11:07 ص


بقلم - عبدالمحسن سلامة : 

هل نعيش الإرهاصات الأولي للحرب الأهلية؟‏!..‏ هذا هو السؤال

الذي يتردد كثيرا علي ألسنة أغلبية المواطنين, وإن لم يتم البوح بذلك علانية, فالشرطة عاجزة تكتفي بموقف المتفرج, والأهالي يقيمون حد الحرابة علي القتلة والمغتصبين ـ ولهم الحق في ذلك ـ مادامت الشرطة تكتفي بموقف المشاهد العاجز المكسور الذي لا حيلة له, ولم يتبق سوي إعلان وفاتها رسميا ونشر النعي في وفيات الأهرام.

لقد أصبح قطع الطرق واقتحام المنشآت أمرا معتادا ولم ينج كوبري أكتوبر أو مترو الأنفاق أو السكك الحديدية أو أي طريق من القطع, وليذهب المواطن إلي الجحيم الذي خرج باحثا عن رزقه أو متجها إلي دراسته أو راغبا في العلاج والدواء.. فكل ذلك ليس مهما, والمهم هو قطع الطريق و اقتحام المنشآت, أو حتي حرقها, طالما غابت الدولة وسقطت الشرطة دون اتخاذ خطوات جادة لمعالجة ذلك الخلل الجسيم.

أما أخطر ما حدث فهو ما وقع يوم الجمعة الماضي, حينما كانت هناك بروفة عملية للحرب الأهلية في المقطم, الذي تحول إلي ساحة حرب حقيقية بين المعارضين للإخوان والمؤيدين لها, ورأينا كيف اندلعت الحرائق في السيارات وإشعال النيران في المواطنين أنفسهم, في مشاهد لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالمظاهرات والتعبير عن الرأي, وإنما هي بروفة للحرب الأهلية, حيث كان يتم الفرز علي الهوية السياسية, ومن أفضل التغطيات التي قرأتها هو ما قام به الزميل محمد الجارحي في( المصري اليوم), حينما سجل بقلمه الأحداث كما وقعت وكتبها بموضوعية, في الصفحة السابعة بالجريدة, ورصد حمام الدم الذي سال هناك, ومن أبشع مشاهد التعذيب الذي رصدها هو إضرام النار في أحد شباب الإخوان عقب تناوب الاعتداء عليه في محيط ميدان النافورة, وإشعال النيران في ملابسه في محاولة لحرقه.

لقد وصل الأمر إلي احتجاز رهائن من الطرفين وتبادل الأسري بينهما في مشهد عار علي كل مصري, فالثورة لم تقم من أجل ذلك ولن تحقق الثورة أهدافها بالقتل والحرق وسفك الدماء.

الرهان علي تدخل الجيش رهان خاطئ, لأن تدخل الجيش يعني انقلابا عسكريا كاملا يعود بنا إلي الوراء60 عاما بالتمام والكمال, ويؤمم الحياة السياسية, ويحرق كل أوراق الديمقراطية, فالجيش لن يعود مرة أخري, كما فعل المجلس الأعلي للقوات المسلحة برئاسة المشير حسين طنطاوي, حينما كان زاهدا في الحكم بعد تنحي الرئيس السابق مبارك, وبرغم زهده, لم تتركه القوي التي تطالبه الآن بالعودة, وهي التي كانت دائمة الهجوم عليه, ووصل الأمر إلي تعليق المشانق له في ميدان التحرير, واستخدام الألفاظ الخادشة للحياء ضده, بل ومحاولة اقتحام منشآته في الإسكندرية والعباسية, وكان الشعار الدائم لتلك القوي يسقط يسقط حكم العسكر.. والآن هم يطالبون بعودة العسكر دون أن ينتبهوا إلي خطورة ما يطالبون به, ولا إلي تداعياته وتبعاته.

مصر الآن علي الحافة, والأمر لا يحتمل أكثر مما هو عليه الآن, وعلي الجميع التحلي بالشجاعة وتحمل المسئولية للخروج من النفق المظلم, الذي نحن فيه الآن, والبداية هي الحوار الجاد وغير المشروط من جميع الأطراف( حكومة ومعارضة), للتوصل إلي حلول للمأزق السياسي الحالي الذي تشهده البلاد, حتي لو أدي ذلك إلي التضحية بحكومة د. هشام قنديل, استعدادا لإجراءات الانتخابات البرلمانية المقبلة وتنفيذ الحكم القضائي الذي حصل عليه النائب العام السابق المستشار عبد المجيد محمود أمس إحتراما لأحكام القضاء.

الرهان علي الوقت أمر مشكوك فيه, وربما يتطور الوضع أكثر مما يتوقع البعض, والأفضل أن يأخذ الرئيس مرسي ـ باعتباره رئيسا لكل المصريين ـ زمام المبادرة, ويتخذ من الإجراءات ما ينهي المأزق السياسي الحالي وتعود للدولة هيبتها واحترامها, وتعود الشرطة إلي عملها بعيدا عن السياسة بعد تلبية احتياجاتها المقبولة والمعقولة, ليعود الأمن إلي ربوع مصر كما كان, ولتعود مصر التي نعرفها بوجهها السمح وطيبة شعبها, بعيدا عن مشعلي الحرائق وتجار الفتنة.
"الأهرام"


إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق