الأم هي من تستحق فعلاً وقولاً أن نحتفل بها في كل وقت وحين ... في حياتها وبعد مماتها ..فهي التي حملت وتحملت . مالايقوي علي غيرها أحد ..وهي التي أرضعت ... وسهرت الليالي ... وهي التي حزنت يوم ان تألمت ... وهي من أصابها الدوار عندما وقع بك مكروه ... هي من تمنت لك السعادة ... وان نالها منك الويل والثبور ... بل هي من استجارت بالدعاء أن تكون من المستورين ... فرحها لك ليس كفرح الآخرين ... فابتسامتها تسير في خط متواز مع مشاعرها التي لاتكذب أبداً ... كم من الأمهات قدمن النماذج الفريدة في العطاء ... فلم يذكرهن احد ... وكم منهن ضحت من اجل تربية الأبناء ... أمثالهن في كل المجتمعات بالملايين وعلي مر الزمان ... ماقدموه في سجلات لاتمحي ... النبلاء منهن كثر ... إلا أنهن لم ينتظرن تسجيل أسمائهن في سجلات الإعجاب ولا لوحات الشرف ... أفضلهن التي لم تحظي في حياتها بالحد الأدنى من مراحل التعليم ... إنهن من تعلمن بالفطرة أن الغد سيكون أفضل من اليوم ... وأن ماعجزت عن تحقيقه لابد أن تقدمه بسخاء ... هي من صدقت عندما كذب عليك الناس ... وهي من آثرت يوم ان تكالب عليك الناس ... أمثالهن مايجب الاحتفاء بهن ... مدرسة الحياة هي من تعلمن فيها ... وفيها حصلن علي أعلي الشهادات ... وهي وحدها التي لم تلوث شهاداتها حتي ألان ... الأم ... أفلا تستحق منا أن نحتفل بها ... وليكن الاحتفال تذكيراً لمن فاته قطار العمر فأهمل أمه في حياتهن وبعد مماتهن ... ليكن الاحتفال بهن تكريماً لمن أكرمهن في حياتهن وأحسن إليهن .. قريباً كان أم بعيداً ... ليكن الاحتفال بداية جديدة من التصالح والإحسان الي كل الأمهات .. فالأم مدرسة . وماقدمته في الماضي والحاضر والمستقبل هو الطريق الممهد للعبور الي عالم الفضيلة وكل عام وكل الأمهات بخير ..
الشيخ / سعد الفقي
إرسال تعليق