بدأ نفوذ الإسلاميين في مصر يتزايد وهو ما جعلهم أكثر صراحة في مطالبتهم بضرورة تطبيق الشريعة.
هذا الأمر تجلى بوضوح في الموقف الذي يتبناه محمد الظواهري، شقيق زعيم تنظيم القاعدة حالياً أيمن الظواهري، الذي بدأ ينادي بضرورة العمل من أجل فرض شرع الله على ذلك البلد المنقسم في أعقاب الإطاحة بالرئيس محمد حسني مبارك قبل عامين.
يجب تنظيف مصر من الفساد
وتحدث محمد الظواهري بهذا الخصوص إلى صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأميركية مشيراً إلى أن هناك "معركة ملحمية" تهدف إلى تنظيف مصر من الفساد والفجور.
وتابع الظواهري، وهو مهندس، قامت بتبرئته إحدى المحاكم العسكرية العام الماضي، بعد أن تم حبسه لأكثر من عشرة أعوام بتهم محاولة قلب نظام الحكم:"لابد من تنفيذ أوامر الله ( عز وجل ). فقد أوقفنا العلمانيون عن تطبيق شرع الله مئات السنين".
الثورة زادت من جرأة المتزمتين
وجاءت ثورة الـ 25 من كانون الثاني (يناير) عام 2011 لتزيد من جرأة هؤلاء الإسلاميين المتزمتين الذين يعرفون بالسلفيين، خاصة وأنهم كانوا على هامش الحياة السياسية في مصر. وبينما ينظر إلى الإخوان المسلمين، الذين يعتبرون القوة السياسية المهيمنة في البلاد الآن، باعتبارهم فصيل متآلف ومعتدل نسبياً، فإنهم يضمون بين صفوفهم مسلحين يصارعون من أجل إنشاء خلافة إسلامية في شبه جزيرة سيناء، وكذلك حزب النور، الذي ربط الدين ببراغماتية سياسية ماكرة.
ومضت الصحيفة تقول إن السلفيين يشكلون قوة متفجرة في الصراع داخل الإسلام بشأن الطريقة التي قد يتم من خلالها فرض تعاليم القرآن بشكل عميق في مواجهة ردود فعل عنيفة من جانب العلمانيين والمسيحيين وباقي الأقليات. وهي نفس الورطة التي تلقي بأصدائها في جزء كبير من العالم العربي، بما في ذلك سوريا وتونس وليبيا، حيث يسعى الإسلاميون المتشددون إلى استغلال الاضطرابات الحاصلة هناك.
تقليص مساحة المرأة
ورغم محاولة حزب النور الدخول في مواءمات، بدرجة ما، مع باقي الفصائل، إلا أن القادة السلفيين المتصلبين، من أمثال محمد الظواهري، نادراً ما كانوا مراوغين.
فيرى الظواهري أنه يجب سحق الميول الليبرالية وتقليص مساحة المرأة في الحياة العامة ومواجهة ما يعتبرها أجيالا من التلاعب من قبل الغرب. لكنه مؤيد للسِلم ويحمل واشنطن مسؤولية تصوير الإسلام المحافظ باعتباره عقيدة بدائية يتبناها الإرهابيون.
الجوهري أكثر عدائية
فيما ذهبت الصحيفة إلى التأكيد على أن الظواهري، الذي ينتمي لذراع يعرف بالجهاديين السلفيين، هو واحد من بين مجموعة شيوخ ازداد نفوذهم، رغم أنه ما يزال محدوداً، في ظل الفوضى المالية والسياسية التي تشهدها البلاد. ورغم جذوره، إلا أنه أقل عدائية من الشيخ مرجان الجوهري، الذي سبق له أن حارب مع طالبان في أفغانستان، وباقي السلفيين الذين عادوا بعد سنوات كمحاربين في حرب مقدسة دولية.
ونقلت الصحيفة في هذا الإطار عن الجوهري قوله :" أنا أرفض كافة الأحزاب السياسية. وأنا أرى أن البرلمان يشكل نوعاً من أنواع الكفر. ومصر بحاجة لرجل مثل بن لادن".
وجاءت الانتفاضات والثورات التي غمرت المنطقة العربية قبل عامين لتبدل المشهد الذي كان قائماً بصورة كبيرة. وينظر كثير من السلفيين إلى مرسي ورجال جماعة الإخوان المسلمين باعتبارهم انتهازيين مستعدين لاسترضاء العلمانيين على حساب الأجندة الإسلامية، كدعم دستور غير متجذر بشكل صريح في الشريعة الإسلامية.
وعاود الجوهري ليقول "يريد العلمانيون أن يجعلوا مصر مثل أوروبا وأميركا. في حين يجب تطبيق القواعد الإسلامية فقط. فالله هو الحاكم وليس الناس. وقد صارعنا مبارك بهذا الخصوص على مدار سنوات ولهذا السبب قمنا بقتل السادات".
وأضاف الجوهري:"لا توجد حكومة ناجحة في العالم العربي. وطالبان هي الوحيدة حتى الآن التي تطبق شرع الله. ونحن لدينا مبادئ وأخلاقيات لن نغيرها. وهذا هو الذي نحارب من أجله وهذا ما لا يفهمه الغرب".
فيما أشار محمد الظواهري إلى أن الوضع السياسي في مصر أفضل الآن من الماضي حين كانوا يتعرضون للقمع والظلم، وإن أكد أنهم لم يحققوا جزءا مما يريدون، بينما يحظى العلمانيون بدعم الغرب ويسعون لحظر إرادة الناس فيما يتعلق بغرس معتقداتهم الخاصة.
كما لفت الظواهري إلى وجود خطوط واضحة بين الجنسين، موضحاً أن المرأة يمكنها أن تعمل بمجال الأعمال التجارية، لكنها لا يجب أن تشغل منصب الرئيس. وأضاف أن رؤيته للشريعة لن تحد من حقوق أقباط مصر البالغ عددهم 8 مليون، وإن تحدث عن أنهم يحبسون بعض المسلمين في كنائسهم بسبب اعتناقهم للإسلام. كما حرص على نفي وجود أي خلافات بين الإسلاميين المتشددين والأكثر اعتدالاً.
إرسال تعليق