نادية النادى
طول عمره كان بيغنى مع بساطة حياته وراضى بعيشته ، لكن بعد الدنيا ما إتغيرت وتطورت تهاه من نفسه ، ليه ماهى المدنية لازم تأثر عليه هو كمان بشر ، وأولاده إتعلموا فى مدارس وجامعات ، ومنهم أطباء ومهندسين ،وباقى أنواع التعليم ، كلهم طموح وأمل فى بكرة ، دا مش جديد على الفلاح لأنه كان دايما بينجب لنا الوزراء والعلماء فى كل المجالات ،اللى كانوا زمان بيذاكروا تحت الشجر و وسط الخضرا ، وصاحبنا الفلاح النشيط من الفجر على أرضه يزرع وبيته كله خير من زرع إيده .
وباقى اليوم بكمل مشواره ومع المسا يحلى له السمر بقلب صافى مش متعكر ، ما هو كان راضى وبحياته .ومش بيتكلم ، لكن من يوم ما التكنولوجيا دخلت غيرت ثقافته وأخدته من راحة باله ، بدأ يفكر ويتعلم ثقافة جديدة نقلها له الإعلام وكمان الأجيال الجديدة من أولاده ،كل دا لخبط حياته ، وأصبح بياكل من إيد غيره ، حتى رغيف العيش من الطابونه . والجبنة من السوبر ماركت وكمان الحليب الجاهز ،الفراخ والبيض من إنتاج المزارع .
مش بس كدا الفلاح بدأ يبحث عن وسائل راحته ويحاول يطور نفسه ، كل ما يشوف آداة زراعية مريحة يبحث عنها ، ودا أكيد حقة و كل يوم فيه جديد بيساعده ، كمان أولاده هجروا أرضه الغايه عندهم أصبحت التعليم و الوظيفة لأن الأرض مش جايبة همها ، الهدف من كلامى كله الخوف يجى يوم وما نلاقى حد يزرع الأرض !!!!!!!!!!!
مشاكل الفلاح كترت ولا حد بيسمع ولا بيرد ، الخوف يجى يوم ندور عليه ونقول ولا يوم من أيامه ، وما نلاقى زرع من إيده ، ساعتها على الدنيا السلام .
الفلاح التعبان الشقيان ، محتاج نظرة لحل مشاكله ، محتاج حد يقول له أنا جنبك . المشاكل كترت علىه زى غيره من أفراد المجتمع وهو بصفة أكبر لأنه بيعانى نقص فى مدخلات إنتاجه ، ومشاكل الأرض والزرع على دماغه وحده من وجهة نظر البعض الضيقة ، لو تعثر الفلاح مش ها نلاقى ناكل .
والأرض بتنادى يا من يرعانى ، ويأخد من خيرى . هل من مجيب يرد الندا ويقوم يزرع ويخضر أرضنا بدل ما تصبح مبانى وحجر .
إرسال تعليق