Home » » أمـــير الســـكري يكتب : تحولات الفكر والشخصيه بعد الثورة

أمـــير الســـكري يكتب : تحولات الفكر والشخصيه بعد الثورة

رئيس التحرير : Unknown on الأحد، 21 أبريل 2013 | 7:29 ص

Image

 بقلم : أمـــير الســـكري

لم تثمر ثوره يناير المجيده فقط على المستوى السياسى وانما مهدت الطريق نحو انطلاقه فكريه بتوجهات اكثر قربا مما ينشده المجتمع والمستقبل كما سهلت جلب عوامل تحرر العقليه المصريه من براثن الجهل والتخلف والذى عصف بها واحط من شأنها وهذا التحول فى الفكر يلزمه اسس وقواعد معينه لكى يعاد تشكيله بما يخدم المجتمع لان ارتكازه فى السابق على مبادىء وقواعد هشه وموروثات ثقافيه واجتماعيه غير صالحه جعله اكثر عرضه للرجعيه والتخلف وبات اسهامه الاجتماعى منعدم وجاءت اللحظه اذن لكى يتحرر من رواسب واطلال الماضى واصبح الان العقل المصرى مختلف واصبح كل ما يدور حوله مختلف واصبح لزاما عليه ان يتهيأ لاستقبال مخرجات جديده فرضت عليه نأمل ان يستعيد معها العقل رجاحته مما يصب فى صالح اعاده اكتشاف الشخصيه المصريه بكل ما تحمله من مكنونات جيده تم طمسها وتغييبها ولكى يعاد اكتشافها من جديد فان اعمال العقل وتدبر ما يحدث على كافه المستويات والمجالات هم طريقها الى الابحارنحو اهداف المجتمع المثالى ويجد العقل من تنوع الانتماءات الفكريه والايدولوجيات المتعدده معضله وبخاصه فى مناخ سياسى جديد ناتج عن ثوره يناير وما صاحبه من حرك مجتمعى واسع النطاق وسط سيل من الاتجاهات الفكريه والعقائديه شديده التنوع والعقل اذن مطالب بان ينصهر داخل هذه البوتقه لان السياسه الان هى بوابه الوصول للحياه الكريمه حسبما اقرته الثوره من مبادىء وقيم وانطلاقا من انه لديه قناعه بان السياسه هى مفتاح لكافه مجالات الحياه بعكس فكرته عنها فى السابق وتستحوذ السياسه على مساحه كبرى فى عقل ووجدان الانسان لكن المحتوى السياسى وطريقه اداره السياسه وخباياها يشكل سدا منيعا امام تحول العقل وانطلاقه وبخاصه محاولات التأثير عليه من قبل المشتغلين بالسياسه ومحاولات السيطره عليه وجره نحو عقيده فكريه معينه استنادا الى تعدد الميول والمزاج والعواطف مما يزكى من حاله الاستقطاب داخل المجتمع وبذلك يصبح الاسهام المجتمعى للشخصيه منعدم وبات يقترب من الولاء والتبعيه للكيان وعبدا لافكاره والتى ليست بالضروره مفيده للمجتمع وعلى الفرد ان يضع لنفسه موقفا تجاه مهاترات وصراعات القوى السياسيه والاعيبها وان يتخذ لنفسه وضعيه مناسبه قوامها العقل والحكمه والوسطيه وان يبتعد تماما عن التعصب الفكرى خاصه بعد ان اصبحت العاطفه هى الحكم على الامور وباتت الموضوعيه فى مهب الريح ومن اكبر مايهدد فكر الانسان المصرى بعد الثوره هو الانفجار الاعلامى وما يدار داخل اروقه الاعلام من حرب تكسير عظام بين اطراف المشهد السياسى مما اثقل وزاد من الاعباء والضغوط على عقل الانسان المصرى مما قد يخلق لديه فكرا مشوها لايصل به الى خدمه مجتمعه وثورته والتى هى بالاساس ثوره فكريه تهدف الى الاطاحه بانظمه فكريه رجعيه ومنحطه ولم تقم من اجل اشخاص ولكن من دواعى ايصال وتمرير افكارها ومبادئها ان تطيح بمن ينتمى فكريا لها من افراد نجحوا على مدار سنوات فى تغييب كيان الانسان روحا وجسدا وعقلا وها هو العقل المصرى الان يعانى وسط ضجيج النخبه والاعلام ومايمارس ضده من ضغوط بدوافع رافضه او مؤيده لفكره او اتجاه ويعلم الله ايهما صواب وايهما خطأ او ايهما صادق النيه وقد ينساق الكثيرون وراء فكره معينه بل وقد يتعدوا مجرد التأييد لها ليصلوا الى مرحله التقديس وهذه اولى خطوات نظريه الاستقطاب وهذا لا يخفى عليكم فى هذه الايام كما ساهم غياب الضمير وحدوث خلل جثيم بمنظومه القيم فى تزكيه الاستقطاب والتشرذم الحادث الان مما يضعف بل ويعدم مشاركه العقل فى بناء الدوله المنشوده والتى نحلم بها بعد الثوره ويتقلص دوره فى اداره الصراعات الحزبيه ويصبح الفكر حينئذ فاقد لاستقلاليته ومطوع لخدمه جهات بعينها قد لا تصب فى النهايه لمصلحه تكوين بناء فكرى ناضج ومتزن ومحايد ويدخل معها الفكر الى مرحله التشدد والتعصب وبالفعل نعانى من هذا فى هذه الايام فالعقل المصرى الان هو حاله مشابهه لمركب يتقاذفه الموج يمينا ويسارا وعلينا توجيه الدفه حتى لايغوص وكذلك تماما نخشى ان يغرق العقل فى مستنقع مظلم لا يرى منه النور واعاده اكتشاف الشخصيه المصريه من جديد امر عسير ويحتاج الى اعاده النظر فى الثوابت والقيم والافكار والمناهج التى كنا نسير على دربها فى العهود السابقه وذلك لان الثوره قامت فى الاساس للقضاء على تلك الافكار والمناهج الحياتيه المشوهه والتى اعتاد عليها عدد كبير من الشعب والتى هيأت المناخ نحو قيام دوله الفساد والاستبداد فالثوره لم تفتح الباب امام صراعات وخلافات وانما فتحت الباب امام اعمال العقل والضمير لبناء دوله جديده يكون الشعب هو صاحب الكلمه ومالك للارض وليس العكس .

إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق