الشيخ سعد الفقي يكتب : الطرف الثالث ؟؟

أتعرفونهم ... إنهم من ضجروا من كل السياسيين .. من يجلسون في سدة الحكم ومن يعارضونهم .. كلاهما أخفق في أداء المهمة .... هم من أهملوا مع سبق الإصرار والترصد ... والإهمال هذه المرة .. ممن يملكون زمام الأمور ومن يعارضونهم ... هؤلاء هم فرسان المرحلة القادمة .... هم من اكتووا بنار الأسعار والغلاء الفاحش ... هم من يضربون أخماساً في أسداس للعبور من كل الأنفاق المظلمة وما أكثرها ؟؟ هم من ربطوا الأحزمة علي بطونهم ..هم من انتظروا العدالة الاجتماعية ... فلم يجدوها ... سمعوا عنها إلا أنها ذهبت أدراج الرياح .. هم من أهملوا بفعل التناطح والتخاصم بين أهل الحكم وأهل المعارضة .. انشغلوا بالكراسي وتركوهم يواجهون مصيرهم المحتوم والمكتوب .. هم من يضربون أخماساً في أسداساً للحصول علي لقمة العيش الكريمة ... هم من ظنوا وبعض الظن إثم أنهم إلي الرغد ذاهبون..هم من انتظروا قراراً واحداً يشفي غليلهم ويعيد إليهم الراحة والسكينة والطمأنينة .. فكانت القرارات التي لاتعرفهم .. وتصدم مشاعرهم ..الطرف الثالث قطاع كبير وعريض ومن كل الفئات والشرائح .. يحتاجونهم أيام الانتخابات والاستفتاءات .. إلا أنهم يتناسونهم طوال أيام العام ...ليس لهم مكان علي خرائطهم ... همومهم لايعرفونها ... وأمالهم كذلك ... الطرف الثالث هم المستضعفين في الماضي والحاضر ..هم من ارتضوا المشي بجانب الحيط .. إلا أنهم هذه المرة سيخرجون من كبوتهم ... وسيقولون كلمتهم .... ليسوا من الفلول وان رموهم بذلك .. وليسوا من الإخوان ... ولا من جبهة الإنقاذ .. هم من يبحثون عن الستر ... لامطمع لهم في جاه ... ولا ينتظرون مكانة ... هؤلاء فهموا .. وما جاء هذا الفهم ... إلا بعد أن عضهم الدهر ...هذا الفهم سيترجم من خلال صناديق الانتخاب ... التي صدعونا بها ... هم من عزموا أن يقدموا الجائزة للجميع ... حكاماً ومعارضة ... وستكون جائزتهم ... خروج من أهملوهم من كل المشاهد ... والمؤسف أن هذا الخروج سيكون بائناً ومؤبداً .. وان غداً لناظره قريب

الشيخ / سعد الفقي

من رجال الأزهر الشريف