Home » » نادية النادى تكتب : تحت الرماد جمر

نادية النادى تكتب : تحت الرماد جمر

رئيس التحرير : Unknown on الجمعة، 31 مايو 2013 | 11:02 ص

 
لا اعرف من أين أبدأ ولا إلى أين سأنتهى ، لقد شدنى الحديث حول ظهور الإلحاد بين الشباب هنا فى مصر ، البلد التى دائما ما تعرف بأنها أكثر البلاد تدينا ، فى الوقت الذى انتشرت فيه اللحي والنقاب و كثرة الإسلاميين إلا أن هناك فجوة فى معرفة الشباب بأمور دينهم بطريقة صحيحة ، تحميهم من الوقوع فى اللإلحاد ، فبعد الثورة بدأ الإسلاميين فى الإتجاه للسياسة وتركوا منابر التعليم والتوجيه الدينى ، وتغيرت الصورة لدى الشباب ، من الجائز ان تكون الثورة أحدثت للشباب نوع من اللاوعى ، بعد الخروج من عنق الزجاجة ، والصراع بين أطراف كثيرة لها من الإختلاف الواسع فى الفهم الدينى .

هذه الظاهرة بدأت تنتشر على شبكات التواصل الإجتماعى بصورة مخيفة ،ولى تساؤل هل الأزهر فى غفلة عن ذلك ؟ وأستغرب اين دور الإزهر فى حياتنا اليومية ، نقطة اخرى وهى أن التواصل الإجتماعى قد يعمل على زعزعه العقيدة عند الصغار الذين يتعاملون عليه فى غياب دور الأسرة ،

أين ذهبت الرسالة الدينيه المعتدلة لتعليم الشباب والصغار أمور دينهم بمحبة وتسامح ، هل ظهور الحركات التكفيرية كانت وراء عناد البعض وإتجاههم للإلحاد ؟!!! لا أدرى لكن من الجائز ، الأهم والأخطر أن الإلحاد بدأ ينتشر بصورة مخيفة قيل أنها تعدت العشرين بالمائة ،ساعدعلى ذلك الإغتراب عن الوطن ، وعدم وجود ثقة فى القائمين على الأمر .

لماذا غابت الرسالة الدينية المعتدلة وطفت على السطح الجماعات المتطرفة والمتشددة ؟؟؟، قد يكون ذلك نتيجة للكبت الدينى قبل الثورة ،نعلم جميعنا أن هناك أمور فى الدين لا تقبل النقاش لكن أيضا هناك معاملة فى الدين تقوم على السماحة وسعه الصدر كما كان يتعامل بها قدوتنا وحبيبنا المصطفى صل الله عليه وسلم ، وما جاء فى حديث النبى ( إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا ، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَىْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ ) رواه البخاري (39) ومسلم (2816) قال الحافظ ابن رجب رحمه ... هذا الحديث فيه دعوة هامة لكل من يدعو إلى الدين الحق.

اين نحن من السنة النبوية والقدوة السلوكية التى كان الحبيب يقوم بها ، إن إهمالها وعدم التعامل بها ، جعل من حياتنا بداية لكثرة المعاناه فى مختلف مناحى الحياه ، قد تكون أغلب مشاكلنا نتيجة لذلك وما نحن مقبلون عليه من خطر لن يعالجه إلا تصحيح العقيدة ، و إعادة توجيه الرسالة الدينية بطريقة صحيحة على أساس من الإحتواء ،قد تعيد الشباب الذين تاهو إلى دينهم وتصحح عقيدتهم.

يجب على كل أصحاب الدعوات الدينية أن تعيد النظر والتقييم لطريقة أداءها للدعوة ، بما يساعد على المعرفة السليمة للدين بلا تعصب أو تشدد ، لكنها تكون مرضاة لله أولا وأخيرا وليسترجعوا االمنهج النبوى فى توصيل الرسالة ونشر الدين ، وليعلموا أن إنتشار الإسلام كان من قوة سماحة النبى محمد صل الله عليه وسلم ، ولابد أن يعود رجل الأزهر للتدريس فى المساجد بصورة يومية كما كان فى السابق درس العشاء ، ولا يقتصر الخطاب الدينى على يوم الجمعه فقط ، وليصحو الجميع من الغفلة ، وأخيرا اللهم يا مقلب القلوب ثبتنا على دينك .

نادية النادى
 
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق