Home » » إبراهيم غانم يكتب : في البلكونة (عايز نمرة حقوق الإنسان)

إبراهيم غانم يكتب : في البلكونة (عايز نمرة حقوق الإنسان)

رئيس التحرير : Unknown on الأحد، 3 نوفمبر 2013 | 6:39 ص





اليوم هو أول الأسبوع، كل أسبوع و أنتم طيبون، أشعلت سيجارتي، جلست في البلكونة أحتسي قهوتي أفكر فيما شهدته أمس بعد أن قضينا صلاة الجمعة بمسجد النادي، أثناء جلستنا الأسبوعية أنا و أصدقائي كعادتنا نتحاور، نتسامر، نتشاجر أحياناً، دار حديثنا حول مجريات الساعة و مستجداتها، طرح أحدهم سؤالاً: "هما ح يحاكموا مرسي على أيه؟ هو عمل أيه؟" نظر جميعنا إليه، تعبيرات وجوهنا واحدة في تناغم نادر الحدوث إلا أثنين غيره لم يكن لهم انطباعنا.


سكتنا لبرهة ثم أجبته بتلقائية شديدة، قلت له: أغلب ظني أن ملفه يحتوي على قائمة طويلة عريضة بسيل من الاتهامات لو عددتها لدخلت موسوعة جينز، لن أذكر لك منها شيئاً لأنني لا أعرفها أو أطلعت عليها، لكنني أتصور ما تلمسته خلال السنة الكبيسة التي أطبقت على صدرونا بغير مناسبة.

ألم يحنث باليمين؟ ألم يقسم أمام الدستورية و في ميدان التحرير و هذا القسم موثق و متلفز؟ ألم يتضمن قسمه: "....... و أن أحافظ على أمن الوطن و سلامة أراضيه". ألم يطلع علينا في كلماته المتلفزة قائلاً: "أنا ح أقود العملية نسر بنفسي"؟ و لا رئينا نسراً و لا حداءة حتى.

ألم يعرقل و يتقاعس عن إصدار أمره ببدء العمليات قاصداً عامداً متعمداً و خلال السنة 

غض البصر عامداً متعمداً عن دخول خفافيش الليل لسيناء و نتيجة لذلك راح الضحايا من أخواتنا و أبنائنا و أصدقائنا شهداءً سالت دمائهم برصاص الغدر. أليس هو المسئول الأول عن هذا؟

ألم ينقض على كرسي الرئاسة بأساليب التحايل و المباغتة و الملاحقة؟

ألم يدلس في مسوغات ترشيحه للرئاسة و يقدم محرراً رسمياً مشكوك في صحته هو صحيفة الحالة الجنائية؟

الكل يعلم أنه هارب من محبسه. هذا موثق و معلوم، صدر بشأنه حكماً من جنايات الإسماعيلية في قضية الهروب من سجن وادي النطرون الذي أصدره قاضياً حر شريف مصرياً أصيلاً حتى النخاع؟

أثناء ذلك سمعنا خارجاً بالشارع صخب و ضوضاء عبر مكبر للصوت و دي جي محمولاً على سيارة نصف نقل و سيارات، جمع من مؤيدي ما يسمى بدعم الشرعية يجوبون الشوارع و الطرقات في تظاهرة أغلقت الشارع، عطلت الطريق، يرددون هتافات و عبارات أقل ما توصف أنها سب علني واضحاً جلياً عياناً بياناً نهاراً جهاراً لا يساوره أدنى شك.

للأسف الشديد صخبهم ظل حتى مع رفع آذان العصر. ألم يعلموا أنه لا صوت يعلوا على صوت الآذان؟ على الرغم من ذلك تركت الشرطة لهم الحرية الكاملة، لم يعترضهم أحداً على الإطلاق.

مع ذلك تجدهم يدعون أن هناك انتهاكات، يصرخون، يولولون، يتباكون عبر شاشة قناة حقيرة تبث إعلاماً مضللاً، يتشكون لمنظمات حقوق الإنسان التي تقدم لهم الحماية، تغل يد السلطات في تنفيذ واجبها و تطبيق صحيح القانون.

سألت نفسي، إنهم قلة قليلة لفصيل مارق كاذب فوضوي تحميه منظمات حقوق الإنسان، فأين حقوق الإنسان من 90 مليون مواطن مثلي؟

أليس من حقوق الإنسان أن يذهب أبني للجامعة في أمان لتلقى العلم. نحن على مشارف انقضاء الفصل الدراسي الأول، لم يتحصل أبني على شيء يذكر من دروسه. فيما سيكون إختباره إذاَ هل سيكون في شعارات رابعة و هتافات الأخوة؟ هل سيكون السؤال: أذكر أربعة من شعارات تظاهرات الإخوان مع ذكر السبب و علل؟ أم ماذا؟!

أليس من حقوق الإنسان علي أن أسير في الطريق أمناً، أن يتنقل الناس يتزاورون، يصلون أرحامهم التي قطعت بسبب الهمجية و التظاهرات الاستفزازية التي باتت شبه خبز يومي بفعل غوغاء الجماعة الإرهابية ؟ أليس من حقوق الإنسان أن ينعم الناس بالراحة و الهدوء و الاستقرار و السكينة في بيوتهم؟ إنها أبسط الحقوق يا منظمات حقوق الإنسان و منظمات المجتمع المدني النخبوي النشطي النكسجي.

نهاية المشهد انساب إلى مسامعي وقع أقدام تسير نحوي فأيقنت أنها زوجتي العزيزة، نهضت لأقابلها و أستبق القول: أنا قايم أغير هدومي و رايح الشغل أهوه.

ردت بصوت كالنسيم: صباح الخير. أبقى خد العربية النهاردة عشان ما تتأخرش ع الشوغل، و أنا ح أبقى أروح في تاكسي.

تسلل إلي القلق و انتابتني الدهشة، لكنني لم أعير المسألة اهتماماً. بدلت ملابسي، طويت درجات السلم لأربعة طوابق كطفل فرح مبتهج بلقاء أمه بعد غياب من فرط سعادته.

دخلت سياراتي، أدرت المحرك فلم تستجيب السيارة، إنها جثة هامدة!

سمعت رنين هاتفي المحمول، إنها زوجتي الحنون، جاء صوتها عبر الهاتف في رسالة مقتضبة بصوتها الرقيق قالت فيها: نسيت أقول لك العربية إمبارح و أنا جاية م الشوغل كانت بتقطع و تنتش مش عارفة ليه؟ أبقى وديها للميكانيكي يشوف فيها أيه؟ أنهت المكالمة على الفور لم ألحق حتى أن أرد أو أصد.

و النبي يا أخوانا محدش يعرف نمرة الخط الساخن ولا الساقع حتى بتاع الهباب اللي أسمه حقوق الإنسان ده؟
 إبراهيم غانم...





إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق