Home » » د.أحمد عبد الهادى يكتب : أحمد فؤاد نجم ... شاعر الغلابة فى زمن الإنكسار

د.أحمد عبد الهادى يكتب : أحمد فؤاد نجم ... شاعر الغلابة فى زمن الإنكسار

رئيس التحرير : Unknown on الأربعاء، 4 ديسمبر 2013 | 6:55 ص

د.أحمد عبد الهادى

إلتقيته لأول مرة فى المعتقل ...
كنت أنا خلف القضبان ...
وهو كان قادما للإطمئنان على إبنته نوارة التى تم إعتقالها معنا ... إنه أحمد فؤاد نجم الذى فارقنا بالأمس ...
تظاهرنا ضد إسرائيل ...
التظاهرات ممنوعة ...
إعتقلونا ...
تلاقينا جميعا ...
كل رموز العمل السياسى فى مصر وقتها ... كان معى فى الإعتقال حمدين صباحى وأمين إسكندر وكمال أبوعيطة وأحمد بهاء الدين شعبان ونوارة نجم وعزازى على عزازى ...
كانت نوارة نجم تندب وتبكى بعد إلقاء القبض عليها ...
هدأت من روعها ...
بعدها ألقونا فى سيارة جمعت كل الأسماء المشار إليها سابقا ... ثم تم ترحيلنا على مقر مباحث أمن الدولة بمدينة نصر ... ومساءا جاء أحمد فؤاد نجم لزيارتنا ... إحتضن إبنته وقال لها :
ـ أيوه كده خليهم يعرفوا إن اللى خلف مماتش يابت يانوارة ...
كنت أول مرة ألتقيه بها ...
ودعنا هو وعاد لمنزله بينما تم ترحيلنا إلى عدة معتقلات بعدها كان آخرها سجن المحكومة ثم خرجنا بعدها بفترة ... ودار الزمان دورته ... وقمت بتأسيس منتدى شباب الغد الذى كنا نستضيف فيه رموز السياسة فى مصر ليتحدثوا عن وضع مصر أيامها ... كان ذلك قبل أن نؤسس تجربة حزب شباب مصر ... ودعوتة للحديث فى المنتدى ... كل لقاءات المنتدى لحظتها كانت تؤدى إلى إغلاق منطقة المعادى التى كنا نعقد بها ندواتنا الأسبوعية ... إغلاق المنطقة كان يتم من خلال حصارنا بتشكيلات أمن مركزى خوفا من تظاهرنا بعدها خاصة وأن كل صحف مصر كانت تتابع ندواتنا ... وتحدث أحمد فؤاد نجم ساعات ... وعقب ندوات عديدة بدأنا فى تأسيس حزب شباب مصر ... كان ذلك فى نهاية التسعينيات ... ثم دار الزمان دورته لأنتقل للعيش فى المقطم قريبا من عم أحمد نجم .... تلاقينا فوق السطوح عنده ..... كنا نجلس ساعات طويلة ... يتحدث هو على سجيته بلا قيود ... كان شاعر الغلابة وشاعر الحرية .... لم يكذب ... لم يجامل ... مثل الطفل هو ... عبر عن مشاعر المصريين بصدق ... لم يتوقف عند جمع الأموال رغم أنه لو أراد لكان معه المليارات ... كانت قصائدة غالية عليه إلى درجة أنه لم يتوقف عند ثمنها وهو يعطيها للمطربيين ... كنا نجمع خلفه قصائده وندفع بها للمطبعة فى كتب دون أن يطالبنا حتى بحقوقه كمؤلف ... إنه طفل ... شاعر ... ثورة ....... كان فى مقدمة كل حالات التمرد فى المجتمع طوال سنوات خلت ... رحمة الله ... ونتمنى أن يعوض مصر عنه خيرا ... فقد كان صوتا للغلابة فى زمن الصمت والسكون والإنكسار
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق