Home » » أمريكا تخسر كثيرا

أمريكا تخسر كثيرا

رئيس التحرير : Unknown on الأحد، 26 يناير 2014 | 5:37 ص

بقلم: فاروق جويدة

وجه الرئيس اوباما الدعوة لدول إفريقيا لإقامة مؤتمر في اغسطس القادم حول العلاقات الأمريكية الإفريقية وتجاهل دعوة مصر‏، والشئ المؤكد ان ذلك يحمل أكثر من دلالة..علي الجانب المصري فإن مصر الشعب والدولة والتاريخ ليست في حاجة لهذه الدعوة.

الجانب الآخر ان الرئيس اوباما يقع في اخطاء رؤساء سبقوه مارسوا نفس الأدوار وخسروا كثيرا..لقد خسرت امريكا امام عبد الناصر حين اقام السد العالي علي غير رغبتها.

وخسرت امام السادات حين فاجأ الجميع بحرب اكتوبر وخسرت امام الإمام الخميني حين اطاح بشاه ايران وخسر الرئيس كارتر في ازمة الرهائن..وخسرت امريكا امام مانديلا حين ظلت سنوات تساند القوي العنصرية في جنوب إفريقيا.

وخسرت امريكا كل معاركها في العراق رغم إعدام صدام حسين..وخسرت في افغانستان ولم تستطع ان تحسم شيئا في معركتها مع الإرهاب بعد سنوات من الاحتلال..كل المعارك التي خاضتها امريكا ضد الشعوب كانت معارك خاسرة..ان امريكا لم تقدم شيئا للشعوب طوال تاريخها وكانت كل حساباتها علي العملاء من الرؤساء والسياسيين والطابور الخامس.

لا يوجد مشروع كبير اقامته امريكا في مصر في ظل نظام حكم ثلاثين عاما..كل المشروعات التي اقيمت مشروعات استهلاكية لا علاقة لها بالتقدم او الإنتاج وحين تقيم امريكا مؤتمرا لدول افريقيا وتتجاهل عن عمد دعوة اكبر دولة افريقية فهذا خلل في الحسابات وخطأ فادح في المواقف.

ان مصر هي بوابة إفريقيا واقدم دولها واعرق حضارات العالم قبل ان تظهر امريكا علي خريطة الكون..وبعد آلاف السنين لن يذكر التاريخ ميكروسوفت وياهو والبلاي ستيشان ومغامرات امريكا في العراق وافغانستان ولكن ستبقي حضارة الفراعنة والعمارة القبطية وكنائسها والمساجد الإسلامية بفكرها ورؤاها وتبقي حضارة الصين والهند وتبقي ثقافة باريس وروما وفينا والأدب الروسي العريق.

يبدو ان التاريخ يعيد نفسه حتي في حماقات وجهل الساسة وكما اخطأت امريكا مع ثورة يوليو فهي تعيد نفس الأخطاء مع ثورة يناير ويونيه ولا تريد ابدا ان تغير اساليبها في صناعة العملاء ويبدو ان امريكا في حالة ارتباك شديدة بعد ان اسقط المصريون مواكب العملاء سواء من تاجروا بالسياسة او تاجروا في الدين.
* نقلا عن صحيفة الاهرام
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق