بقلم: كمال جاب الله
الحمد لله، تم الإعلان عن موافقة الشعب على دستور 2014، كأساس صلب لبناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة. الحمد لله، بات من المؤكد، بعد موافقة الشعب على هذا الدستور، أنه لا عودة للدولة المستبدة الفاسدة، باسم العسكر أو باسم الدين.
الحمد لله، انتظرالشعب المصري المكافح هذه اللحظة المبهجة والفارقة في تاريخه، وها هو العائد السخي، بعد أن دفع ثمنا غاليا، من حاضره ومن دم أبنائه ومن ماله.
الحمد لله، قالها الشعب المصري العظيم بأعلى صوته ليدوي الصدى في كل الميادين والأنحاء: لا لعودة دولة مبارك الفاسدة، ولا وألف لا لدولة الإخوان الإرهابية.
يقولها الشعب: ليت خريطة المستقبل هذه، التي تجني البلاد أولى ثمراتها، الآن، بعد مرور ستة أشهر من تدشينها، ليتها كانت، هي نفسها، الخريطة التي جرى السير على نهجها، بدلا من المرتبكة والانتقامية، التي أضاعت ثلاث سنوات ثمينة، من عمر الثورة.
في يومي 14 و15 يناير 2014، كتب المصريون، من جديد، سطورا بأحرف من نور، في سجل تاريخهم النضالي العظيم، صاغ السطور بقلمه الشاعر المبدع، سيد حجاب، لا أجد أبلغ وأفضل منها للتعبير عن الفرح بمناسبة الاحتفاء بالدستور الجديد، والاحتفال بعيد الثورة، بعد أيام قليلة.
- ثورة 25 يناير - 30 يونيو، فريدة بين الثورات الكبرى في تاريخ الإنسانية، بكثافة المشاركة الشعبية التي قدرت بعشرات الملايين، وبدور بارز لشباب متطلع لمستقبل مشرق، وبتجاوز الجماهير للطبقات والأيديولوجيات نحو آفاق وطنية وإنسانية أكثر رحابة، وبحماية جيش الشعب للإرادة الشعبية وبمباركة الأزهر الشريف والكنيسة الوطنية لها، وهي أيضا فريدة بسلميتها وبطموحها أن تحقق الحرية والعدالة الاجتماعية معا.
ــ هذه الثورة (ثورة 25 يناير ــ 30 يونيو) إشارة وبشارة، إشارة إلى ماض مازال حاضرا، وبشارة بمستقبل تتطلع إليه الإنسانية كلها.
ــ نحن نؤمن بأن لكل مواطن الحق في العيش على أرض هذا الوطن في أمن وآمان، وأن لكل مواطن حقا في يومه وغده.
ــ نحن نؤمن بالديمقراطية طريقا ومستقبلا وأسلوب حياة، وبالتعددية السياسية، وبالتداول السلمي للسلطة، ونؤكد حق الشعب في صنع مستقبله، هو - وحده - مصدر السلطات، الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية حق لكل مواطن، ولنا ولأجيالنا القادمة - السيادة في وطن سيد.
- نكتب دستورا نغلق به الباب أمام أي فساد وأي استبداد، ونعالج فيه جراح الماضي من زمن الفلاح الفصيح القديم، وحتى ضحايا الإهمال وشهداء الثورة في زماننا، ونرفع الظلم عن شعبنا الذي عانى طويلا.
- نكتب دستورا يفتح أمامنا طريق المستقبل، ويتسق مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي شاركنا في صياغته ووافقنا عليه.
- نكتب دستورا يصون حرياتنا، ويحمي الوطن من كل ما يهدده أو يهدد وحدتنا الوطنية.
- نكتب دستورا يحقق المساواة بيننا في الحقوق والواجبات دون تمييز.
- نحن المواطنات والمواطنين، نحن الشعب المصري، السيد في الوطن السيد، هذه إرادتنا، وهذا دستور ثورتنا، هذا دستورنا.
قصدت متعمدا كتابة بعض السطور الواردة في الديباجة، من باب العلم بالشيء، والمقارنة مع الماضي القريب، لندرك ما وصلنا إليه الآن، من اطمئنان، وتوافق، في دستور يجمع ولا يفرق ولا يميز، دستور يصون ولا يبدد، فضلا عما بلغناه من إحساس براحة البال على سلامة مسيرة الثورة المصرية الفتية، وموجتها التصحيحية العظيمة في 30 يونيو.
البشارة ظهرت في احتفال الكنيسة القبطية بعيد الميلاد المجيد، منذ نحو عشرة أيام، وقد لاحظ المصريون، كم الاحتفاء، من جانب جمهور الحاضرين، عندما نوه قداسة البابا تواضروس إلى مشاركة ممثلي قادة القوات المسلحة، وممثل فضيلة شيخ الأزهر. هنا وجبت الإشارة إلى ماض، ما زال حاضرا، رأيته بعيني وسمعته بأذني، في القاعة الكبرى للكنيسة، ذاتها، قبيل الإحتفال بالعيد الأول للثورة، في 25 يناير 2012، حيث كانت تخيم على المكان - في ذلك الوقت - مظاهر مقبضة من الانقسام والاحتقان والفجوة، بين الثوار وسلطة الحكم الانتقالي، ممثلة في المجلس الأعلى للقوات المسلحة السابق.
كتبت في هذا المكان، أنه عندما يوجه المصريون الانتقادات لأداء المجلس الأعلى للقوات المسلحة السابق، اعتباره كان القائم بمهام رئيس الجمهورية، ويرأس السلطتين التنفيذية والتشريعية، خلال المرحلة الانتقالية، فإن ذلك لا يمس شعرة واحدة من احترام المصريين لجيشهم العظيم، ذخر الوطن، وحامي انتفاضته الثورية، وأن المساس بأفراده أو منشآته أو معداته خط أحمر.
قبيل الاحتفال بحلول العيد الثاني للثورة، في 25 يناير 2013، كتبت أن مصر على وشك الانفجار نتيجة للحال المايل الذي كانت قد بلغته المحروسة بعد ستة أشهر من ولاية الجماعة الإرهابية وعضوها المنتدب في قصر الرئاسة.
تحت عنوان: بأي حال عدت يا 25 يناير، كانت الإشارة إلى الأجواء السياسية والاقتصادية والاجتماعية الكئيبة والبائسة، بالاضافة إلى تربص سلطة الجماعة الإرهابية بحرية الصحافة والإعلام، وعدم احترامها للدستور والقانون، واحتمائها بدولة الفساد والاستبداد، ذاتها، التي كانت تعيشها البلاد قبل قيام الثورة.
اليوم، نقول الحمد لله، والشكر لله، فقد جاءت البشارة، مع إطلالة عام 2014، وسيتذوق المصريون، أخيرا، وبدءا من لحظة إقرار الدستور الجديد، طعم الإحتفال بعيد ثورة 25 يناير - 30 يونيو المجيدة.
الأهرام
الحمد لله، تم الإعلان عن موافقة الشعب على دستور 2014، كأساس صلب لبناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة. الحمد لله، بات من المؤكد، بعد موافقة الشعب على هذا الدستور، أنه لا عودة للدولة المستبدة الفاسدة، باسم العسكر أو باسم الدين.
الحمد لله، انتظرالشعب المصري المكافح هذه اللحظة المبهجة والفارقة في تاريخه، وها هو العائد السخي، بعد أن دفع ثمنا غاليا، من حاضره ومن دم أبنائه ومن ماله.
الحمد لله، قالها الشعب المصري العظيم بأعلى صوته ليدوي الصدى في كل الميادين والأنحاء: لا لعودة دولة مبارك الفاسدة، ولا وألف لا لدولة الإخوان الإرهابية.
يقولها الشعب: ليت خريطة المستقبل هذه، التي تجني البلاد أولى ثمراتها، الآن، بعد مرور ستة أشهر من تدشينها، ليتها كانت، هي نفسها، الخريطة التي جرى السير على نهجها، بدلا من المرتبكة والانتقامية، التي أضاعت ثلاث سنوات ثمينة، من عمر الثورة.
في يومي 14 و15 يناير 2014، كتب المصريون، من جديد، سطورا بأحرف من نور، في سجل تاريخهم النضالي العظيم، صاغ السطور بقلمه الشاعر المبدع، سيد حجاب، لا أجد أبلغ وأفضل منها للتعبير عن الفرح بمناسبة الاحتفاء بالدستور الجديد، والاحتفال بعيد الثورة، بعد أيام قليلة.
- ثورة 25 يناير - 30 يونيو، فريدة بين الثورات الكبرى في تاريخ الإنسانية، بكثافة المشاركة الشعبية التي قدرت بعشرات الملايين، وبدور بارز لشباب متطلع لمستقبل مشرق، وبتجاوز الجماهير للطبقات والأيديولوجيات نحو آفاق وطنية وإنسانية أكثر رحابة، وبحماية جيش الشعب للإرادة الشعبية وبمباركة الأزهر الشريف والكنيسة الوطنية لها، وهي أيضا فريدة بسلميتها وبطموحها أن تحقق الحرية والعدالة الاجتماعية معا.
ــ هذه الثورة (ثورة 25 يناير ــ 30 يونيو) إشارة وبشارة، إشارة إلى ماض مازال حاضرا، وبشارة بمستقبل تتطلع إليه الإنسانية كلها.
ــ نحن نؤمن بأن لكل مواطن الحق في العيش على أرض هذا الوطن في أمن وآمان، وأن لكل مواطن حقا في يومه وغده.
ــ نحن نؤمن بالديمقراطية طريقا ومستقبلا وأسلوب حياة، وبالتعددية السياسية، وبالتداول السلمي للسلطة، ونؤكد حق الشعب في صنع مستقبله، هو - وحده - مصدر السلطات، الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية حق لكل مواطن، ولنا ولأجيالنا القادمة - السيادة في وطن سيد.
- نكتب دستورا نغلق به الباب أمام أي فساد وأي استبداد، ونعالج فيه جراح الماضي من زمن الفلاح الفصيح القديم، وحتى ضحايا الإهمال وشهداء الثورة في زماننا، ونرفع الظلم عن شعبنا الذي عانى طويلا.
- نكتب دستورا يفتح أمامنا طريق المستقبل، ويتسق مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي شاركنا في صياغته ووافقنا عليه.
- نكتب دستورا يصون حرياتنا، ويحمي الوطن من كل ما يهدده أو يهدد وحدتنا الوطنية.
- نكتب دستورا يحقق المساواة بيننا في الحقوق والواجبات دون تمييز.
- نحن المواطنات والمواطنين، نحن الشعب المصري، السيد في الوطن السيد، هذه إرادتنا، وهذا دستور ثورتنا، هذا دستورنا.
قصدت متعمدا كتابة بعض السطور الواردة في الديباجة، من باب العلم بالشيء، والمقارنة مع الماضي القريب، لندرك ما وصلنا إليه الآن، من اطمئنان، وتوافق، في دستور يجمع ولا يفرق ولا يميز، دستور يصون ولا يبدد، فضلا عما بلغناه من إحساس براحة البال على سلامة مسيرة الثورة المصرية الفتية، وموجتها التصحيحية العظيمة في 30 يونيو.
البشارة ظهرت في احتفال الكنيسة القبطية بعيد الميلاد المجيد، منذ نحو عشرة أيام، وقد لاحظ المصريون، كم الاحتفاء، من جانب جمهور الحاضرين، عندما نوه قداسة البابا تواضروس إلى مشاركة ممثلي قادة القوات المسلحة، وممثل فضيلة شيخ الأزهر. هنا وجبت الإشارة إلى ماض، ما زال حاضرا، رأيته بعيني وسمعته بأذني، في القاعة الكبرى للكنيسة، ذاتها، قبيل الإحتفال بالعيد الأول للثورة، في 25 يناير 2012، حيث كانت تخيم على المكان - في ذلك الوقت - مظاهر مقبضة من الانقسام والاحتقان والفجوة، بين الثوار وسلطة الحكم الانتقالي، ممثلة في المجلس الأعلى للقوات المسلحة السابق.
كتبت في هذا المكان، أنه عندما يوجه المصريون الانتقادات لأداء المجلس الأعلى للقوات المسلحة السابق، اعتباره كان القائم بمهام رئيس الجمهورية، ويرأس السلطتين التنفيذية والتشريعية، خلال المرحلة الانتقالية، فإن ذلك لا يمس شعرة واحدة من احترام المصريين لجيشهم العظيم، ذخر الوطن، وحامي انتفاضته الثورية، وأن المساس بأفراده أو منشآته أو معداته خط أحمر.
قبيل الاحتفال بحلول العيد الثاني للثورة، في 25 يناير 2013، كتبت أن مصر على وشك الانفجار نتيجة للحال المايل الذي كانت قد بلغته المحروسة بعد ستة أشهر من ولاية الجماعة الإرهابية وعضوها المنتدب في قصر الرئاسة.
تحت عنوان: بأي حال عدت يا 25 يناير، كانت الإشارة إلى الأجواء السياسية والاقتصادية والاجتماعية الكئيبة والبائسة، بالاضافة إلى تربص سلطة الجماعة الإرهابية بحرية الصحافة والإعلام، وعدم احترامها للدستور والقانون، واحتمائها بدولة الفساد والاستبداد، ذاتها، التي كانت تعيشها البلاد قبل قيام الثورة.
اليوم، نقول الحمد لله، والشكر لله، فقد جاءت البشارة، مع إطلالة عام 2014، وسيتذوق المصريون، أخيرا، وبدءا من لحظة إقرار الدستور الجديد، طعم الإحتفال بعيد ثورة 25 يناير - 30 يونيو المجيدة.
الأهرام
إرسال تعليق